جناح الإمارات يحتفي غدا بـ«يوم دولة الإمـــارات في إكســبو 2025 أوســاكا»
اعتبرت أجندة الزيارة مزدحمة بقضايا متنوعة
جلسة حوارية لـ (تريندز) تحلل آفاق التعاون العربي – الأمريكي تزامناً مع جولة الرئيس بايدن الشرق أوسطية
د. بلال صعب:
• زيارة بايدن للمنطقة تحظى بالزخم والضبابية وعدم الوضوح.. ومفعمة بروح التشاؤم
• الزيارة تناقش التعاون المشترك لمواجهة النفوذ الصيني والتوسع الإيراني في المنطقة
• واشنطن لن تشن حروباً وتدخل في صراعات بالوكالة عن شركائها في العالم
• التعاون العربي الأمريكي يحتاج تبني إطار دفاع استراتيجي وتفعيل آليات للارتقاء بالشراكة
• إعادة بناء الثقة بين العرب والأمريكان ضرورة للخروج من حالة التوتر السياسي والدبلوماسي
أكد خبير أمني أن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة ماسة إلى حلفاء وجيوش فعالة في منطقة الشرق الأوسط تمتلك خططاً استراتيجية لتطوير قدراتها العسكرية والمؤسساتية، ولديها قدرات على الاستعداد للحرب الدفاعية والهجومية، وأن مستقبل التعاون الأمني الأمريكي العربي يتطلب إرادة سياسية وبرامج تكاملية وخططاً تحفيزية لتعزيز القدرات العسكرية لجيوش المنطقة، بهدف ردع الهجمات الحوثية والتهديدات الإيرانية، موضحاً أن أجندة زيارة الرئيس الأمريكي بايدن لمنطقة الشرق الأوسط مزدحمة بالقضايا السياسية والملفات الأمنية التي تشكل تحدياً كبيراً للإدارة الأمريكية، نظراً لاختلاف السياسات والتوجهات لكل دولة في المنطقة؛ ما يتطلب العمل الجاد لتعزيز التعاون المتعدد الأطراف، والمضي قدماً لإعداد استراتيجية شاملة لتحقيق الأمن الأمريكي - العربي المشترك.
وأشار الدكتور بلال صعب، زميل أول ومدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إلى أن ترشيد الولايات المتحدة الأمريكية التزاماتها العسكرية الخارجية سيؤدي إلى تقليص وجود القوات والمعدات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، ويقلل من الاهتمام الأمريكي بتخصيص المزيد من الموارد الدبلوماسية والمالية لحل النزاعات الإقليمية؛ ما يزيد من شعور دول الخليج العربية بعدم الثقة تجاه الضمانات الأمنية المقدَّمة من الولايات المتحدة لشركائها الإقليميين، حيث بدأت تشكّ في إرادة واشنطن السياسية ورغبتها في الحفاظ على توازن القوى الحالي، كما بدأت تبحث عن حلول دفاعية محلية وشركاء بدلاء لملء الفراغ الأمني الذي تركته الولايات المتحدة خلفها بعد تحولها إلى آسيا.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، مؤخراً، تحت عنوان: "تقييم التعاون العربي الأمريكي تزامناً مع جولة الرئيس بايدن الشرق أوسطية"، شارك فيها الدكتور بلال صعب مؤلف كتاب "إعادة بناء الدفاع العربي.. التعاون الأمني الأمريكي في الشرق الأوسط"، وأدار الحوار فيها ليوناردو مازكو، الباحث في مركز تريندز.
فرص وتحديات وتوازن قوى
واستهل أعمال الجلسة الحوارية عوض البريكي رئيس قطاع "تريندز جلوبال" في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بكلمة ترحيبية ألقاها بالنيابة عن الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي للمركز، أوضح فيها أهمية الجلسة التي تدور حول عدة قضايا تشمل الرؤى المستقاة من الكتاب الجديد الذي أصدره الدكتور بلال صعب، وأحدث الديناميات السياسية المرتبطة بالوضع الحالي للعلاقات الأمريكية-العربية، وكذلك الفرص والتحديات في ضوء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط.
