حلقة نقاشية تؤكد التوجه الإقليمي للتهدئة وحل المشكلات العالقة
أكد خبير أمني واستراتيجي أن ثمة توجهاً إقليمياً نحو التهدئة وحل المشكلات بشكل سلمي، وأن القوى المؤثرة في الشرق الأوسط تعمل على فتح المجال أمام حل الأزمات العالقة بما يحقق الأمن والاستقرار للجميع. جاء ذلك في حلقة نقاشية للواء أحمد الشهابي، رئيس المركز الوطني للدراسات في مصر، مع باحثي شباب "مركز تريندز للبحوث والاستشارات" حول "حالة الأمن الإقليمي عام 2022"، تركزت حول الأمن الإقليمي والإرهاب وكيفية مواجهته، والأمن الفكري، والثقافي والسياسي وضرورة معالجة بؤر الإرهاب بوسائل عديدة غير الوسائل الأمنية التي لابد منها في بعض الأحيان.
وأكد اللواء الشهابي في الحلقة النقاشية التي حضرها الأستاذ هاني الأعصر، المدير التنفيذي للمركز الوطني، والدكتور فتوح هيكل، رئيس قطاع البحث العلمي في مركز "تريندز"، أن تجديد الخطاب الديني والفكري من الوسائل المهمة في مواجهة التطرف، مشيراً إلى أن للأزهر الشريف دوراً في مواجهة الفكر المتطرف، من خلال تغيير المناهج الدراسية وتنقيحها.
وقال إن الإرهابيين، ولمدة طويلة، استغلوا الجوانب الاقتصادية مثل الفقر والبيئات البسيطة لغسل أدمغة الشباب وتجنيدهم، مشيراً إلى أن خطاب الكراهية، وعدم القدرة على تحقيق الإصلاح يولد عنفاً وتطرفاً، موضحاً وجود عدد من المحددات للظاهرة الإرهابية، من أبرزها المواءمات السياسية والفكرية والمحتوى الثقافي، مؤكداً أهمية وضع الاستراتيجيات لإيجاد الحلول والسبل التي تسهم في تفكيك الإرهاب وأفكاره. وحول وضع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أشار إلى أن الانقسامات الحالية في الجماعة، تُنذر بعنف آتٍ يجب الانتباه إليه. وتطرقت الحلقة النقاشية إلى الأزمة الأوكرانية وتأثيرها في الأمن الدولي، حيث أكد اللواء الشهابي أن التوتر سيبقى سيد الموقف تحكمه عملية استقطاب دولي، موضحاً أن الأزمة في ظل تصاعدها سيكون لها تداعيات اقتصادية عديده على العالم، وخاصة على المنطقة.
وقد تحدث عدد من الباحثين الشباب في الحلقة النقاشية، مشيرين إلى ضرورة النظر إلى الأمن بصورة كلية، حيث إن الأمن الفكري لا يقل أهمية عن غيره من القضايا، وذكروا أن الخطاب المتطرف لا يتصل بالدين فقط، بل بعدد من القضايا الثقافية والسياسية والعرقية، وأن خطاب الكراهية يؤدي إلى التطرف، لكنهم أشاروا إلى أن الخطاب الديني هو الأصعب، كونه مرتبطاً بثقافة المجتمع. وأوضح الباحثون أن التوجهات الإقليمية الجديدة في المنطقة تجنح إلى السلم وحل المشكلات بطريقة ودية، مؤكدين أن الأمن الإقليمي بحاجة إلى التعاون، وحل المشكلات العالقة والتوجه نحو الاقتصاد والاستثمار باعتباره بوابة مهمة للاستقرار والسلام، كما أشار بعضهم إلى تأثير الأزمات الدولية وجائحة كورونا في الاستقرار العالمي والطاقة ، خاصة في منطقة الخليج والشرق الأوسط.