حملة طالبان ضد النساء في أفغانستان لا تزال مستمرة

حملة طالبان ضد النساء في أفغانستان لا تزال مستمرة


تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها عن الأزمة الخانقة التي تعيشها النساء في أفغانستان، تحت حكم حكومة طالبان المستمرة في خنقها لحرياتهن وحقوقهن وكرامتهن.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى الوعود الزائفة التي أطلقتها الحكومة الجديدة بعد أن انتزعت الحكم إثر انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان، وكيف أنها لم تف بها، بل على العكس، منعت النساء من مواصلة التعليم العالي ما قادهن إلى الاحتجاج في شوارع كابول إلا أن السلطات سحقتهن بسرعة .
وبحسب تقرير لشبكة “بي بي سي”، وجد الأستاذ إسماعيل مشعل، طريقة لنشر رسالة النساء في أفغانستان على نطاق أوسع، إذ مزق شهادته التعليمية الخاصة في منتصف برنامج تلفزيوني مباشر على قناة أخبار “تولو” الأفغانية، لإظهار تضامنه».

غضب شعبي
و “تحدث مشعل (الذي اعتقل لاحقاً) نيابة عن الكثيرين في أفغانستان والعالم، الذين يشعرون بالغضب والإحباط المماثل من خرق حكومة طالبان المنهجي لوعودها، عند انتزاعها السلطة قبل 18 شهراً، بأن تكون شاملة ومحترمة لحقوق المرأة كما قال أحد المتحدثين في ذلك الوقت، وفقاً للتقرير.
وكان المعنى الضمني هو أن الحركة الإسلامية قد تعلمت من التجربة ولن تعيد فرض ثيوقراطية قمعية مثل تلك التي كانت تديرها خلال فترة حكمها السابقة من 1996 إلى 2001».
ولكن صحيفة “فاينانشيال تايمز”، ترى أنه “أصبح من الواضح الآن أن طالبان لم تتغير ، وأن الظلام يزداد في البلد الذي انسحبت منه آخر قوات أمريكية وغربية أخرى في أغسطس (آب) 2021، لتنهمر بعدها القوانين المجحفة بحق النساء مثل الحظر المفروض على التعليم العالي، بالإضافة إلى الحظر السابق على الفتيات الملتحقات بالمدارس المتوسطة والثانوية وقاعدة جديدة تخص تواجد الرجال فقط في الحدائق وصالات الرياضة والحمامات عامة».

 قرارات قمعية
ومنعت طالبان النساء من العمل في 183 منظمة غير حكومية محلية ودولية توفر الغذاء والمياه النظيفة وغيرها من الخدمات التي يحتاجها نحو 28 مليون أفغاني، من إجمالي عدد السكان البالغ 41 مليون نسمة، وفي خضم شتاء قاس زاد من تأثير نقص الغذاء، أوضحت طالبان أن الحظر ضروري لأن الموظفات في المنظمات غير الحكومية غالبا ما يرتدين الحجاب الإلزامي بشكل غير لائق.
وفي تقرير أخر، قالت “واشنطن بوست”، إن “النظام أعاد أيضاً تنفيذ عمليات الإعدام العلنية والجلد، والتي كانت سمة قبيحة لمهامه السابقة في السلطة، وحدث الإعدام الأول أمام مئات المتفرجين بما في ذلك نائب رئيس الوزراء في البلاد ورئيس القضاة في بلدة غرب أفغانستان».
هذا كله إلى جانب، النساء اللواتي يتم تقييدهن جسدياً من قبل الرجال وجلدهن بسبب جرائم مفترضة مثل الزنا أو الهروب من المنزل، كما يحاول الذين يتعرضون للعنف المنزلي القيام به في كثير من الأحيان، وحتى الرجال تعرضوا لعقوبة مماثلة، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أفادت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن السلطات قامت بتعذيب وجلد أكثر من 100 امرأة ورجل، في مقاطعات عدة”، بحسب “واشنطن بوست».

مساعدات خارجية
ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن حملة طالبان ضد النساء أظهرت أن “قادة الحركة يهتمون أكثر بفرض نسختهم المتطرفة من الشريعة أكثر من آراء الدول الأخرى المسلمة التي نفرت وعارضت قراراتهم.
والحقيقــة هي أن الغرباء يفتقرون إلى النفوذ على نظام كابول الذي تقيم معه العديد من الحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة، اتصالات دبلوماسية، لكن لا أحد يعترف بها رسمياً».
وترى “واشنطن بوست”، أنه “لا ينبغي أن تستأنف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن العمل كالمعتاد مع نظام يميّز بشكل صارخ ضد النساء ويؤوي زعيم القاعدة أيمن الظواهري حتى قتلته غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في يوليو (تموز) الماضي”، مشيرةً إلى أن “النهج الصحيح هو مواصلة مساعدة الشعب الأفغاني مباشرة، من خلال المعونة الإنسانية التي تدار عن طريق الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية».