محمد بن راشد: يلقي كلمة بمناسبة مرور 80 عاماً على تأسيس منظمة الأمم المتحدة
حمدان بن محمد يطلق مبادرة «قرى راشد» تخليداً لإرث الشيخ راشد بن محمد في العمل الإنساني
أكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن المغفور له- بإذن الله تعالى- الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، كان فارساً للخير كما كان فارساً للميادين، وصاحب أثر إنساني عميق تتجلّى في سيرته القيم النبيلة التي جسّدها عطاءً يعكس جوهر شخصيته التي حملت الخير للجميع.
جاء ذلك لدى إطلاق سموّه مبادرة "قرى راشد" الخيرية تزامناً مع الذكرى العاشرة لرحيل الشيخ راشد طيّب الله ثراه، وتخليداً لإرثه في العمل الانساني من خلال إنشاء قرى نموذجية توفر مقومات الحياة الكريمة للأسر من سكن وتعليم ورعاية صحية وخدمات اجتماعية.
وقال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إن المغفور له نشأ على القيم الأصيلة التي غرسها فيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فانعكست في سيرته روح القيادة والالتزام بالمسؤولية وهو ما تجسّد في حرصه الدائم على أن يكون عطاؤه ملموساً وحاضراً في تفاصيل حياته اليومية، مؤكداً سموّه أن الشيخ راشد كان نموذجاً يُحتذى به في كل الميادين، وأنه ترك إرثاً عَطِراً من البذل والعطاء، وقِيَماً تُترجم إلى مبادرات تمتد بالخير إلى الناس.
وأضاف سموّه، " إرث الشيخ راشد بن محمد سيظل حاضراً في مبادرات ومشاريع دبي الإنسانية التي تحمل الخير إلى العالم، وتجعل من العطاء نهجاً مستداماً. واليوم.. نطلق قرى راشد، مبادرة إنسانية رائدة تحمل اسم أخي المغفور له... تخليداً لإرثه الإنساني العميق... وتجسيداً لقيم العطاء التي تميز بها في حياته، ليبقى أثره جلياً في أعمال ومشاريع إنسانية."
وتابع سموّه،"رحم الله راشد... كان مُحباً للخير... رحيماً بمن حوله... واليوم، يتحوّل عطاؤه إلى واقع يُغيّر حياة الكثيرين، ويعيد لهم الأمل والثقة في المستقبل... رحم الله من عاش كريماً ومضى عزيزاً.. رحم الله من ترك في قلوب كل من عرفه طيب الأثر".
وأردف سموّه، "هدفنا أن تصبح قرى راشد نقطة تحوّل في حياة الأسر المتعففة... أن تكون منارات أمل... مصدراً للحياة الكريمة.. تجسيداً لرسالة دبي بأن الخير لا يعرف حدوداً، وأن العطاء نهج متواصل يزرع الأمل ويُمهّد الطريق نحو النمو والاستقرار".
وتهدف هذه المبادرة الإنسانية العالمية إلى بناء قُرى نموذجية متكاملة تحمل اسم "قرى راشد" توفّر للأسر المستفيدة من مختلف الفئات مقوّمات الحياة الكريمة، من سكن وتعليم ورعاية صحية وخدمات اجتماعية وفرص اقتصادية، وذلك ضمن إطار تنموي شامل يُعيد تشكيل مفهوم الدعم الإنساني ويمنح الفئات المستهدفة بيئة حاضنة تعزز قدرتهم على النهوض من واقع الحاجة إلى مسارات التمكين والإنتاجية والاستقرار.
وتنطلق المرحلة الأولى من المشروع من جمهورية كينيا، حيث سيتم بناء أول قرية من "قرى راشد" على مساحة 72 دونما "7.2 هكتاراً" وفق أسس مستدامة تراعي استخدام مصادر الطاقة المتجددة، بما يوفّر للأُسر المستفيدة حياة كريمة ويمنحها القدرة على استعادة دورها في مجتمعاتهم والمشاركة في بناء مستقبل أفضل.
