يخطط الطرفان لمهاجمة القوات الأمريكية والدولية
حركة الشباب..جسر إيران لنشر الإرهاب
توسع إيران نفوذها في القرن الإفريقي مستغلة الصراعات المستمرة في الصومال لإيجاد موطئ قدم لها دائم في البلد الممزق بسبب الحروب والاقتتال، وتعتمد إيران في استراتيجية بقائها هناك على حركة “الشباب” الإرهابية التي أصبحت بمثابة ذراع جديد لطهران ينفذ أجنداتها. يؤكد تقرير نشرته مجلة “فورن بوليسي” أن إيران أقامت علاقات سرية مع حركة الشباب الصومالية المتطرفة، ويعمل الطرفان معاً على خطط لمهاجمة القوات الأمريكية والدولية في الصومال وأفريقيا.
تمويل وتسليح
تعمل إيران على توطيد علاقتها بحركة الشباب الإرهابية بمدها بالأموال والأسلحة اللازمة لكسب نفوذها وولائها، وتؤكد التقارير أن إيران تستخدم الصومال كمحطة ضرورية ومهمة في نقل الأسلحة إلى ميليشيا الحوثي في اليمن، وكينيا وتنزانيا وموزمبيق وجنوب السودان لدعم أذرعها في تلك المناطق.
استغلال الدين
لعبت إيران على أوتار مختلفة لتنفيذ أجنداتها في الصومال وتحقيق طموحها بالبقاء هناك طويلاً، ويشير تقرير المجلة إلى أن إيران أرسلت بداية رجال الدين إلى الصومال لنشر التشيع هناك، ثم وكلاء الاستخبارات لتأسيس قواعد تجسس تتيح لطهران معرفة طبيعة المنطقة الأمنية تمهيداً للتعاون مع “الشباب” الإرهابية. كما فتحت إيران أبوابها أمام البعثات الدراسة القادمة من أفريقيا والصومال تحديداً للدراسة في الحوزات الدينية مثل قم وغيرها من المعالم الشيعية المعروفة في إيران، واستغلت إيران تلك الورقة، فهي ورطت عدد كبير من الطلاب المبتعثين في برامجها الخبيثة بعد عودتهم إلى الصومال، وأصبح عدد كبير منهم منخرط في مجال نشر التشيع، والإرهاب الإيراني.
تهريب النفط
وبحسب التقرير، فإن الحرس الثوري الإيراني أصبح المنظمة الإيرانية الرئيسية في الصومال، وهو يعمل منذ وقت طويل على بناء علاقات واسعة مع الشبكات الإرهابية، وتهريب النفط بالتعاون معها إلى القرن الإفريقي والصومال لبيعه بأسعار رخيصة في تلك الأسواق محاولاً الالتفاف على العقوبات الأمريكية، ومقدماً إغراءات مالية للمتواطئين معه هناك سعياً لضمان ولائهم الطويل. ويؤكد مسؤولون صوماليون، أن إيران أرسلت إلى البلد الإفريقي عدداً كبيراً من الأسلحة المتطورة والمتفجرات، من بينها مدافع هاون، ومواد كيماوية تستخدم في صنع متفجرات، ويضيف المسؤولون، أن إيران ووكلائها في الصومال متورطون في هجمات على بعثة الاتحاد الإفريقي والقوات الأمريكية في البلاد.
مهاجمة قواعد أمريكا
وقالت وزارة الدفاع الصومالية، إنها رصدت أدلة على استخدام أسلحة إيرانية في الهجمات التي شنتها حركة الشباب الإرهابية على قواعد عسكرية أمريكية في الصومال وكينيا في العام الماضي والعام الجاري، إضافة إلى الهجوم على القافلة العسكرية التابعة للاتحاد الأوروبي في مقديشو.
ويؤكد الخبراء الأمنيون، أن هجمات حركة الشباب الإرهابية أصبحت أكثر فتكاً منذ عام 2017، عازين ذلك إلى تطور أسلحة الحركة، وارتفاع قدراتها العسكرية في ظل استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية لها عبر اليمن. في 5 يناير (كانون الثاني) الماضي، نفذت حركة الشباب الإرهابية هجوماً على معسكر جوي أمريكي في كينيا، ما أدى إلى مقتل 3 عسكريين أمريكيين، وإحداث خراب كبير في المعسكر، بما في ذلك معدات المراقبة العسكرية المستخدمة في عمليات المخابرات الأمريكية بالمنطقة، الجدير بالذكر أن الهجوم أتى بعد أيام من مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية في بغداد.
وفي 30 سبتمبر (أيلول) 2019، نفذت حركة الشباب الإرهابية هجوماً على منشأة عسكرية أمريكية مما أسفر عن إصابة عسكري أمريكي، وفي 30 سبتمبر (أيلول) أيضاً، فجرت الحركة الإرهابية قافلة عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي في مقديشو.
وتؤكد التقارير، أنه على الرغم من عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية والصومالية، لا تزال حركة الشباب أكبر شبكة نشطة لتنظيم القاعدة في العالم، ويمثل الدعم المالي والمادي الذي تقدمه قوة القدس الإيرانية للحركة الإرهابية المسلحة تحدياً جديداً.
وتوضح التقارير، أن زيادة عدد القوات الأمريكية في الصومال على مدى السنوات الثلاث الماضية، رافقها زيادة مطردة في الهجمات التي تشنها حركة الشباب وداعش في الصومال وفي شمال كينيا.
تعاون روسي
من جهة أخرى، يؤكد الخبراء الأمنيون المحليون والإقليميون في الصومال، أن المخابرات الروسية ومجموعة فاغنر - وهي شركة مرتزقــــــة شــــبه عسكرية لها علاقات بالكرملين - تنشـــــط في الصومال، حيث أقامت علاقات مع حركــــــة الشباب، وقال مسؤول عسكري صومالـــــي رفيــــــع المستوى إن، “روســــــيا عملت مـــــــع إيــــــران لإخراج الولايات المتحدة من الصومال - وخاصة قاعدة بيل دوغل، والتي بنيت من قبــــــل الاتحاد السوفيتي».
وفقاً للمسؤولين، يتزايد الاهتمام الروسي في الصومال خاصة ميناء بربرة. ويشعر المسؤولون بالقلق من أن هجوم 2019 على بيل دوغل قد نفذ بدعم من قبل وكلاء إيراني أو روسيا في الصومال في محاولة لإجبار الجيش الأمريكي على الخروج من المنطقة.