محمد بن راشد يشهد توقيع اتفاقيات مع 3 شركات دعماً لحملة وقف الأب
كسب جولة وقد يخسر الثانية:
جون بولتون، الرجل الذي تكرهه كل واشنطن...!
-- يمتـلك جـون بولتون موهبـة لا يمكن إنكارهـا: أينمـا ذهب، تمكن من تكوين جحافـل من الأعــداء
-- لم يغير جون بولتون موقفه أبدًا ودافع عن نفس الأفكار طيلة خمسـين عامًا بحماسة عقائدية
-- بعد أقل من عام، ينتقم المستشار السابق من خلال إطلاق سكود من 500 صفحة
-- يتقاسم الرجلان ازدراء المؤسسات والمعاهدات الدولية ويؤيدان «أمريكا أولاً»
-- كسب معركة التوزيع، لكنه يخاطر بخسارة المعركة الثانيــة، مصــادرة أربـاح مبيعاتـه
يمتلك جون بولتون موهبة لا يمكن إنكارها: أينما ذهب، تمكّن من تكوين جحافل من الأعداء... لتحكموا: عام 2005، عينه الرئيس جورج بوش سفيراً لدى الأمم المتحدة. عند تثبيته في مجلس الشيوخ، سكب عليه زملاؤه السابقون طوفانا من الفظائع الى درجة ان الجمهوريين رفضوا دعمه... إذلال نادر.
يتهمــه خصومه بالعنف والغطرسة والترهيب، ومضايقة الذين يتجرؤون على مقاومته، باختصار “شرس”.
واجبر جورج بوش على تعيينه خلال عطلة الكونغرس بتفويض مؤقت (وهو ما ينقذه من تثبيت مجلس الشيوخ). بعد ثلاثة عشر عامًا، عيّنه دونالد ترامب مستشاره للأمن القومي. وإذا حكمنا من خلال الرواية، التي تصنع الحدث اليوم، عن الأشهر السبعة عشر التي قضاها في البيت الأبيض، لم يكن في حزامه أصدقاء كثيرون أيضًا.
على ما يقارب 500 صفحة، ينتقد الجميع: ستيفن منوشين، وزير الخزانة، الذي “كان يجهل عن ماذا يتحدث”، نيكي هالي، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، المحظية التي تتملق عائلة ترامب، مايك بومبيو، وزير الخارجية، منافق قذر يستخف بالرئيس وراء ظهره ...
ولكن مع الرئيس بشكل خاص، يقوم بجردة حساب. يصفه بشخص فاسد وجاهل ومهووس بإعادة انتخابه، والذي بالنسبة اليه “اعاقة العدالة أسلوب حياة».
ضد النخب اليسارية
ومع ذلك، عام 2016، كان جون بولتون، تحت شاربه الفظ، يردّد أغنية أخرى تماما. معلق على قناة فوكس نيوز حينها، لم يتوقف عن نظـــــم قصائد المديح في الرئيس الجديد، لأنه كان يحلم بمنصب في الإدارة الجديدة.
وانتهى الأمر بأن انتبه اليه دونالد ترامب، وهو المعجب الكبير بالتصريحات المدوية والتي لا تبخل عليه بالثناء، وعيّنه في مارس 2018 -رغم حساسيته للشعر -مستشاره الثالث للأمن القومي.
يتقاسم الرجلان عديد المواقف والأفكار، منها ازدراء العمل المتعدد الاطراف والمؤسسات والمعاهدات الدولية التي تنتهك سيادة الولايات المتحدة. كما أنهما يؤيدان “أمريكا أولاً”، وعلاقات القوة العنيفة. ولكن على عكس الرئيس، لم يغير جون بولتون موقفه أبدًا، ودافع عن نفس الأفكار طيلة خمسين عامًا بحماسة عقائدية.
نشأ ابن رجل الإطفاء هذا في حي متواضع محافظ في بالتيمور. ومدفوعًا من والدته، التي يقال إنه ورث عنها، الشخصية الانتقامية والثأرية، حصل على منحة دراسية في مدرسة خاصة قبل انضمامه إلى ييل، حيث كان يرعد (من وقتها!) ضد النخب اليسارية.
