خبراء: العلاقات الصينية العربية والخليجية تبدأ مرحلة جديدة تتسم بالعمق والشمولية

حوار تريندز التاسع يستشرف العلاقات الصينية - الخليجية - العربية

حوار تريندز التاسع يستشرف العلاقات الصينية - الخليجية - العربية


أكدت جلسة حوارية، نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات أن العلاقات الصينية العربية والخليجية بدأت مرحلة جديدة تتسم بالعمق والشمولية في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلاقات الاستراتيجية والسياسية، مؤكدين أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الأخيرة للرياض جاءت في وقت يمر فيه الاقتصاد العالمي بظروف غير مسبوقة، جعلته يعاني أزمة اقتصادية متعددة الأبعاد، مؤكدين أن القمم الثلاث التي عقدت بين عدد من القادة العرب والخليجيين والرئيس الصيني، في العاصمة السعودية الرياض شكلت علامة فارقة في هذه العلاقات وفتحت آفاقًا جديدة.
وأشار المشاركون في «حوار تريندز التاسع» الذي دار حول «العلاقات الصينية - الخليجية - العربية»، وشارك فيه كل من الدكتور شاو جين تشاي البروفيسور المساعد بجامعة الشارقة، وستيفن سكالت الخبير في الشؤون الاقتصادية بتريندز، إلى أن مشاريع التعاون بين الجانبين الصيني والعربي والخليجي، تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق (BRI) ومبادرة التنمية العالمية (GDI)، تهدف إلى خلق الظروف الهيكلية اللازمة لمشاركة أكثر عمقًا واستمرارًا.

العالم العربي والصين نحو تعميق العلاقات
واستهلت أعمال الجلسة الحوارية بكلمة لمديرة الحوار، نجلاء الزرعوني الباحثة غير المقيمة بتريندز، أكدت فيها أن العالم العربي والصين تعهدا خلال زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى الرياض بتعميق العلاقات، مشيرة إلى أن أقطار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تسعى وتعمل لتنويع شراكاتها الدولية، خاصة مع الصين والعديد من الدول الآسيوية على الصعيد الاقتصادي. وبينت الزرعوني أن القمم الثلاث التي عقدت توجت بعدد من صفقات الطاقة بين الصين ومنتجي النفط الكبار في مجلس التعاون الخليجي، ووعود باستخدام العملة الصينية في عمليات الشراء.

حقبة جديدة
وقال الدكتور شاو جين تشاي، البروفيسور المساعد بجامعة الشارقة، إن العلاقات بين الصين والدول العربية (خاصة دول الخليج العربية) بدأت حقبة جديدة، تتسم بالعمق والشمولية سواء من الناحية الاقتصادية أو التجارية، إضافة إلى العلاقات الاستراتيجية أو السياسية.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الأخيرة إلى الرياض تعتبر علامة فارقة ومهمة للغاية، في طريق تعميق العلاقات الصينية - الخليجية - العربية، وفتح آفاق جديدة للتنمية المتبادلة والتعاون المستقبلي.
وأضاف أن توقيت الزيارة والقمم الثلاث التي انعقدت بالرياض يأتي في الوقت الذي تزداد فيه التحديات، سواء الجيوسياسية أو أمن الطاقة، إضافة إلى مصاعب اقتصادية هائلة، مبينًا أن السلام والتنمية هما النغمة الجديدة للمنطقة وليست الحرب.
وأوضح الأكاديمي الصيني أنه تم التخطيط لزيارة الرئيس شي والقمم الثلاث منذ عام 2020، ولا علاقة له بالعلاقات مع الولايات المتحدة، وليست ردة فعل مباشرة على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وذكر أن الصين تقدِّر موقف الدول العربية وجهودها، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي للسعي إلى التنمية والسلام، كما أنها أكدت موقفها الدائم الداعي إلى حل القضايا والخلافات بالوسائل السلمية والدبلوماسية.
وأوضح أن الصين ليست مهتمة أو قادرة على "ملء الفراغ" في الشرق الأوسط، بل تسعى إلى تحقيق مصالحها الاقتصادية، وتأكيد نفوذها من خلال التعاون والتنمية المتبادلة مع جميع الدول.

مشاركة أعمق وأشمل
بدوره قال ستيفن سكالت الخبير في الشؤون الاقتصادية بتريندز إن مشاريع التعاون، تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق (BRI) ومبادرة التنمية العالمية (GDI)، تهدف إلى خلق الظروف الهيكلية اللازمة لمشاركة أعمق ومستمرة بين الصين والعالم العربي.
وقال إنه بالإضافة إلى المكاسب الاقتصادية لهذه المشاريع على المدى القريب، فإن القمم الثلاث، السعودية الصينية، والخليجية الصينية، والعربية الصينية التي انعقدت في الرياض أخيرًا، تعكس نية لإشراك هذه الدول والمنطقة تحديدًا، في جهود أوسع لتطوير بنى جديدة محتملة للتنظيم المالي والعملات الرقمية والتجارة الإلكترونية. وذكر ستيفن سكالت أن توقيع خطة التنفيذ، للتآزر بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية المملكة العربية السعودية 2030، يُسخِّر بنجاح التكنولوجيا المتقدمة الصينية والقدرات الأخرى، لدعم التحول الاقتصادي السعودي للعصر غير النفطي، وشدد على أهمية القطاع الخاص في العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والصين.