وأكد البريكي أن رغبة الولايات المتحدة في الانسحاب من الشرق الأوسط تمثِّل جزءاً من إعادة ضبط الأولويات الاستراتيجية العالمية الأمريكية من أجل التصدي لما تتصوره تهديداً صينياً متصاعداً في منطقتي المحيطين الهندي والهادي، مبيناً أن ترشيد الولايات المتحدة التزاماتها العسكرية الخارجية لا يؤدي إلى تقليص وجود القوات والمعدات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط فحسب، بل يقلل أيضاً من الاهتمام الأمريكي بتخصيص المزيد من الموارد الدبلوماسية والمالية لحل النزاعات الإقليمية.
وأشار رئيس قطاع "تريندز جلوبال" إلى أن دول الخليج العربية انتابها شعور متزايد بعدم الثقة تجاه الضمانات الأمنية المقدَّمة من الولايات المتحدة لشركائها الإقليميين، وبدأت تشكّ في إرادة واشنطن السياسية ورغبتها في الحفاظ على توازن القوى الحالي، كما أن الشكوك الحقيقية بشأن مستقبل التدخل الأمريكي في الشؤون الإقليمية قد دفعت دول الخليج العربية إلى البحث عن حلول دفاعية محلية وشركاء بدلاء آخرين لملء الفراغ الأمني الذي قد تتركه الولايات المتحدة خلفها بعد تحولها إلى آسيا.
استعادة الثقة
بدوره، أوضح مدير الجلسة ليوناردو مازكو، الباحث في مركز تريندز، أن كتاب الدكتور بلال صعب "إعادة بناء الدفاع العربي: التعاون الأمني الأمريكي في الشرق الأوسط"، يتميز بالمنهجية والدقّة التي تجعله مرجعاً أمثل لجميع مراقبي الشرق الأوسط والمهتمين بالحصول على فهم أفضل وصورة أكثر شمولاً، ليس فقط لما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في مجال التعاون الأمني خلال العقود الماضية، بل أيضاً لكيفية عمل الهياكل العسكرية والمدنية التي تُدير الآلة العسكرية الأمريكية الضخمة، وكيف تطورت هذه الهياكل على مر السنين. وذكر مازكو أن الرئيس بايدن يأتي إلى الشرق الأوسط وفي جعبته أجندة مزدحمة، وفي وقت حساس بالنسبة للعلاقات الدبلوماسية الأمريكية - العربية، في محاولة منه لتخفيف حدة ارتفاع أسعار الوقود في الداخل الأمريكي، إضافة إلى استعادة ثقة شركاء الولايات المتحدة العرب بالتزام واشنطن بحماية الأمن الإقليمي في الخارج.
زخم وضبابية
من جانبه، أكد الدكتور بلال صعب أن الجلسة الحوارية تأتي في وقت مهم وظروف حرجة، حيث يلتقي الرئيس بايدن بعدد من قادة منطقة الشرق الأوسط، في محاولة لتفهم السياسات المختلفة في المنطقة، في الوقت الذي تخيم فيه حالة من التوتر على المنطقة، خصوصاً بعد الهجمات الحوثية على السعودية والإمارات، والملف النووي الإيراني، ما يجعل الزيارة تأتي في وقت عصيب للغاية.