صقر جدا بالنسبة للصقور
بعد التخرج من الكلية، تم انتدابه من قبل شركة محاماة مرموقة في واشنطن، ثم شغل العديد من المناصب في إدارتي ريغان وبوش الاب، حيث اكتسب سمعة باعتباره سوبر صقر.
عام 2000، بعد انتخاب جورج بوش الابن، تم تعيين جون بولتون وكيلًا مكلفا بالحد من التسلح والشؤون الأمنية الدولية. وهناك، عمل على تخريب المعاهدات أو بالأحرى، كما يقول في مذكراته، “رفض السياسات والاتفاقات البسيطة واستبدالها بمزيد من الاستقلالية الأمريكية، وأقل اكراهات سطحية».
وهكذا دفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية مع روسيا، والانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، وهو نصر وصفه وكيل الوزارة السابق بأنه “أسعد يوم” في حياته المهنية في وزارة الدفاع.
لكن هذا الراسخ في مناصرة خيار الحرب، اكتسب شهرته بدعمه المتحمس للمغامرة العراقية. وأدت أساليبه المتسرّعة في نهاية المطاف إلى انزعاج حتى الصقور الآخرين في إدارة بوش منه، وارسلوه سفيرا لدى الأمم المتحدة، حيث – كما كان منتظرا –استعدى المؤسسة بأكملها.
عندما انتهت ولايته بعد سبعة عشر شهرًا، لا زال مجلس الشيوخ يرفض تثبيته. شعر بولتون بمرارة، وانسحب، وبالإضافة إلى توليه رئاسة معهد جاتستون، وهي مجموعة يمينية متطرفة معادية للإسلام، أصبح واحدا من ركائز فوكس نيوز.
في سن 69، منحه تعيينه كمستشار للأمن القومي فرصة أخيرة لفرض أفكاره. وهو يشجع بشكل خاص على سحب الاتفاق النووي الإيراني. الا ان شهر العسل لم يدم طويلاً بين الرجلين، ليس فقط لأن كلا منهما يرفض ان تتم مخالفة رايه، بل لإن بولتون يتدخل كثيرا ولا يعرف الا سياسة العصا –”أنا لا ألوح بالجزرة”، كما يقول.
بسماعه، لا يوجد شيء أفضل من الحل العسكري لحل اي أزمة، في حين ان دونالد ترامب يحب أن يلعب دور الرجال الأقوياء، ولكن لا يريد الحرب. “إذا كان الأمر متروكًا لجون، سنشارك في أربعة حروب في اليوم” قال ساخرا.
ان بولتون معاد للتقارب مع فلاديمير بوتين، وضد عملية اغواء كيم جونغ أون ، زعيم كوريا الشمالية ، ويعارض استقبال طالبان في كامب ديفيد للتفاوض حول اتفاقية سلام. وانتهى دونالد ترامب بالإعلان في سبتمبر 2019، عبر تغريدة، عن اقالته في حين يدعي بولتون أنه استقال من منصبه بإرادته.
بعد أقل من عام بقليل، ينتقم صاحب الشارب المستشار السابق، من خلال إطلاق صاروخ سكود من 500 صفحة، قاتلة وكما يحلو له. لكن هذا الكتاب الناري، مرة أخرى، لا يجذب الكثير من التعاطف. “الكتاب متورّم بالغرور، حتى لو أظهر على وجه الخصوص أن بولتون لم يحقق الكثير”، تلخّص صحيفة نيويورك تايمز.
على اليمين، يؤاخذونه على أنه تجرأ على مهاجمة دونالد ترامب. وعلى اليسار، يوصف بأنه يباع ويشترى وغير وطني. لقد رفض الحضور للإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب أثناء إجراءات العزل، بينما، بالنظر الى كتابه، في حوزته جميع أنواع الاتهامات الخطيرة ضد الرئيس... كل هذا لأنه فضل الاحتفاظ بمعلوماته لناشر يقال إنه أعطاه مليوني دولار.
