جناح لبنان بالقرية العالمية يحكي للضيوف التراث والفن اللبناني .. (1)

جناح لبنان بالقرية العالمية يحكي للضيوف التراث والفن اللبناني .. (1)


من المعروف أن لبنان هو بلد الفن والجمال، وبلد الماء والخضرة والوجه الحسن, وبلد الأرز والجليد والثلوج والمغارات والكهوف والجبل, وبلد الدبكة والأووف وفيروز ووديع الصافي.. لبنان الذي أصر بعد الاستقلال على أن يكون قبلة السياح العرب والأجانب بشواطئه وشمسه وشوارعه وغابات الأرز ومغارة جعيتا والتلفريك والجبل وبعلبك وكل آثاره وتراثه العتيق الأصيل وتم له ما أراد.. لبنان الذي يحرص رغم أي محن يمكن أن يتعرض لها خلال تاريخه الطويل على أن يشارك في القرية العالمية منذ موسها الأول.. كما أنه من المعروف أن القرية العالمية بدبي معرض مفتوح لتراث الشعوب فكل دولة تعبر عن تراثها من خلال أجنحتها إما بعرض تراثها من خلال حرف تراثية يدوية أو من خلال الأجنحة نفسها, ولبنان واحد من هذه الدول المشاركة في القرية العالمية أراد أن يعرض تراثه أيضا بها من خلال تصميم جناحه الخارج ومن الداخل.

وكما أفاد السيد محمد الدهان مستثمر جناح لبنان أنه تم تصميم الجناح ليمثل العمارة اللبنانية التقليدية والمنازل اللبنانية التقليدية والموجودة في جميع أنحاء لبنان والتي إزدهرت في العصر العثماني في القرن التاسع عشر وأصبحت أيقونة الجمال الساحر.. إن البيوت اللبنانية مصممة بشكل جميل وتعتبر أفضل مثال للعمارة اللبنانية التقليدية, ويتكون المنزل اللبناني التقليدي من كتلة واحدة مسقوفة بسقف هرمي يعلوه الكرميد الأحمر من الخارج, وتم تزيين هذه المنازل بالحجر اللبناني.. وتتميز هذه البيوت بأن في معظمها يوجد ثلاث نوافذ على شكل أقواس في منتصف الواجههة.. كما تكون مصحوبة بشرفة أنيقة مع رواق رقيق مستوحى من قصور البندقية الفخمة ومن العمارة العثمانية.. وكل هذه التفاصيل للبيوت اللبنانية التقليدية هي التي تم إستخدامها لتزين واجهة الجناح اللبناني بالقرية العالمية.. وإذا أخذنا بقول المهندس والمعماري الفرنسي الشهير لوكوربوزيه "البيت آلة للمعيشة" فإن البيت اللبناني في بداية تكوينه وتشكليه جسد أيام حكم الإمبراطورية العثمانية وصولا إلى خروج الانتداب الفرنسي.. والأسلوب المعماري اللبناني في الماضي في بناء البيوت كان واضحا وصريحا فأوجد مخططا للبيت أصبح اتباعه فريضة, واستعمل الحجر الصلب للبناء, واقتبس مما دخل على لبنان ومزج بما ورثه عن الفن العربي فأوجد أسلوبا لبنانيا صحيحا انتشر استعماله عند جميع الطبقات.. وكما في كل بيوت الدنيا قديما وحديثا شكل الجدار في البيت اللبناني التراثي الخط المعماري الأول لشكله وتوافقه مع المناخ والظروف ووسائل العمل والخبرة الإنسانية والتطور الاجتماعي والطوبوغرافي والجغرافي وكلها عوامل حددت في مجملها خاصية البيت كوحدة سكنية متكاملة ومتلائمة مع الطقوس اللبنانية وأعرافها وقيمها وبطبيعة الانسان اللبناني وإحساسه الروحي والمجتمعي والنفسي والجمالي وبالتالي حددت المادة التي دخلت في تركيبته, ويتجلى ذلك في خمسة نماذج هي بيوت الطين التي يعود تاريخها إلى أيام التنوخيين ودور العبادة المسيحية والإسلامية المتأثرة بالعمارة العربية والعثمانية والبيزنطية والسرايات الكبرى واللوكندات والخانات.

