قررت الفنانة اللبنانية جوانا ملاح العودة إلى الساحة الفنية مع أغنية (إنتَ عود) بعد غياب سببه مرضٌ أجبرها على التواجد في الخارج للعلاج.ملاح تحدثت عن عودتها ومرضها وجديدها في هذا الحوار:

• ما السبب الذي يجعلك تغيبين ثم تعودين بين فترة وأخرى مع أنك تحافظين على نجوميتك بالرغم من ابتعادك؟
- يعود الفضل في استمراريتي ونجوميتي إلى محبة الناس التي أعتبر أنها أجمل ما حصلتُ عليه في الحياة.
هي رصيد لا ينتهي أبداً ويحمّلني مسؤولية لأنني بفضلهم فزت بالميدالية الذهبية في برنامج (ستوديو الفن)، ومن ثم رافقوني في مشواري.
إلى ذلك، فإن أعمالي تتطلب تعباً وجهداً لأنني أقلق على عملي وأعتبر أن النجاح ليس سهلاً، ومثله إرضاء الناس خصوصاً في هذا العصر.
لذا، يفترض أن أمسك العصا من الوسط وأن أقدّم الفن على أصوله وفق الأسس التي تعلّمتُها، مع الحرص على مواكبة التطور.
عدا عن أن الجمْع بين الكلام الجيد والتوزيع والكلام الجميل في خلطة واحدة ليس بالأمر المتوافر دائماً، كما أن الفكرة التي يقدمها الفنان من خلال الأغنية مهمة بل هي الأساس.
غبت مرغمة بسبب بعض الظروف الشخصية، ولكنني لم أفكر بالاعتزال، وكنت أظهر بين فترة وأخرى في مناسبات اجتماعية ووطنية، وآخرها بعد انفجار مرفأ بيروت من خلال أغنية (أنا عربية).
يهمّني أن أترك بصمة وأعمالاً تعيش وتستمر.
وفني لا علاقة له بالأضواء والشهرة وكل ما هو مادي.
والراحل سيمون أسمر كان يقول لي (كل 2000 سنة يأتي مثلك، وفيك شيء غير عادي يمس الناس وهم يستقبلونك بحفاوة عندما تطلين على الشاشة).

• أغنيتك الجديدة (إنت عود) من كلماتك وألحانك، فهل يعني أنك لستِ راضية عن كلمات وألحان الشعراء والملحنين؟
- أبداً، وسبق أن تعاونتُ مع كبار الملحنين والشعراء ومع الجيل الشاب، وأنا مع الأفكار الجديدة التي تناسب لوني الغنائي والرقي الذي اعتدت عليه خلال مشواري الفني.
فكرة (إنت عود) ولدت بشكل عفوي عندما سمعت عبارة (إنت عمري) في أحد المسلسلات، فبنيتُ عليها كلمات الأغنية التي تعكس الحب والحنان والعاطفة.

• أشرتِ الى أن محبة الجمهور هي أجمل ما حصلتِ عليه في الحياة، لكن ألا ترين أنك تبخلين عليه كثيراً؟
- هل يمكن أن نعتب على الإنسان المريض!

• وما كان مرضك؟
- لا أريد أن أُحْزِن الناس، بل أريد أن أنقل إليهم الفرح فقط. أنا أتحمّل ألمي وأعيشه بصمت وأتكل على ربي فقط.

• يبدو أنه كان مرضاً صعباً؟
- الحمد لله.

أنا إنسانة تحتضن جروحها.
لا اعتراض.

• في هذا الزمن يطرح النجوم أغنية جديدة كل أربعة أو خمسة أشهر للحفاظ على وجودهم، فهل ترين أن الغياب الطويل أضرّ بك فنياً؟
- لستُ مع الكمّ بل مع النوع والعمل الذي يعيش.
وبعد أي عمل، يتطلب الخروجُ بفكرة جديدة لعمل آخر جهداً وتعباً كي تكون العودة إلى الجمهور بالمستوى الذي يتوقّعه.
في جعبتي أكثر من عمل جاهز، ولكن هذا لا يعني أنني سأطرح عملاً جديداً كل ثلاثة أشهر.
وكل أعمالي من بينها (عصفورك)، (أصعب قرار)، (قربني ليك)، (عليك عيني) لا تزال مستمرة.
ومَن يسمع أرشيفي الغنائي يشعر وكأنني طرحته اليوم.

• لم تتزوجي خلال الفترة الماضية؟
- كلا.
كان هناك مشروع منذ فترة بعيدة ولكنه لم يكتمل.

• ما رأيك بالفن الذي يُقدم حالياً؟
- الفن بخير ما دام هناك أشخاص يعملون ويجتهدون من أجل تقديم ما هو راقٍ ومحترم.
وحتى لو كنتُ بعيدة عن لون معين، لا يمكن إلا أن أحترم جمهوره.

• البعض يرى أن هناك تراجعاً فنياً؟
- في هذا الزمن هناك تغيّرات تحصل في كل المجالات بسبب الظروف. النوعية لم تكن يوماً كبيرة، بل لطالما كانت الكمية هي الأكبر. مَن لديهم مدارس فنية ليسوا كثراً في هذه الحياة.

• مَن هم الفنانون الذين تعتبرينهم مدرسة من بعد جيل الكبار أمثال أم كلثوم وعبدالحليم وسواهما؟
- الخسارة الكبيرة كانت برحيل الموسيقار ملحم بركات.
هو كبير من بلادي.

• ومن الموجودين؟
- في مصر هناك شيرين عبدالوهاب وأنغام.

• هل هما مدرستان فنيتان؟
- بل هما حالتان وتتمسكان بأصول الفن.

• وفي لبنان؟
- مثلاً، حزنتُ كثيراً من أجل فضل شاكر. كان لديه شيء مميز صوتاً وإحساساً.

• هو عاد إلى شركة (روتانا)؟
- لا علاقة لي بما حصل والظروف التي وضعتْه في مواقف معينة، ولكنه من الفنانين الذين حققوا نجاحات وأحب وجوده على الساحة الفنية.