في الوقت الحاضر، يمكن للمستشار السابق إعلان انتصاره. فرغم جهود البيت الأبيض لم يمنع توزيع الكتاب، ونشرت وسائل الإعلام مقاطعه الاساسية. لكنه يخاطر بخسارة المعركة الثانية، لأن الإدارة ستفعل كل شيء لمصادرة أرباح مبيعاته.
-- لم يغير جون بولتون موقفه أبدًا ودافع عن نفس الأفكار طيلة خمسـين عامًا بحماسة عقائدية
-- بعد أقل من عام، ينتقم المستشار السابق من خلال إطلاق سكود من 500 صفحة
-- يتقاسم الرجلان ازدراء المؤسسات والمعاهدات الدولية ويؤيدان «أمريكا أولاً»
-- كسب معركة التوزيع، لكنه يخاطر بخسارة المعركة الثانيــة، مصــادرة أربـاح مبيعاتـه
يمتلك جون بولتون موهبة لا يمكن إنكارها: أينما ذهب، تمكّن من تكوين جحافل من الأعداء... لتحكموا: عام 2005، عينه الرئيس جورج بوش سفيراً لدى الأمم المتحدة. عند تثبيته في مجلس الشيوخ، سكب عليه زملاؤه السابقون طوفانا من الفظائع الى درجة ان الجمهوريين رفضوا دعمه... إذلال نادر.
يتهمــه خصومه بالعنف والغطرسة والترهيب، ومضايقة الذين يتجرؤون على مقاومته، باختصار “شرس”.
واجبر جورج بوش على تعيينه خلال عطلة الكونغرس بتفويض مؤقت (وهو ما ينقذه من تثبيت مجلس الشيوخ). بعد ثلاثة عشر عامًا، عيّنه دونالد ترامب مستشاره للأمن القومي. وإذا حكمنا من خلال الرواية، التي تصنع الحدث اليوم، عن الأشهر السبعة عشر التي قضاها في البيت الأبيض، لم يكن في حزامه أصدقاء كثيرون أيضًا.
على ما يقارب 500 صفحة، ينتقد الجميع: ستيفن منوشين، وزير الخزانة، الذي “كان يجهل عن ماذا يتحدث”، نيكي هالي، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، المحظية التي تتملق عائلة ترامب، مايك بومبيو، وزير الخارجية، منافق قذر يستخف بالرئيس وراء ظهره ...
ولكن مع الرئيس بشكل خاص، يقوم بجردة حساب. يصفه بشخص فاسد وجاهل ومهووس بإعادة انتخابه، والذي بالنسبة اليه “اعاقة العدالة أسلوب حياة».
ضد النخب اليسارية
ومع ذلك، عام 2016، كان جون بولتون، تحت شاربه الفظ، يردّد أغنية أخرى تماما. معلق على قناة فوكس نيوز حينها، لم يتوقف عن نظـــــم قصائد المديح في الرئيس الجديد، لأنه كان يحلم بمنصب في الإدارة الجديدة.
وانتهى الأمر بأن انتبه اليه دونالد ترامب، وهو المعجب الكبير بالتصريحات المدوية والتي لا تبخل عليه بالثناء، وعيّنه في مارس 2018 -رغم حساسيته للشعر -مستشاره الثالث للأمن القومي.
يتقاسم الرجلان عديد المواقف والأفكار، منها ازدراء العمل المتعدد الاطراف والمؤسسات والمعاهدات الدولية التي تنتهك سيادة الولايات المتحدة. كما أنهما يؤيدان “أمريكا أولاً”، وعلاقات القوة العنيفة. ولكن على عكس الرئيس، لم يغير جون بولتون موقفه أبدًا، ودافع عن نفس الأفكار طيلة خمسين عامًا بحماسة عقائدية.
نشأ ابن رجل الإطفاء هذا في حي متواضع محافظ في بالتيمور. ومدفوعًا من والدته، التي يقال إنه ورث عنها، الشخصية الانتقامية والثأرية، حصل على منحة دراسية في مدرسة خاصة قبل انضمامه إلى ييل، حيث كان يرعد (من وقتها!) ضد النخب اليسارية.
صقر جدا بالنسبة للصقور
بعد التخرج من الكلية، تم انتدابه من قبل شركة محاماة مرموقة في واشنطن، ثم شغل العديد من المناصب في إدارتي ريغان وبوش الاب، حيث اكتسب سمعة باعتباره سوبر صقر.