وستضم هذه المرحلة منازل مؤثثة ومجهزة بالكامل توفّر الاستقرار والكرامة للأسر، إلى جانب مسجد كبير وقاعة متعددة الاستخدامات تتسع لأكثر من 500 شخص لتكون ملتقى للفعاليات والأنشطة المجتمعية، فضلاً عن محلات تجارية وقفية للإسهام في تنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير مصادر دخل مستدامة، إضافة إلى شوارع مرصوفة تربط مرافق القرية وتسهّل حركة السكان وتدعم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.
وفي إطار تمكين الشباب، سيتضمن المشروع ملعب كرة قدم وأكاديمية رياضية تستثمر طاقاتهم وتدعم مواهبهم، فضلاً عن توفير بنية تحتية متكاملة تشمل أنظمة إنذار الحريق وكاميرات المراقبة لضمان الأمن والسلامة، وشبكة إنارة حديثة تعتمد على الألواح الشمسية. ومن المتوقع أن يستفيد من هذه القرية نحو 1700 شخص ما يجعلها نقطة انطلاق حقيقية نحو تغيير جذري في حياة مئات الأسر.
وستواصل المبادرة توسيع نطاق أثرها الإنساني من خلال بناء قرية نموذجية كل عام، بما يسهم في تخليد إرث الشيخ راشد بن محمد، طيّب الله ثراه، في العمل الإنساني، وترسيخ قيم الخير التي غرسها في حياته من خلال تحويلها إلى واقع يخدم المجتمعات الأقل حظاً ويغير حياتهم نحو الأفضل.
ويشكل التعليم محوراً أساسياً ضمن مبادرة "قرى راشد"، حيث سيتم التعاون مع المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لتوفير برنامج نوعي يحمل اسم "مشروع راشد للتعليم"، بهدف توفير التعليم المدرسي للأطفال عبر منظومة رقمية متكاملة تعزز التعليم المدرسي وتسد الفجوة التعليمية.
وإلى جانب الدعم الرقمي، ستضم القرية مدرسة حديثة قادرة على استيعاب أكثر من 320 طالباً لتضمن للأجيال الجديدة حقهم في التعليم وتفتح أمامهم آفاق المستقبل.
كما توفر المبادرة برامج تنموية تستهدف تمكين الأسر من خلال برامج تدريبية ومشاريع صغيرة تضمن لهم دخلاً إضافياً يعزز من استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي ويقلل من اعتمادهم على المساعدات، وذلك عبر تزويدهم بالمهارات المهنية اللازمة لإطلاق مشاريع مستدامة في مجالات حرفية وتجارية، إلى جانب توفير الدعم المالي والفني اللازم للانطلاق بثقة نحو المستقبل. وتوفر المبادرة أيضاً منظومة دعم متكاملة تشمل المتابعة المستمرة والتوجيه المتخصص، بما يضمن استدامة المشاريع ويعزز من قدرة الأُسر على تحقيق الاكتفاء الذاتي، عبر خطط مدروسة تواكب احتياجاتهم وتراعي خصوصية أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.
وعلى الصعيد الصحي، وفي إطار تحسين جودة الحياة ضمن المجتمعات المستهدفة، ستضم القرية مركزاً صحياً يقدم خدمات الرعاية الطبية والعلاجية لسكانها، إلى جانب ببنية تحتية متكاملة تشمل أنظمة صرف صحي، وخزانات مياه علوية وأرضية وآبار لضمان استمرارية إمدادات المياه العذبة.
كما تتعاون المبادرة مع مؤسسات إنسانية عالمية مرموقة بهدف تقديم الخدمات الطبية الوقائية، إذ تسعى المبادرة من خلال هذه الخدمات إلى تعزيز صحة الأطفال وأُسرهم وسد الفجوات القائمة في منظومات الرعاية الصحية داخل المناطق النامية.
كما تسعى "قرى راشد" إلى بناء قدرات المجتمع المحلي عبر تدريب المجتمع على الإسعافات الأولية والرعاية الوقائية، بما يسهم في بناء بيئة صحية آمنة ومستدامة تدعم مسيرتها الإنسانية والتنموية.