حدثان مهمان قبل رحيل ترامب

حدثان مهمان قبل رحيل ترامب


لا يزال ملف الشرق الأوسط يتطور بشكل دراماتيكي في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرحل عن البيت الأبيض بعد ثلاثة أسابيع، ليسلم السلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن.
ويقول الكاتب في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أموس هاريل، إلى ذلك الحين الذي يتسلم فيه بايدن السلطة لا يزال هناك احتمال لحدوث أمرين استثنائيين في الشرق الأوسط، أولهما: تصعيد إضافي مع إيران يشمل إسرائيل والولايات المتحدة، وثانيهما، حدوث انفراجة في العلاقات السعودية الإسرائيلية.

وقال هاريل، إن صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، الذي قام بزيارة لإسرائيل والمغرب الأسبوع الماضي، في إطار تحسين العلاقات بين البلدين بعد توقيعهما اتفاق تطبيع كامل، يواصل من ناحية أخرى جهوده لكسر الجليد وفتح القنوات المغلقة بين الرياض وتل أبيب، في وقت يأمل فيه أنصار ترامب بتحقيق إنجاز أخير في عملية السلام قبل رحيله عن البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وفيما يتعلق بإيران، يرجح آموس هاريل، أن تصعد طهران بشكل مباشر ضد الولايات المتحدة مع اقتراب ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) الماضي، إضافة إلى تصعيد آخر وبشكل غير مباشر مع إسرائيل التي تتهمها طهران باغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويزداد التوتر على الجبهة الإيرانية في مناطق عدة، خاصة سوريا، التي تشهد من حين لآخر قصفاً إسرائيلياً يستهدف الميليشيات الموالية لإيران، كما يشكل التعاون العسكري الكبير بين إسرائيل وأذربيجان قلقاً كبيراً لإيران، التي تخشى تمرد الأقلية الآذرية فيها، بعد تحقيق أذربيجان لنصر حاسم في معركتها مع أرمينيا واستعادتها بعض أراضي إقليم ناغورنو قرة باغ الانفصالي، وكان للأسلحة الإسرائيلية المتفوقة دوراً في حسم الصراع لصالح باكو، بحسب التقارير.

ويقول الصحافي الإسرائيلي، تستعد إسرائيل بشكل كبير لأي هجوم إيراني محتمل، قد يستهدف مواقع إسرائيلية بشكل مباشر، عبر استخدام الصواريخ الباليستية، أو صواريخ كروز، والطائرات بدون طيار، من العراق وسوريا. وتؤكد التقارير، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعمل عمداً على تسخين الأجواء مع إيران قبل تنصيب جو بايدن، واستئناف محادثات العودة للاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس ترامب. وترفض إسرائيل بشكل قاطع حصول إيران على سلاح نووي.

وأفاد تلفزيون “كان” الإسرائيلي الأسبوع الماضي، أن غواصة إسرائيلية عبرت بشكل علني قناة السويس، بالتنسيق مع مصر، كما أبحرت في مياه الخليج، واعتبرها الخبراء رسالة تحذيرية لإيران.

وهدد قائد الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، برد صارم ضد إيران وحلفائها. كما شدد نتانياهو لهجته مؤخراً ضد إيران، وأكد أن إسرائيل لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي، في رسالة غير مباشرة إلى جو بايدن.

وفي غضون ذلك، تبذل السلطة الفلسطينية قصارى جهدها لتنشيط العلاقات الفلسطينية الأمريكية، في ظل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، على أمل إحياء عملية السلام، والعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، لكن نتانياهو يسير في اتجاه معاكس تماماً بحسب التقارير، فحكومته تواصل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، حتى مع حل الكنيست والتوجه لانتخابات جديدة هي الرابعة خلال عامين. ويعطي ذلك دليلاً على أن زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو ليس مهتماً بعقد اتفاق مع الفلسطينيين. لكن وعلى الطرف الآخر، يدفع عدد من القادة السياسيين في إسرائيل نحو استئناف عملية السلام مع السلطة الفلسطينية، وبينهم زعيم حزب أزرق أبيض المفكك بيني غانتس.