خبراء: ترامب نصب فخًّا لنفسه بمنح موسكو مهلة 50 يومًا

خبراء: ترامب نصب فخًّا لنفسه بمنح موسكو مهلة 50 يومًا


قال خبراء لصحيفة «ذا آي بيبر» البريطانية إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ربما يكون نصَب فخًّا لنفسه بمنحه موسكو مهلة 50 يومًا، وعليه أن يدعم تهديداته بأفعال، وإلا سيخاطر باستمرار نظيرة الروسي، فلاديمير بوتين، في تحديه العلني له بشأن أوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن المهلة الأخيرة تمنح الكرملين راحة غير متوقعة، إذ تتيح له 50 يومًا من الوقت لمواصلة مهاجمة أوكرانيا بالطائرات المسيرة والصواريخ، في ظل استمرار تعليق العقوبات.

مواعيد ترامب 
ولأشهر، أظهر الرئيس الأمريكي عدم استعداده للتحرك ضد روسيا، رغم تصعيدها هجماتها على أوكرانيا، حتى مع إبلاغ بوتين ترامب برغبته في إنهاء الحرب.
 وقال خبراء إنه من أجل حث موسكو على تغيير سلوكها، يجب على ترامب إقناعها بأن الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا بالكامل من خلال تزويدها بمزيد من الأسلحة، وتنفيذ تهديداته باستهداف صادرات النفط الروسية. وقال مايكل سباغات، خبير النزاعات الدولية والأستاذ بجامعة لندن: «لا أعتقد أن فكرة تحديد مهلة 50 يومًا فكرة جيدة، ولا سيما أن ترامب معروف بإصداره مواعيد نهائية ثم التراجع عنها كما فعل بضع مرات مع الرسوم الجمركية». وأضاف: «أخشى أن يكون ترامب نصَب لنفسه فخًّا بتحديده الموعد النهائي وإطلاقه تهديدات يبدو من غير المرجح أن ينفذها عند الضغط عليه».

تراجع ترامب وخدعة بوتين
وبحسب سباغات، يبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن يكشف بوتين خدعته ويتراجع ترامب عن موقفه، مضيفًا أن ترامب قد يُحمّل أوكرانيا مسؤولية التراجع إذا ما شجعت كييف زيادة الأسلحة الأمريكية.
ويشير الخبراء إلى أن بوتين لن يغير سلوكه إلا إذا أُجبر على ذلك من خلال عمل يضر بروسيا، عسكريًّا أو اقتصاديًّا. 
ويعتقد سباغات أن السبيل الوحيد لإقناع بوتين بإنهاء الحرب هو أن يتم إقناع ترامب بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا على المدى الطويل، وأنها مستعدة للتحلي بالصبر.
وأضاف أن هذا سيكون صعبًا أيضًا على ترامب لأنه لا يتحلى بالصبر إلى حد كبير، ومن هنا جاءت كل المواعيد النهائية القصيرة، وقد تردد كثيرًا في دعم أوكرانيا.

دعم الأقوال بالأفعال
من جانبه، يقول جون لوف، زميل برنامج روسيا وأوراسيا في مركز تشاتام هاوس البحثي بلندن، إن ترامب بحاجة إلى أن يدعم أقواله بالأفعال، وأن على ترامب والأوروبيين أن يُظهروا أن الأوكرانيين يتلقون المزيد من الأسلحة، وأنه جاد في تقييد قدرة روسيا على بيع النفط. وذكرت الصحيفة أن مشروع قانون مشترك بين الحزبين في الكونغرس سيسمح للرئيس بفرض رسوم جمركية بنسبة 500% على الواردات من الدول التي تشتري اليورانيوم والغاز والنفط الروسي. ويقول لوف، إن ترامب بحاجة إلى السماح بإقرار مشروع قانون العقوبات في الكونغرس والاستعداد لتوقيعه ليصبح قانونًا نافذًا إذا لزم الأمر. لكن بإمكان ترامب أيضًا المساعدة بتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن الروس الغزاة ومهاجمتهم؛ ولم تُعرف بعد التفاصيل الدقيقة للأسلحة التي أعلن عنها ترامب يوم الاثنين.
وفيما يتعلق بالسماح لأوكرانيا باستهداف المزيد من البنى التحتية على الأراضي الروسية، يعتقد لوف أن ترامب «لن يذهب إلى هذا الحد، وليس بحاجة إلى ذلك». ويرى لوف أنه يجب أن يكون الأوكرانيون في وضع أفضل لشن هجوم مضاد ووقف الهجوم الروسي؛ وهذا يتطلب القدرة على ضرب خطوط الإمداد والأهداف العسكرية الأخرى القريبة من الجبهة.

موقف جديد
بدورها، قالت مارينا ميرون، الباحثة في دراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج لندن، إن موقف ترامب الجديد تجاه بوتين قد يكون مرتبطًا بالأداء السياسي أكثر منه بتحول حقيقي في التكتيكات، وهو ما تشكله الضغوط المحلية والدولية.
وأضافت أنها لا ترى أن ترامب يعتقد أن بوتين يتلاعب به، مشيرة إلى أن ترامب بارع جدًّا في المسرح السياسي، والكثير من تصريحاته ليست بسبب بوتين بحد ذاته، بل بسبب الضغط داخل حزبه، وكذلك الضغط الدولي. وأكدت ميرون أن نهج ترامب تجاه الحرب في أوكرانيا كان مدفوعًا في النهاية بتصوره للمصالح الأمريكية، وليس بانحيازه الثابت لأي من الجانبين، وأنه سيسعى لتحقيق المصالح الأمريكية أولًا، وأن أي تحركات يقوم بها يجب أن يُنظر إليها من هذا المنظور. ويبدو أن ترامب، وفقًا لميرون، يستخدم نهج «الجزرة والعصا» لأنه «حصل على ما يريده في قمة الناتو، على سبيل المثال - فهو يحتاج إلى استرضاء الأوروبيين بطريقة ما، ولكن بطريقة لا تجعل الأمريكيين يخسرون هذا الأمر».
وبينت أنها لا تعتقد أن «هناك فرقًا جوهريًّا في استراتيجيته. إنه يحاول المناورة لأننا يجب أن ندرك أيضًا أنه ليس الوحيد الذي يتخذ القرارات. لا يزال لديه الكونغرس ومجلس النواب. لذا عليه أن يُوازن الأمور وأن يكون حذرًا للغاية.»
وأوضحت أن الأمر بالنسبة لترامب سيكون المناورة في محاولة عدم عزل روسيا، ولكن بطريقة لا تُظهر ذلك علنًا. فبالنسبة إليه، هذه حرب جو بايدن.