محمد بن راشد يعتمد دورة الموازنة العامة لحكومة دبي للأعوام 2026-2028 بإجمالي نفقات 302.7 مليار درهم
خطاب جديد.. المصالح والاستثمارات تغيّر حسابات ترامب مع ممداني
قال خبراء في الشؤون الأمريكية، إن صلاحيات عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني، قد يكون لها أثر في تغيّر معاملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له، بعد أن كان يوجه له هجوما مستمرا، ويبدو أن السر في ذلك، متعلق بخوف الأخير على استثماراته وأملاكه هو وشركائه في نيويورك.وأوضحوا في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن صلاحيات ممداني في منصبه كعمدة لنيويورك، تتيح له التحكم في نسب الضرائب ومنح تراخيص البناء، وهي أمور تدخل في صميم استثمارات وأعمال ترامب وقد تنعكس عليها؛ ما جعل الرئيس الأمريكي يدرك في نهاية المطاف أن التعامل مع ممداني أمر حتمي لا يمكن الالتفاف عليه.وأشاروا إلى أن ترامب يرى أن من الأفضل في هذه المرحلة عدم انتقاد ممداني في ظل ما بحوزة عمدة نيويورك من نفوذ واضح، في وقت لا يستطيع الرئيس الأمريكي تنفيذ تهديداته بمنع توجيه المساعدات و الالتزامات الفيدرالية إلى نيويورك نظرا لأن 50 % من سكانها من مؤيدي الرئيس الأمريكي.وكان ترامب استقبل مؤخرا، بعد حملة انتخابية طغت عليها التصريحات الحادة بينهما، ممداني الفائز بانتخابات منصب رئيس بلدية نيويورك، الذي أصبح أحد أبرز معارضي الرئيس الأمريكي، وأكد ترامب أنه عقد “اجتماعا بنّاءً للغاية” مع ممداني، نافياً في الوقت ذاته أن يكون الشاب الديمقراطي متطرفاً.
وجلس ترامب في اللقاء أمام مكتبه مبتسماً لممداني، الذي كان يقف على يمينه، وهنأه على فوزه في انتخابات رئاسة البلدية، التي جرت في وقت سابق من الشهر الجاري، قائلاً: “أبلى بلاء حسنا في السباق الانتخابي ضد منافسين أقوياء وأذكياء للغاية”، واستكمل ترامب :”لقد عقدنا للتو اجتماعا رائعا، اجتماعا جيدا ومثمرا للغاية. اتفقنا على أمور فاقت ما كنا نتوقعه. لدينا شيء واحد مشترك: نريد الأفضل لنيويورك التي نحبها” وفق تعبيره.
ويقول الخبير في الشؤون الأمريكية، الدبلوماسي بيتر همفري، إن ممداني شاب اشتراكي من الحزب الديمقراطي يعتبره البعض “شبه شيوعي” فاز بأغلبية الأصوات في مدينة ليبرالية للغاية نتيجةً للتصويت المناهض لترامب.
واعتبر همفري في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أنه بالرغم من الشكل الذي خرج به اللقاء بين ترامب وممداني، إلا أن العلاقة وما سبقها عكست المزيد من الاختلاف؛ وهو ما قد يأتي بحالة أكبر من الاستقطاب، في وقت يرى فيه الجمهوريون تحركا ديمقراطيا قويا نحو الاشتراكية، بينما اعتبر الديمقراطيون أن هذا المسار آخر يفيدهم، حتى لو كانت تلك الأفكار منتهية.
وأوضح همفري في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن ممداني يستهدف في برنامجه تعميم رعاية مجانية للأطفال، وتقديم خدمات من بينها توفير حافلات مجانية، و متاجر بقالة تديرها المدينة، ويحمل الخيار الأخير طرحا غير قانوني وغير واقعي. وفسر همفري ذلك بالقول أن متاجر البقالة التي يريد ممداني أن تديرها المدينة، ستواجه منافسة مدعومة غير قانونية وقد تجذب زبائن يعيشون خارج مدينة نيويورك، أما رعاية الأطفال المجانية، فهي ليست كذلك؛ لأنه سينفق على هذا الأمر جهات وأشخاص آخرون ، أما الحافلات المجانية قد تكون فكرة جيدة، حيث ستساعد الفقراء والمرضى غير القادرين على القيادة، وربما تُسهم في دعم الاقتصاد بشكل أو آخر.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نورث كارولينا الأمريكية، البروفيسور خضر زعرور، أن ممداني فاز في انتخابات نيويورك بأرقام كبيرة جداً ويُعد من أبرز الديمقراطيين المحسوبين على التيار اليساري الأكثر تأثيراً، واستطاع أن يكشف الكثير مما كان مخفياً تحت الستار لدى بعض العائلات الثرية والمستثمرين الأغنياء الذين يحكمون نيويورك منذ عقود، ولذلك تمت محاربته بشدة.وأضاف زعرور لـ”إرم نيوز”، أنّ ترامب يرى من الأفضل في هذه المرحلة عدم انتقاد ممداني في وقت تقع فيه أغلب استثمارات وأملاك الرئيس الأمريكي داخل الولاية؛ ما يجعل تجاهل ممداني أمرا غير ممكن على المدى الطويل، بعد أن عمل ترامب على مهاجمة ممداني خلال الانتخابات بهدف تشتيت تركيزه، وإبعاده عن القرارات التي سيتخذها بصفته عمدة نيويورك، لكنه في النهاية اضطر للاجتماع معه والتعامل معه كونه رئيساً لمدينة مركزية لا يمكن تجاوزها.وأكد زعرور أنّ ترامب لا يستطيع منع توجيه المساعدات أو الفوائد إلى نيويورك لاسيما أن من 40 إلى 50% من سكانها من مؤيديه، وأي ضرر قد يلحق بالمدينة سينعكس أيضاً على حلفائه ومناصريه، وتفرض هنا السياسة التعاون، وهو الأسلوب الذي اعتاد عليه ترامب، حيث كثيرا ما يهاجم نوابا بالكونغرس، ثم يدعوهم إلى البيت الأبيض بعد فوزهم للتعاون والعمل المشترك.وتابع زعرور أنّ ممداني ليس عمدة مدينة عادية بل ضخمة، هي نيويورك، والتي تُعد مركز العالم، وبالتالي لا يستطيع أي طرف تجاهلها، وترامب وحلفاؤه من أصحاب المليارات يحتاجون إلى إرضاء الحكومة المركزية في المدينة؛ ما يجعل التعامل مع العمدة “ممداني” مسألة أساسية.وبين زعرور أن ممداني ومن يحيطون به من صناع القرار يتمسكون بتطبيق القوانين، وعلى العائلات الكبيرة الالتزام بها، في ظل صلاحيات مهمة للعمدة متعلقة بإمكانية زيادة الضرائب ومنح تراخيص البناء، وهي أمور تدخل في صميم استثمارات وأعمال ترامب وشركائه في نيويورك؛ وهو ما جعل الرئيس الأمريكي يدرك في نهاية المطاف أن التعامل مع ممداني أمر حتمي لا يمكن الالتفاف عليه.