ورأى أن الزيارة تحظى بالزخم والضبابية وعدم الوضوح، متسائلاً إذا ما كان بايدن سينجح في مواجهة التحديات والعقبات الدبلوماسية التي تنتظره أم لا، وخصوصاً من القادة السعوديين، مبيناً أن هذه الزيارة مفعمة بروح التشاؤم، رغم أن منطقة الشرق الأوسط ذات أولوية عالمية، وتحظى بمنافسة استراتيجية؛ ما يجعل زيارة بايدن محملة بعدد من القضايا والملفات الساخنة المطروحة للنقاش، ومنها التعاون الأمني والعسكري لمواجهة النفوذ الصيني، والتوسع الإيراني في المنطقة، وهذا يتطلب إطار عمل متعدد الأطراف، يعتمد على التعاون والدمج والشراكات القوية لمواجهة التحديات وتذليل العقبات. وذكر الدكتور صعب أن القيادة الأمريكية الحالية لن تقوم بشن حروب أو تدخل في صراعات بالإنابة وبالوكالة عن شركائها في مختلف أنحاء العالم؛ ما يتطلب من شركاء واشنطن تطوير قدراتهم العسكرية والأمنية، مثلما فعلت مصر وطورت قدراتها العسكرية حتى أصبحت قوة لا يستهان بها في الشرق الأوسط، وذلك يحتم على باقي دول المنطقة وضع خطط لتطوير دفاعاتها ومؤسساتها العسكرية.
تعاون أمني وعسكري ودفاع استراتيجي
ونوه بأن واقع الجيوش في جميع أنحاء العالم انعكاس للمجتمعات، وبالتالي هناك ثقافات وعادات وتقاليد مختلفة تؤثر في بنية الجيوش ومدى تطوير قدراتها والقيام بأعمالها القتالية؛ ما يجعل كل دولة من الدول العربية حالة فريدة في تسليح وتطوير قدراتها العسكرية بسبب اختلاف الثقافات المجتمعية، وذلك يصعّب مهمة واشنطن في المنطقة، فالأمريكان ليس لديهم فهم كافٍ لتنوع الثقافات العربية والقدرات المؤسسية لدول المنطقة، ولكنهم يلجؤون إلى الاسترشاد بالمبادئ العامة لتطوير الجيوش على مستوى العالم؛ ومنها: تمكين صغار الضباط، والمرونة، وتوسيع شبكة العلاقات بين المدنيين والعسكريين، مبيناً أنه يجب على الولايات المتحدة تقبُّل الآخر وتفهم طبيعة الآخر، والتعرف إلى الجوانب السلبية والإيجابية للأطراف المختلفة، لتفادي أي صعوبات وعقبات في تعزيز التعاون الأمني والعسكري، وتعزيز عوامل الثقة؛ لأن غياب عنصر الثقة يجعل التعاون الأمني والعسكري غير فعال.
ويرى الدكتور بلال صعب أن التعاون العربي الأمريكي يحتاج تبني إطار دفاع استراتيجي جديد مع دول المنطقة، وتفعيل آلية موثوقة للارتقاء بالشراكة الأمنية عبر تعزيز المبادئ الأساسية، وتحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق للارتقاء بالعلاقات الدفاعية الثنائية والمتعددة الأطراف، وهي مسؤولية جماعية تتطلب الثقة بين العرب والأمريكان من أجل بناء منظومة إنذار مبكر والتزام الولايات المتحدة بمساعدة شركائها العرب على متابعة الإصلاحات الدفاعية الضرورية لتطوير قدرات عسكرية فعالة.
ونوه إلى أن خطط وبرامج التطوير المؤسسي والعسكري تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق نتائج ملموسة، في الوقت الذي تمتلك فيه الولايات المتحدة القدرة والمعرفة الكافية لتقديم المساعدات لتطوير المؤسسات والأنظمة الدفاعية والعسكرية، إلى جانب تقديم الإرشاد والنصح، ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالأسلحة، بل تمتلك واشنطن القدرات على تقديم التدريب والدعم الفني في استخدام وصيانة أنظمة التسليح.
إعادة بناء الثقة
وشدد مدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط بواشنطن على أهمية إعادة بناء الثقة بين الدول العربية والولايات المتحدة للخروج من حالة التوتر السياسي والدبلوماسي، في ظل تغير الأولويات والمصالح للطرفين، وذلك عبر التحفيز والتعاون البناء والعمل المشترك والشراكة الفاعلة والعمل على تحقيق السلام التكاملي بين دول المنطقة، كما أن هذا التعاون يحتاج إلى مستوى عالٍ من التنسيق والانفتاح لتطبيق المبادرات والبرامج التطويرية مع توافر الإرادة السياسية للانخراط في تعاون بنَّاء بين القيادة المركزية الأمريكية وجيوش الدول العربية.