عام 2000، بعد انتخاب جورج بوش الابن، تم تعيين جون بولتون وكيلًا مكلفا بالحد من التسلح والشؤون الأمنية الدولية. وهناك، عمل على تخريب المعاهدات أو بالأحرى، كما يقول في مذكراته، “رفض السياسات والاتفاقات البسيطة واستبدالها بمزيد من الاستقلالية الأمريكية، وأقل اكراهات سطحية».
وهكذا دفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية مع روسيا، والانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، وهو نصر وصفه وكيل الوزارة السابق بأنه “أسعد يوم” في حياته المهنية في وزارة الدفاع.
لكن هذا الراسخ في مناصرة خيار الحرب، اكتسب شهرته بدعمه المتحمس للمغامرة العراقية. وأدت أساليبه المتسرّعة في نهاية المطاف إلى انزعاج حتى الصقور الآخرين في إدارة بوش منه، وارسلوه سفيرا لدى الأمم المتحدة، حيث – كما كان منتظرا –استعدى المؤسسة بأكملها.
عندما انتهت ولايته بعد سبعة عشر شهرًا، لا زال مجلس الشيوخ يرفض تثبيته. شعر بولتون بمرارة، وانسحب، وبالإضافة إلى توليه رئاسة معهد جاتستون، وهي مجموعة يمينية متطرفة معادية للإسلام، أصبح واحدا من ركائز فوكس نيوز.
في سن 69، منحه تعيينه كمستشار للأمن القومي فرصة أخيرة لفرض أفكاره. وهو يشجع بشكل خاص على سحب الاتفاق النووي الإيراني. الا ان شهر العسل لم يدم طويلاً بين الرجلين، ليس فقط لأن كلا منهما يرفض ان تتم مخالفة رايه، بل لإن بولتون يتدخل كثيرا ولا يعرف الا سياسة العصا –”أنا لا ألوح بالجزرة”، كما يقول.
بسماعه، لا يوجد شيء أفضل من الحل العسكري لحل اي أزمة، في حين ان دونالد ترامب يحب أن يلعب دور الرجال الأقوياء، ولكن لا يريد الحرب. “إذا كان الأمر متروكًا لجون، سنشارك في أربعة حروب في اليوم” قال ساخرا.
ان بولتون معاد للتقارب مع فلاديمير بوتين، وضد عملية اغواء كيم جونغ أون ، زعيم كوريا الشمالية ، ويعارض استقبال طالبان في كامب ديفيد للتفاوض حول اتفاقية سلام. وانتهى دونالد ترامب بالإعلان في سبتمبر 2019، عبر تغريدة، عن اقالته في حين يدعي بولتون أنه استقال من منصبه بإرادته.
بعد أقل من عام بقليل، ينتقم صاحب الشارب المستشار السابق، من خلال إطلاق صاروخ سكود من 500 صفحة، قاتلة وكما يحلو له. لكن هذا الكتاب الناري، مرة أخرى، لا يجذب الكثير من التعاطف. “الكتاب متورّم بالغرور، حتى لو أظهر على وجه الخصوص أن بولتون لم يحقق الكثير”، تلخّص صحيفة نيويورك تايمز.
على اليمين، يؤاخذونه على أنه تجرأ على مهاجمة دونالد ترامب. وعلى اليسار، يوصف بأنه يباع ويشترى وغير وطني. لقد رفض الحضور للإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب أثناء إجراءات العزل، بينما، بالنظر الى كتابه، في حوزته جميع أنواع الاتهامات الخطيرة ضد الرئيس... كل هذا لأنه فضل الاحتفاظ بمعلوماته لناشر يقال إنه أعطاه مليوني دولار.
في الوقت الحاضر، يمكن للمستشار السابق إعلان انتصاره. فرغم جهود البيت الأبيض لم يمنع توزيع الكتاب، ونشرت وسائل الإعلام مقاطعه الاساسية. لكنه يخاطر بخسارة المعركة الثانية، لأن الإدارة ستفعل كل شيء لمصادرة أرباح مبيعاته.