جناح أفغانستان يحاكي الأسواق القديمة لبيع السجاد والأحجار الكريمة والتحف في اكسبو 2020
ضمت منطقة الفرص العديد من الدول المشاركة في اكسبو 2020، ومن بين هذه الدول جناح افغانستان الذي جاء معبراً عن الحياة العامة في البلاد، فتحت شعار "تواصل العقول يعزز الفرص" تم تصميم الجناح على شكل بازار أو متحف يعكس روح الشعب الأفغاني وتاريخه الممتد في المنطقة، كما جاء التصميم الخارجي على شكل مبنى إداري الجزء الأسفل به لقطات من افغانستان أما العلوي فجاء خالي من التصميمات التى حرصت الأجنة الأخرى على تزويد الجمهور بها وكأنها عنوان كتاب أو قصيدة.
يأخذ جناح أفغانستان الزائر في رحلة فنية إبداعية من خلال الساحة المفتوحة والتى تضم جدران وهمية على شكل غرف تم عرض المنسوجات من السجاد اليدوي من الكشمير والأقمشة والمشغولات الحرفية التى تنم عن اتقان المواطن الأفغاني في الصناعة اليدوية وخاصة السجاد بأشكاله المميزة، الجناح من الداخل يظهر كأنه بازار وزعت فيه المقتنيات بحرفية تامة، وفي مساحات واسعة ليتحرك الجمهور بكل يسر، فلا يخلو كل ركن من الأركان من السجاد المعلق على الجدران أو المفروش على الأرض، بالإضافة إلى الوسائد المشغولة بالتريكو والنسيج المميز، وهذه المقتنيات الفريدة وزعت بصورة ملائمة لكونها امتداد للحياة البسيطة داخل افغانستان.
ويوضح جناح افغانستان من خلال المعروضات كيف تمكنت القطاعات الجديدة والناشئة في البلاد أن تؤثر إيجابياً في مستوى معيشة الأفغانيين عن طريق توفير فرص العمل وتسهيل الوصول إلى التعليم والصحة والتجارة والمزايا الاجتماعية المتعددة، وهذا واضح جلياً في التصميم المستوحى من الأسواق الأفغانية القديمة، كما يضم الجناح منتجات عالمية تشمل الكشمير والزعفران والأحجار الكريمة، وخصص للأواني النحاسية المزرقشة والمرسوم عليها رسومات إسلامية صناديق زجاجية تحفظ فيها، ومن هذه المشغولات المعدنية الكثير في الجناح، وفي جدران صممت على شكل خزانة وضع فيها تلك المشغولات الفخارية والمعدنية بأشكالها المتميزة وبصنعتها المبهرة التى تجذب الزوار إلى التقاط الصور التذكارية معها.
وقد صرح مسؤولين بأن الجناح كان معرض لعدم الاستمرار في الفتح، وذلك لعدم وجود مقتنيات تليق بأفغانستان، لكن قام تاجر التحف محمد عمر رحمي بنقل مقتنيات عائلته إلى الجناح بتكلفة من أمواله الخاصة من النمسا التى يعيش بها منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، وهذا المواطن الأفغاني أبى أن يغلق جناح بلاده فضم كل ما لديه من إرث ثقافي وحضاري إلى الجناح ليعبر عن تاريخ وعادات وتقاليد افغانستان، ففي الجناح عرض نماذج من الملابس التقليدية للرجال والنساء،
كما وضع آلات الإيقاع والفن الأفغاني الذي يمارس في الأعراس والاحتفالات التقليدية والاجتماعية. وفي تصريح لوسائل الإعلام قال التاجر محمد عمر رحمي إن المعرض يمثل كل الأفغان معبّراً عن أمله في أن يتعرف الزوار على ثقافة بلاده من خلال قطع المجوهرات المتشابكة والخناجر والفخار والمصابيح المعروضة، وأضاف «إن كل تلك القطع التي ترونها عزيزة جداً عليَّ،ويرغب في كلمته أن يقدم أفغانستان الجديدة التى تمثل الفن والموسيقى والأدب وجميع مجالات الثقافة التنويرية التى من شأنها تكوين صورة ذهنية حسنة عن بلاده، فضلا عن اكتشاف المواهب الفنية ومشاركتها في المحافل الدولية لتغيير الصور النمطية المؤخوذة عن بلاده، وأن يواكب العصر الحديث ويغزو الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة والتطوير والتقدم