• زيارة بايدن للمنطقة تحظى بالزخم والضبابية وعدم الوضوح.. ومفعمة بروح التشاؤم
• الزيارة تناقش التعاون المشترك لمواجهة النفوذ الصيني والتوسع الإيراني في المنطقة
• واشنطن لن تشن حروباً وتدخل في صراعات بالوكالة عن شركائها في العالم
• التعاون العربي الأمريكي يحتاج تبني إطار دفاع استراتيجي وتفعيل آليات للارتقاء بالشراكة
• إعادة بناء الثقة بين العرب والأمريكان ضرورة للخروج من حالة التوتر السياسي والدبلوماسي
أكد خبير أمني أن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة ماسة إلى حلفاء وجيوش فعالة في منطقة الشرق الأوسط تمتلك خططاً استراتيجية لتطوير قدراتها العسكرية والمؤسساتية، ولديها قدرات على الاستعداد للحرب الدفاعية والهجومية، وأن مستقبل التعاون الأمني الأمريكي العربي يتطلب إرادة سياسية وبرامج تكاملية وخططاً تحفيزية لتعزيز القدرات العسكرية لجيوش المنطقة، بهدف ردع الهجمات الحوثية والتهديدات الإيرانية، موضحاً أن أجندة زيارة الرئيس الأمريكي بايدن لمنطقة الشرق الأوسط مزدحمة بالقضايا السياسية والملفات الأمنية التي تشكل تحدياً كبيراً للإدارة الأمريكية، نظراً لاختلاف السياسات والتوجهات لكل دولة في المنطقة؛ ما يتطلب العمل الجاد لتعزيز التعاون المتعدد الأطراف، والمضي قدماً لإعداد استراتيجية شاملة لتحقيق الأمن الأمريكي - العربي المشترك.
وأشار الدكتور بلال صعب، زميل أول ومدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إلى أن ترشيد الولايات المتحدة الأمريكية التزاماتها العسكرية الخارجية سيؤدي إلى تقليص وجود القوات والمعدات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، ويقلل من الاهتمام الأمريكي بتخصيص المزيد من الموارد الدبلوماسية والمالية لحل النزاعات الإقليمية؛ ما يزيد من شعور دول الخليج العربية بعدم الثقة تجاه الضمانات الأمنية المقدَّمة من الولايات المتحدة لشركائها الإقليميين، حيث بدأت تشكّ في إرادة واشنطن السياسية ورغبتها في الحفاظ على توازن القوى الحالي، كما بدأت تبحث عن حلول دفاعية محلية وشركاء بدلاء لملء الفراغ الأمني الذي تركته الولايات المتحدة خلفها بعد تحولها إلى آسيا.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، مؤخراً، تحت عنوان: "تقييم التعاون العربي الأمريكي تزامناً مع جولة الرئيس بايدن الشرق أوسطية"، شارك فيها الدكتور بلال صعب مؤلف كتاب "إعادة بناء الدفاع العربي.. التعاون الأمني الأمريكي في الشرق الأوسط"، وأدار الحوار فيها ليوناردو مازكو، الباحث في مركز تريندز.
فرص وتحديات وتوازن قوى
واستهل أعمال الجلسة الحوارية عوض البريكي رئيس قطاع "تريندز جلوبال" في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بكلمة ترحيبية ألقاها بالنيابة عن الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي للمركز، أوضح فيها أهمية الجلسة التي تدور حول عدة قضايا تشمل الرؤى المستقاة من الكتاب الجديد الذي أصدره الدكتور بلال صعب، وأحدث الديناميات السياسية المرتبطة بالوضع الحالي للعلاقات الأمريكية-العربية، وكذلك الفرص والتحديات في ضوء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط.