أما تصميم الجناح من الداخل فهو يرمز إلى الداون تاون لمدينة بيروت, وهو وسط بيروت أو منطقة بيروت المركزية أو داون تاون هي الاسم الذي يطلق عليه المركز التاريخي والجغرافي لبيروت "المركز المالي والتجاري والإداري النابض بالحيوية في البلاد" في قلب العاصمة اللبنانية وهي عادةً ما تركز على الأعمال التجارية والمالية والثقافة والترفيهية.. كما تدعى منطقة سوليدير نسبة إلى الشركة التي قامت بإعادة إعمارها بعد دمارها في الحرب الأهلية, وهي منطقة أثرية متوسطة في العاصمة حيث توجد فيها العديد من المؤسسات المالية والتجارية والإدارية اللبنانية وتقع على الساحل الشمالي للمدينة وفيها العديد من المعالم المهمة لمدينة بيروت مثل ميناء بيروت وساحة الشهداء والسراي الحكومي ومبنى مجلس النواب اللبناني وفندق سان جورج وبورصة بيروت والمكاتب الإقليمية للأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية واليونسكو والبنك الدولي ومقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا.. وهي أيقونة بيروت وتعتبر وسط بيروت منذ القرن الخامس عشر حيث كانت مركزا للحركة التجارية وتبادل البضائع القادمة من البر والبحر..

وفي 5 مايو 1994 خضع حي بيروت المركزي لخطة شاملة لإعادة الإعمار والتنمية بسبب الدمار الذي لحق بوسط المدينة من الحرب الأهلية اللبنانية ما أعادها إلى وضعها الثقافي والاقتصادي في المنطقة, فقد أقرت الحكومة اللبنانية رسمياً خطة رئيسية لإعادة إعمار المدينة في مارس عام 1994 بعد سلسلة من الدراسات التفصيلية والندوات العامة والمهنية وقامت الشركة اللبنانية سوليدير بتطوير وإعادة إعمار منطقة بيروت المركزية بإطلاق أكبر مشروع لإعادة التطوير الحضري في التسعينيات, منذ ذلك الحي، تطورت منطقة بيروت المركزية إلى بيئة تجارية وتجارية متكامل.. كما يقام في المنطقة بشكل دوري الفعاليات والأنشطة الترفيهية والحفلات الغنائية لأشهر المطربين والفرق الموسيقية.   

والجناح من الداخل تتوسطه الساحة الداخلية التي تحوي الحرف اليدوية المتمثلة في النحت والحفر في خشب الأرز اللبناني, ويوجد بها كافتيريا تقدم للضيوف كل أنواع المشروبات اللبنانية الباردة والساخنة وكذلك بعض الحلويات والوجبات اللبنانية الخفيفة.

أما مسرح الجناح فتؤدي عليه فرقة هياكل بعلبك الفنية عروضها للفلوكلور اللبناني العريق وعروض الدبكة البعلبكية المشهورة والمعروف عنها أنها أم وأساس الدبكة في لبنان, وعلى أنغام أغاني فلكلورية تراثية أصيلة وعلى أنغام مطربي لبنان الفطاحل مثل فيروز ووديع الصافي وعاصي الحلاني وصباح وهادي خليل ومعين شريف وملحم زين  وغيرهم, وتتكون الفرقة من خمسة فنانين هم ميرا الحلبي ورولا نصر الله وجعفر دللا ومحمد صلح ويقودهم قائد الفرقة وعازف الطبل المتمكن علي الطفيلي, وتقدم الفرقة خمس حفلات يوميا للضيوف اللذين يتفاعلون مع الفرقة تفاعلا كبيرا وخاصة الصبايا اللواتي يتمايلن مع الأنغام ويشاركون في الدبكة أمام المسرح والعديد يقوم بتصوير ما يسمع ويرى.