في نبأ أعلن خلال الاجتماع الخمسين لمجلس أمناء جامعة الشارقة عقد الأسبوع الماضي برئاسة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة و رئيس جامعة الشارقة، (حفظه الله تعالى وراه) أعلنه سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة خلال فعاليات هذا الاجتماع وكان له وقع البشرى السعيدة على أعضاء المجلس، وافقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي على استضافة مقر للمركز الإقليمي للفيزياء النظرية بالدولة كانت جامعة الشارقة قد تقدمت به في وقت سابق، وتضمنت هذه الموافقة أن يكون مقر هذا المركز في جامعة الشارقة تحت اسم: (مركز الشارقة الإقليمي للفيزياء النظرية في جامعة الشارقة).

وتعقيبا على هذا الموضوع العالمي الآفاق من حيث الأساس والمعايير والأفاق والأهداف، أوضح سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة قائلا: ان البدايات الأولى للمشروع كانت خلال مؤتمر الشارقة العالمي الأول لفيزياء الجسميات والذي نالت فعالياته الكثير من الاستحسان من قبل المشاركين بهذا المؤتمر من العلماء العالميين والإقليميين والخبراء من مختلف المستويات.

وجرى خلال هذا المؤتمر الذي كان تحت رعاية وبحضور صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيس الجامعة (حفظه الله تعالى ورعاه)،، الذي تفضل بدعوة المشاركين بهذا المؤتمر من العلماء والخبراء والمتخصصين وضيوف المؤتمر بشكل عام إلى دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية ،، وجرى خلال ذلك توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الشارقة والمركز العالمي للفيزياء النظرية وموقعه في إيطاليا تلك المذكرة التي وضعت إطارا للتعاون العلمي بين جامعة الشارقة والمركز العالمي لتدريب الطلبة وتبادل الخبرات الأكاديمية و تشجيع المشاريع البحثية المشتركة.

ومن المعروف في الميادين العلمية والعالمية أن هذا المركز العلمي العالمي للفيزياء النظرية هو أحد مراكز منظمة الأمم المتحدة للتربية للعلوم والثقافة (يونسيكو)، وكان قد أنشئ بمبادرة من العالم الباكستاني الفائز بجائزة نوبل للفيزياء محمد عبدالسلام و بتمويل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية و الحكومة الإيطالية في العام 1964م،  ليصبح اليوم أهم مركز في العالم لدراسات الفيزياء النظرية والتطبيقية وليساهم بشكل مباشر في تدريب وتأهيل الالاف من العلماء من مختلف بلاد العالم في مجالات الفيزياء و الرياضيات والحوسبة، وبسبب تزايد أعداد طالبي خدمات المركز قرر المركز الرئيسي فتح أفرع له بمناطق مختلفة من العالم من أجل تخفيض الضغط على هذا المركز بالإضافة إلى خدمة عدد أكبر من العلماء والطلبة، لهذا أفتتح المركز العالمي للفيزياء النظرية أفرع له في كل من البرازيل ورواندا والصين لخدمة العلماء المحليين والاقليميين ويعمل على أن يفتتح له مراكز بالمكسيك ومنطقة الشرق الأوسط. لهذا بادرنا أثناء المؤتمر وبالتشاور مع الأستاذ الدكتور فرناندو كويفيدو مدير المركز العالمي للفيزياء النظرية بطلب إنشاء فرع لهذا المركز بالشارقة ليخدم منطقة الشرقة الأوسط وغرب وجنوب أسيا، فرحب بالفكرة بل وشجعنا على التقدم بطلب عبر حكومة الشارقة إلى الجمعية العمومية لمنظمة اليونيسكو للموافقة على إنشاء معهد إقليمي للمنظمة من الفئة 2 بإمارة الشارقة كشراكة بين جامعة الشارقة والمركز العالمي للفيزياء النظرية في تريستا إيطاليا.

وبناء على ذلك كله رفعت هذا الأمر برمته إلى صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة (حفظه الله تعالى ورعاه) ليكون هذا المركز صرحا علميا عالميا ينضم إلى صروح الشارقة العلمية إن لم يتقدمها ملبيا طموح العلماء والمتخصصين والهواة فيها ممن يتسابقون في الإبداعات الفيزيائية واختراعاتها وليكون عمليا مركز إشعاع للعلوم الأساسية والمتقدمة، ومؤسسة علمية لعلماء العلم والمعرفة من الدول الإقليمية والمجاورة، كما هو الحال للمؤسسات العلمية والثقافية المختلفة التي تعرف وبالخطوط العريضة عن أمارة الشارقة الحبيبة.
فتفضل سموه ومن فوره بكريم الموافقة على المشروع ليبدأ بعد ذلك طلب إنشائه من الجهات الحكومية المختصة والتي حسمتها وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالموافقة الأسبوع الماضي والتي سبق وأشرنا إليها.

وأضاف سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، وأود أن أضيف هنا بأن المراكز والمعاهد من الفئة 2 تساهم في تنفيذ برنامج اليونسكو المعرفي من خلال بناء القدرات وتبادل المعرفة في تخصصات معينة ودقيقة بالإضافة إلى  البحث النظري والتجريبي والتدريب المتقدم في موضوعات ذات أهمية، وسيكون هذا المركز في إمارة الشارقة منارة علم متخصصة في مجال الفيزياء والرياضيات وعلوم الحاسوب وتطبيقاتها، وسيتم إنشاء مركز الشارقة الإقليمي للفيزياء النظرية بالتعاون مع مركز عبد السلام الدولي للفيزياء النظرية (ICTP) في تريستا بإيطاليا، وسيعمل ضمن أهداف كثيرة لعل من أهمها إجراء أبحاث في الفيزياء النظرية والمجالات ذات الصلة مثل الرياضيات وعلوم الحاسوب والمعلوماتية إنما بأعلى المعايير الدولية وسيكون في الوقت نفسه مركزا دوليا للمدارس وورش العمل في دول مجلس التعاون الخليجية والشرق الأوسط وغرب آسيا.