وأكد البريكي أن رغبة الولايات المتحدة في الانسحاب من الشرق الأوسط تمثِّل جزءاً من إعادة ضبط الأولويات الاستراتيجية العالمية الأمريكية من أجل التصدي لما تتصوره تهديداً صينياً متصاعداً في منطقتي المحيطين الهندي والهادي، مبيناً أن ترشيد الولايات المتحدة التزاماتها العسكرية الخارجية لا يؤدي إلى تقليص وجود القوات والمعدات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط فحسب، بل يقلل أيضاً من الاهتمام الأمريكي بتخصيص المزيد من الموارد الدبلوماسية والمالية لحل النزاعات الإقليمية.
وأشار رئيس قطاع "تريندز جلوبال" إلى أن دول الخليج العربية انتابها شعور متزايد بعدم الثقة تجاه الضمانات الأمنية المقدَّمة من الولايات المتحدة لشركائها الإقليميين، وبدأت تشكّ في إرادة واشنطن السياسية ورغبتها في الحفاظ على توازن القوى الحالي، كما أن الشكوك الحقيقية بشأن مستقبل التدخل الأمريكي في الشؤون الإقليمية قد دفعت دول الخليج العربية إلى البحث عن حلول دفاعية محلية وشركاء بدلاء آخرين لملء الفراغ الأمني الذي قد تتركه الولايات المتحدة خلفها بعد تحولها إلى آسيا.
استعادة الثقة
بدوره، أوضح مدير الجلسة ليوناردو مازكو، الباحث في مركز تريندز، أن كتاب الدكتور بلال صعب "إعادة بناء الدفاع العربي: التعاون الأمني الأمريكي في الشرق الأوسط"، يتميز بالمنهجية والدقّة التي تجعله مرجعاً أمثل لجميع مراقبي الشرق الأوسط والمهتمين بالحصول على فهم أفضل وصورة أكثر شمولاً، ليس فقط لما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في مجال التعاون الأمني خلال العقود الماضية، بل أيضاً لكيفية عمل الهياكل العسكرية والمدنية التي تُدير الآلة العسكرية الأمريكية الضخمة، وكيف تطورت هذه الهياكل على مر السنين. وذكر مازكو أن الرئيس بايدن يأتي إلى الشرق الأوسط وفي جعبته أجندة مزدحمة، وفي وقت حساس بالنسبة للعلاقات الدبلوماسية الأمريكية - العربية، في محاولة منه لتخفيف حدة ارتفاع أسعار الوقود في الداخل الأمريكي، إضافة إلى استعادة ثقة شركاء الولايات المتحدة العرب بالتزام واشنطن بحماية الأمن الإقليمي في الخارج.
زخم وضبابية
من جانبه، أكد الدكتور بلال صعب أن الجلسة الحوارية تأتي في وقت مهم وظروف حرجة، حيث يلتقي الرئيس بايدن بعدد من قادة منطقة الشرق الأوسط، في محاولة لتفهم السياسات المختلفة في المنطقة، في الوقت الذي تخيم فيه حالة من التوتر على المنطقة، خصوصاً بعد الهجمات الحوثية على السعودية والإمارات، والملف النووي الإيراني، ما يجعل الزيارة تأتي في وقت عصيب للغاية.
ورأى أن الزيارة تحظى بالزخم والضبابية وعدم الوضوح، متسائلاً إذا ما كان بايدن سينجح في مواجهة التحديات والعقبات الدبلوماسية التي تنتظره أم لا، وخصوصاً من القادة السعوديين، مبيناً أن هذه الزيارة مفعمة بروح التشاؤم، رغم أن منطقة الشرق الأوسط ذات أولوية عالمية، وتحظى بمنافسة استراتيجية؛ ما يجعل زيارة بايدن محملة بعدد من القضايا والملفات الساخنة المطروحة للنقاش، ومنها التعاون الأمني والعسكري لمواجهة النفوذ الصيني، والتوسع الإيراني في المنطقة، وهذا يتطلب إطار عمل متعدد الأطراف، يعتمد على التعاون والدمج والشراكات القوية لمواجهة التحديات وتذليل العقبات. وذكر الدكتور صعب أن القيادة الأمريكية الحالية لن تقوم بشن حروب أو تدخل في صراعات بالإنابة وبالوكالة عن شركائها في مختلف أنحاء العالم؛ ما يتطلب من شركاء واشنطن تطوير قدراتهم العسكرية والأمنية، مثلما فعلت مصر وطورت قدراتها العسكرية حتى أصبحت قوة لا يستهان بها في الشرق الأوسط، وذلك يحتم على باقي دول المنطقة وضع خطط لتطوير دفاعاتها ومؤسساتها العسكرية.
