ضمن مساهمته كشريك استراتيجي في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2025

جلسة حوارية لـ«تريندز» تناقش دور الاتصال الحكومي في تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الهدر

جلسة حوارية لـ«تريندز» تناقش دور الاتصال الحكومي في تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الهدر

خبراء ومتخصصون:
• تطوير أدوات الاتصال واعتماد الأنظمة الرقمية يسهمان في تحقيق الأمن الغذائي
• الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي أدوات قوية لتعزيز الممارسات الغذائية السليمة
• الأزمات الدولية التي مر بها العالم كشفت عن هشاشة النظام الغذائي العالمي


استهل مركز تريندز للبحوث والاستشارات سلسلة فعالياته البحثية والعلمية في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2025، حيث يسهم في أعمال النسخة الـ14 باعتباره شريكاً استراتيجياً، وعقد في منصة «تريندز» بمركز إكسبو الشارقة، جلسة حوارية بعنوان «الاتصال من أجل الغذاء الآمن»، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والخبراء.
وأكد المشاركون في الجلسة، التي أدارها سيف النعيمي، الباحث في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، على دور الاتصال الحكومي والإعلام الفعال في تعزيز السلوكيات الإيجابية تجاه الغذاء، بدءاً من ترشيد الاستهلاك، مروراً بالقضاء على الهدر الغذائي، وصولاً إلى ضرورة تشجيع الإنتاج المحلي كركيزة أساسية لجودة الحياة والاستقرار المجتمعي.
700 مليون يعانون جوعاً
واستهل الجلسة الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، مناقشات الجلسة، قائلاً إن تنامي تأثير تغير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي زاد من حالة اللايقين الغذائي، وبدأ نحو 2.6 مليار شخص يعانون من ضعف القدرة على تحمل تكلفة نظام غذائي صحي، وأصبح نحو 700 مليون شخص يعانون جوعاً مزمناً، فضلاً عن 600 مليون شخص يصابون بالمرض سنوياً بسبب الغذاء غير الآمن، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وذكر أن مواجهة هذه التحديات تتطلب زيادة تمويل الأمن الغذائي والتغذية، مع استخدام التمويل المتاح بفعالية أكبر، وهنا تحديداً يظهر دور الاتصال الحكومي الفعال، ولا سيما في البلدان الأكثر تضرراً، حيث يمكن تعزيز دور الاتصال الحكومي في تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الهدر بكافة صوره، من خلال تطوير الرسائل الحكومية وتعزيز طرق الاستهداف لتعديل السلوكيات الفردية لضمان التدوير الأمثل للغذاء.

تعزيز الاستباقية والمرونة
وأشار الدكتور العلي إلى أن دعم ممارسات الإنتاج الغذائي المحلي وتطوير أدوات الاتصال يسهم في تحقيق سلامة الغذاء المرنة في الشركات، وبناء القدرات الفعالة والاعتماد على الأنظمة الرقمية المحسنة، مشدداً على أهمية تعزيز الاستباقية في الاتصال الحكومي من خلال الاعتماد على الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى الإعلامي، وتطوير الرسائل الغذائية التي لا تقضي على الهدر فحسب، بل تمنع حدوثه من الأساس، إلى جانب تعزيز الدعوات الإعلامية لسلامة الأغذية والشراكات الجديدة، عبر التعاون مع القطاع الخاص وتعزيز الحوار بين أصحاب المصلحة. وأوضح الرئيس التنفيذي لـ«تريندز» أن دولة الإمارات كعادتها كانت سباقة في مواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم، حيث تبنت في عام 2018 نهجاً متقدماً في توظيف الاتصال الحكومي، ضمن رؤيتها الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي لاستراتيجية 2051، بأن تكون الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي يخلق فرصاً عدة، حيث يمكن الاعتماد على قدراته في تطوير الاتصال الحكومي الفعال لتعزيز أنشطة تدوير الغذاء، ومكافحة الهدر الغذائي بصوره كافة.

