رئيس الدولة يؤكد حرص الامارات على تعزيز شراكاتها التنموية مع دول القارة الإفريقية
نظمها في «الشارقة للكتاب» ضمن أجندة فعاليات المركز البحثية والفكرية
حلقة نقاشية لمجلس شباب «تريندز» تستشرف مستقبل القراءة العالمية في زمن العولمة
ضمن أجندة فعاليات مركز تريندز للبحوث والاستشارات البحثية والفكرية، الشريك البحثي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، نظم مجلس شباب «تريندز»، بالتعاون مع مجالس الشباب، حلقة نقاشية بعنوان «جيل بلا حدود.. كيف تصنع العولمة نسخاً جديدة منا في زمن القراءة العالمية؟»، وذلك في قاعة الملتقى الأولى بمركز إكسبو الشارقة، وأدار المناقشات راشد الحوسني، الباحث، وعضو مجلس شباب «تريندز»، بمشاركة مجموعة من الشباب المبدعين وأعضاء من مجالس الشباب.
عالم رقمي
واستهل النقاش عبدالله عبدالرحمن الخاجة، الباحث، وعضو مجلس شباب «تريندز»، قائلاً إن العالم يصبح أكثر رقمية يوماً بعد يوم، حيث انتقل الناس من الكتب الورقية إلى الرقمية والصوتية ومنصات البودكاست، مما غير الطريقة التي يتفاعلون بها مع المحتوى، وباتوا يفضلون المحتوى القصير الذي يتم التقاطه في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً أن العولمة جعلت العالم أكثر اتصالاً من أي وقت مضى، إلا أنها أعادت تعريف ما نقرأه وما نستهلكه، في ظل التدفق الهائل والسريع للمعلومات عبر الإنترنت. وأوضح أن الشبكة العنكبوتية جعلت الوصول إلى الكتب والأفكار أكثر سهولة، إلا أنها طمست الحدود بين القراءة والتصفح اللانهائي، مما يصعب عملية التركيز على نص واحد لفترة طويلة، ويكمن التحدي هنا في كيفية حفاظ العالم المترابط على ثقافة القراءة الهادفة في عصر الإيجاز، مضيفاً أنه من المهم إيجاد طرق مبتكرة للتشجيع على القراءة العميقة والمناقشات الهادفة بين أفراد المجتمع، حيث يمكن للناس أن يتفاعلوا مع أفكار معقدة ويطوروا فهماً أعمق للعالم من حولهم.
إيجابيات العولمة
بدوره، أوضح الدكتور فيصل السويدي، الكاتب والرحالة الإماراتي، أن الإنسان في زمن العولمة يعيش في عالم مترابط تتداخل فيه الثقافات وتتبادل القيم، والشباب الإماراتي اليوم يستفيد من إيجابيات العولمة بانفتاحه على العالم وتواصله الإنساني، لكنه في الوقت نفسه يتجنب سلبياتها، ويحافظ على هويته الأصيلة وقيمه الراسخة، فحين يسافر يحمل وطنه معه ويمثل أخلاقه وثقافته وسماحته. وأشار إلى أن القوة الإماراتية الناعمة تبرز في قدرتها على التأثير الإيجابي دون فرض أو صدام، من خلال الثقافة والتعليم والإنسانية، كما يلعب أدب الرحلات دوراً مهماً في التقريب بين الشعوب، إذ ينقل التجارب بروح إنسانية تعرف الآخر وتعرّف به، أما الرواية الإماراتية، فتسعى إلى أن تكون مساحة تجمع العالم بقاراته الست وجهاته الأربع في كتاب، حيث تروي قصصاً تعبّر عن الإنسان في كل مكان، وتؤكد أن الثقافة لغة توحّد ولا تفرّق.
هوية القارئ
من جانبه، أكد يعقوب البلوشي، عضو مجلس الشارقة للشباب، أن الحديث عن العولمة لا يقتصر على كونها ظاهرة اقتصادية أو ثقافية، بل عن تأثيرها على هوية القارئ والإنسان في زمن تتداخل فيه اللغات، وتتشابك فيه الثقافات، وتتحول القراءة إلى جسر يربط بين الشرق والغرب، وبين الفكرة والمستقبل. وذكر أنه في زمن أصبحت فيه الشاشة نافذة القراءة، والترجمة جسر التواصل، والانفتاح جزءاً من هوية الإنسان الحديث، باتت العولمة تصنع في كلّ قارئٍ منا نسخةً جديدة أكثر انفتاحاً ووعياً ومسؤولية، مضيفاً أنه في ظل هذه المعادلة تولد ملامح قارئٍ عالمي لا يذوب في الآخر، بل يحاوره ويضيف إليه من روحه وثقافته، ففي زمن القراءة العالمية، لسنا نسخاً مكرّرة من أحد، نحن نسخ مطوّرة من أنفسنا، تجمع بين الأصالة والانفتاح، وبين الجذور والأجنحة.
زمن القراءة الرقمية
أما ماجد الحساني، عضو مجلس شروق للشباب، فيرى أن العولمة لا تصنع الشباب من جديد، فهم من يعيدون تشكيل أنفسهم من خلالها، موضحاً أن العولمة لا تغيّر طريقة الحياة فقط، بل تغيّر طريقة التفكير والتفاعل، خاصة أن جيل اليوم يعيش في تدفق مستمر للمعرفة، ويقرأ العالم عبر الشاشة قبل أن يراه على أرض الواقع. وذكر أنه في زمن القراءة الرقمية الحديثة، لم يعد الشباب يقرأ الكتب فقط، بل يقرأ التغريدات والمقالات والرموز والصور، فالجيل الجديد يتشكّل من هذا المزيج، حيث يعرف القليل عن الكثير، ويحتاج إلى التعمّق بدل التصفّح، مبيناً أن العولمة تصنع نسخاً جديدة من الإنسان، لكنها لا تفرضها، فهناك من يتأثر بالعالم، وهناك من يؤثر فيه.