تعاون أمني وعسكري ودفاع استراتيجي
ونوه بأن واقع الجيوش في جميع أنحاء العالم انعكاس للمجتمعات، وبالتالي هناك ثقافات وعادات وتقاليد مختلفة تؤثر في بنية الجيوش ومدى تطوير قدراتها والقيام بأعمالها القتالية؛ ما يجعل كل دولة من الدول العربية حالة فريدة في تسليح وتطوير قدراتها العسكرية بسبب اختلاف الثقافات المجتمعية، وذلك يصعّب مهمة واشنطن في المنطقة، فالأمريكان ليس لديهم فهم كافٍ لتنوع الثقافات العربية والقدرات المؤسسية لدول المنطقة، ولكنهم يلجؤون إلى الاسترشاد بالمبادئ العامة لتطوير الجيوش على مستوى العالم؛ ومنها: تمكين صغار الضباط، والمرونة، وتوسيع شبكة العلاقات بين المدنيين والعسكريين، مبيناً أنه يجب على الولايات المتحدة تقبُّل الآخر وتفهم طبيعة الآخر، والتعرف إلى الجوانب السلبية والإيجابية للأطراف المختلفة، لتفادي أي صعوبات وعقبات في تعزيز التعاون الأمني والعسكري، وتعزيز عوامل الثقة؛ لأن غياب عنصر الثقة يجعل التعاون الأمني والعسكري غير فعال.
ويرى الدكتور بلال صعب أن التعاون العربي الأمريكي يحتاج تبني إطار دفاع استراتيجي جديد مع دول المنطقة، وتفعيل آلية موثوقة للارتقاء بالشراكة الأمنية عبر تعزيز المبادئ الأساسية، وتحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق للارتقاء بالعلاقات الدفاعية الثنائية والمتعددة الأطراف، وهي مسؤولية جماعية تتطلب الثقة بين العرب والأمريكان من أجل بناء منظومة إنذار مبكر والتزام الولايات المتحدة بمساعدة شركائها العرب على متابعة الإصلاحات الدفاعية الضرورية لتطوير قدرات عسكرية فعالة.
ونوه إلى أن خطط وبرامج التطوير المؤسسي والعسكري تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق نتائج ملموسة، في الوقت الذي تمتلك فيه الولايات المتحدة القدرة والمعرفة الكافية لتقديم المساعدات لتطوير المؤسسات والأنظمة الدفاعية والعسكرية، إلى جانب تقديم الإرشاد والنصح، ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالأسلحة، بل تمتلك واشنطن القدرات على تقديم التدريب والدعم الفني في استخدام وصيانة أنظمة التسليح.
إعادة بناء الثقة
وشدد مدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط بواشنطن على أهمية إعادة بناء الثقة بين الدول العربية والولايات المتحدة للخروج من حالة التوتر السياسي والدبلوماسي، في ظل تغير الأولويات والمصالح للطرفين، وذلك عبر التحفيز والتعاون البناء والعمل المشترك والشراكة الفاعلة والعمل على تحقيق السلام التكاملي بين دول المنطقة، كما أن هذا التعاون يحتاج إلى مستوى عالٍ من التنسيق والانفتاح لتطبيق المبادرات والبرامج التطويرية مع توافر الإرادة السياسية للانخراط في تعاون بنَّاء بين القيادة المركزية الأمريكية وجيوش الدول العربية.