هشاشة النظام الغذائي
بدوره، أكد محمد خلفان الصوافي، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، أن الأزمات الدولية والصراعات التي مر بها العالم كشفت عن وجود هشاشة في النظام الغذائي العالمي، مما أدى إلى معاناة الكثير من شعوب العالم غير المنتجة للغذاء وانتشار الأوبئة والأمراض. وبين أن أزمتي «كوفيد-19» والحرب الروسية-الأوكرانية من أفضل الأمثلة لهذه الهشاشة التي يعاني منها النظام الغذائي العالمي، وفي مراحل أخرى من الأزمات والصراعات نجد حكومات تستخدم سياسة التجويع ومنع الغذاء كسلاح تستخدمه في الحروب رغم تجريم ذلك في القانون الدولي والإنساني.

اضطراب سلاسل الإمداد
وأفاد الصوافي بأن التحديات التي تواجهها الحكومات في مسألة الأمن الغذائي تتمثل في تهديد استمرار سلاسل الإمداد الغذائي واضطرابها، على اعتبار أن نظرية الاعتماد المتبادل في العلاقات الدولية تعني أهمية التعاون بين الحكومات في توفير المنفعة المشتركة، مبيناً أن مسألة الاكتفاء الذاتي ربما تراجعت في ظل تشابك المصالح، ونشوب الحروب وانتشار بعض التنظيمات على الممرات البحرية العالمية التي تهدد استقرار التمديد، وهذا ما دفع الحكومات إلى التعاون وزيادة الاتصال لتكثيف التعاون وإيجاد الحلول.

سلاسل لوجستية جديدة
من جهته، أكد دميتري فاديموفيتش ستاسيوليس، رئيس المنظمة الدولية للتعاون الأوراسي، ورئيس تحرير مجلة «الحوار الأوراسي»، أهمية توجيه الاتصال والإعلام نحو ضمان تجارة عادلة وشفافة، وتكافؤ فرص الوصول إلى المواد الخام والمنتجات النهائية للمنتجين والمستهلكين على حدٍ سواء، إضافة إلى القضاء على الحواجز الصناعية، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي.
وذكر أن البرازيل اقترحت «التحالف العالمي ضد الفقر والجوع» خلال رئاستها لمجموعة العشرين عام 2024، وهو اقتراح يعزز مساهمات الدول والمنظمات الدولية لتسريع الجهود الرامية إلى القضاء على الجوع والفقر بحلول عام 2030، مضيفاً أن مبادرة الشراكة الأوراسية الكبرى تعد نموذجاً واعداً للاتصال بشأن الأمن الغذائي، فهي إطار شامل يهدف إلى توحيد وتعزيز التعاون العادل والمنصف، وفتح المجال لإنشاء سلاسل لوجستية وتجارية جديدة، وجميع هذه المبادرات تسهم بشكل كبير في إيجاد حلول نافعة للقضايا المتعلقة بالأمن الغذائي.

تعزيز سلامة الغذاء
أما البروفيسور جواو بوسكو مونتي، رئيس المعهد البرازيلي الأفريقي، فأشار إلى الدور الحيوي للاتصال الحكومي في تعزيز سلامة الغذاء، حيث تعد مسؤولية مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص والأفراد، مبيناً أن الحكومات تمتلك فرصة فريدة للوصول إلى الأفراد بالمعلومات الدقيقة، خاصة في عصر الأخبار المضللة وانتشار الشائعات، مضيفاً أن التواصل الفعّال يضمن فهم الناس لأهمية سلامة الغذاء وانعكاساتها على صحتهم ومجتمعاتهم. وأضح مونتي أن الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ذات تأثير متنامي، باعتبارها أدوات قوية لنشر المعرفة في الوقت الفعلي، فهذه المنصات، إذا ما استُخدمت بكفاءة، يمكن أن تسهم في تقوية المجتمعات من خلال تسهيل الوصول إلى المعلومات الموثوقة وتعزيز الممارسات الغذائية السليمة، مشدداً على أهمية إشراك الشباب، لما يمتلكونه من أدوات ومهارات لنشر المعلومات الموثوقة على نطاق واسع.