جولي رودريغيز.. «حفيدة الفلاح» تقود بايدن في سباق البيت الأبيض
أصبحت الأمريكية الملونة ذات الأصول اللاتينية جولي شافيز رودريغيز في دائرة الضوء، بعد تعيينها مديرة لحملة الرئيس الأمريكي جو بايدن الانتخابية، بحكم خبرتها الطويلة، وعلاقاتها السياسية المتشعبة.
ورودريغيز، البالغة من العمر 45 عاماً، عملت في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهي مساعدة سياسية لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، وعملت أيضاً في حملة بايدن الرئاسية 2020، قبل أن تصبح مديرة مكتب البيت الأبيض للشؤون الحكومية الدولية منذ 2021. كما كانت في أواخر عام 2016، مديرة حملة كامالا هاريس لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، وهي حفيدة سيزار شافيز، الزعيم العمالي الشهير، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز».
رحلتها السياسية
دخلت رودريغيز، بعد 8 سنوات من عملها كمديرة للبرامج في المؤسسة التي تحمل اسم جدها السياسة الأمريكية من بوابة إدارة الرئيس السابق أوباما. وعملت رودريغيز لأول مرة في وزارة الداخلية الأمريكية، قبل أن تترقى لتنضم إلى البيت الأبيض لتصبح لاحقاً مساعداً خاصاً لأوباما.
عملت ذات الأصول اللاتينية في البداية مع بايدن عام 2020 كمستشارة ومشرفة على توعية الناخبين اللاتينيين خلال الحملة الانتخابية للرئاسة، وفي يوليو (تموز) الماضي، باتت رودريغيز أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي، لتكون بذلك أعلى شخصية من أصل لاتيني في البيت الأبيض.
ولدى بايدن دائرة صغيرة من المساعدين المقربين من بينهم رودريغيز.
«في جولي نثق»
ووقع اختيار بايدن على شافيز رودريغيز بفضل ما تحظى به من ثقة في الوسط الديمقراطي. وبحسب كريستوبال أليكس، التي عملت في حملة بايدن 2020، وفي البيت الأبيض، فإن المهارات التي تتمتع بها جولي، دفعتنا لرفع شعار “في جولي نثق».
وجولي لم تقم بإدارة حملة انتخابية من قبل، وهو خروج عن النسق، لكنها كانت نائبة مدير الحملة في 2020.
يصف رئيس جمعية الحكام الوطنية الديمقراطي فيل مورفي مديرة حملة بايدن الانتخابية، بذات القدرة على التعامل مع كل التعقيدات، وتعدد المهام، ويقول عنها “لا أتخيل وظيفة أكثر صعوبة من تلك التي كانت تعمل بها”. ويضيف مورفي،”لا أستهين بإدارة حملة رئاسية. إنها مهمة كبيرة. لكنها عملت في وظائف أخرى مهمة ومعقدة”.وشافيز رودريغيز من ولاية كاليفورنيا. يقول عنها خوان رودريغيز، الخبير الاستراتيجي الذي عمل معها، إن “علاقاتها العميقة مع الفريق الأساسي لبايدن وعلاقتها العميقة مع مكتب نائب الرئيس، تجعلها المرشح المثالي لقيادة حملة بايدن الانتخابية».
ومن شأن اختيارها أن يحد من الانتقادات الموجهة لأعضاء فريق بايدن، الغالب عليهم اللون الأبيض، ويعد ترشيح رودريغيز لرئاسة حملة بايدن الانتخابية دليلاً أيضاً على تنشيط دور ذوي الأعراق المختلفة في السياسة الأمريكية. وشقّت جولي طريقها السياسي مبكراً، واعتقلت في سن التاسعة أثناء مشاركتها في احتجاجات.
وقالت فاليري غاريت، التي عملت كمستشارة أولى للرئيس السابق باراك أوباما، إن شافيز رودريغيز عملت على تكريس نصب تذكاري وطني لجدها سيزار شافيز، الذي كان فلاحاً وناشطاً في حركة الحقوق المدنية. وعمل على إنشاء منظمة عمال المزارع الوطنية (أطلق عليها لاحقا منظمة عمال المزارع المتحدة).
ويحظى جد رودريغيز باحترام الرئيس الأمريكي، الذي وضع تمثالاً نصفياً في المكتب البيضاوي عند وصوله للبيت الأبيض لتخليد مسيرة الناشط الحقوقي سيزار شافيز.ويقع على عاتق جولي مسؤولية تحقيق توازن بين مسؤوليات إدارة الرئيس بايدن وحملته الانتخابية، مع ضرورة التكيف السريع مع قيادة حملة انتخابية للمرة الأولى، في كسر للقاعدة النمطية عن قادة مدراء الحملات الانتخابية، الذين غالباً ما يكونوا ذكوراً ومن البيض.