قام برنامج دبي للتميز الحكومي التابع للأمانة العامة لمجلس التنفيذي لإمارة دبي، من خلال مركز المعرفة والابتكار بإطلاق وتنفيذ سلسلة من اللقاءات المعرفية عن بعد من قبل خبراء عالميين في مجموعة مختارة من الموضوعات التي من شأنها رفع جاهزية الجهات الحكومية وتعزيز قدراتها المؤسسية في مواجهة الأزمة الحالية لفيروس كورونا المستجد وما بعد الأزمة وأي تحديات مستقبلية وذلك تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الرامية إلى استنباط الحلول التي تستبق التحديات وتعزيز جاهزية الجهات الحكومية في الإمارة لضمان استمرارية العمل بفعالية وكفاءة في ظل مختلف الظروف، ولا سيما الأزمات والطوارئ. وأرسى برنامج دبي للتميز الحكومي، ومنذ إطلاقه من 22 عاماً، معايير التميز والإبداع في العمل الحكومي، والتي أثمرت عن بناء القدرات المؤسسية التي من شأنها تحفيز الجهات الحكومية في الإمارة على الارتقاء بالعمل نحو آفاق ريادية، وبهذا الصدد صرح الدكتور هزاع النعيمي، المنسق العام لبرنامج دبي للتميز الحكومي قائلا "يهدف البرنامج من خلال إطلاق هذه السلسلة من اللقاءات المعرفية عن بعد إلى بناء وتطوير قدرات موظفي الجهات الحكومية في مجال توظيف التميز والابتكار للوصول للريادة العالمية في إدارة الأزمات والكوارث، ويأتي هذا الاهتمام من البرنامج في إطار دوره الحيوي الذي يقوم به من ما يزيد عن 22 عاماً في ترسيخ ثقافة التميز والابتكار وتعزيز قدرات حكومة دبي التنافسية لتصل للريادة العالمية".
 
بناء القدرات
وأضاف النعيمي" تم تقديم ثلاث لقاءات معرفية خلال شهر إبريل حيث كان اللقاء المعرفي الأول بعنوان  "الابتكار في ظل الأزمات"، والذي قدم فيه المبتكر الكندي د. غريسون باس سبل توظيف الابتكار في  التعامل مع الأزمات. أما اللقاء المعرفي الثاني فكان بعنوان "ما الذي يجب على القادة معرفته للتغلب على الأزمات"، والذي شرح فيه الخبير الأمريكي د. روبرت بوش أنواع الأزمات ومراحلها والتحديات التي تواجه قادة المؤسسات أثناء الأزمات وطرق التغلب عليها. كما كان اللقاء المعرفي الثالث بعنوان "الواقع الجديد في العالم بعد أزمة كوفيد 19"، والذي قدم فيه الخبير الألماني د. رينر ستراك أولويات يجب للاهتمام بها في ثلاث مراحل عند مواجهة أي أزمة وهي مرحلة أثناء الأزمة ومرحلة بدء التعافي من الأزمة ومرحلة ما بعد الأزمة. ومن المخطط تنفيذ ثلاث لقاءات معرفية أخرى خلال شهر رمضان المبارك وهي "الذكاء الاجتماعي خلال الأزمات" و"بناء المنعة من الأزمات" و"استخدام علوم البيانات والذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات".
 
إدارة المخاطر والأزمات
وأكد الدكتور هزاع النعيمي، أن الرؤية الاستشرافية لإمارة دبي تنطوي على نهج يتحلى بالمرونة لاستباق التحديات ورفع جاهزية الإمارة للتعامل مع مختلف المتغيرات، وبما يخفف من تأثير الأزمات، مشيراً إلى أن الجهات الحكومية في الإمارة تمتلك القدرات المؤسسية التي تمكنها من مواجهة الأزمات والكوارث وبشكل يضمن استمرارية الأعمال وتقديم الخدمات عبر منظومة أداء متكاملة، تتطلبها معايير برنامج دبي للتميز الحكومي الذي يمثل الإطار العام وخارطة الطريق لتحقيق الريادة لدبي في شتى المجالات ولاسيما إدارة المخاطر والأزمات.
وقال النعيمي: "اعتمد برنامج دبي للتميز الحكومي الرشاقة المؤسسية كأحد مفاهيم التميّز الأساسية منذ العام 2013، والتي من شأنها تعزيز قدرة الجهة الحكومية على سرعة الاستجابة للمتغيرات في بيئتها المؤسسية خارجياً وداخلياً، واقتناص الفرص لتحقيق الريادة، ويتضمن المفهوم الاستجابة السريعة والقدرة على تغيير آليات العمل والموارد الداخلية لمواكبة المتغيرات بكفاءة وفاعلية".
وتأكيداً على دور برنامج دبي للتميز الحكومي في تعزيز استباقية الجهات الحكومية للتصدي للتحديات المستقبلية وبنظرة استشرافية، حددت متطلبات منظومة التميز الحكومي ونموذج النخبة في البرنامج، معايير الرشاقة المؤسسية وإدارة المخاطر، كمعايير رئيسية، تشمل تحديد المخاطر والأزمات والكوارث المحتملة بكافة أنوعها مثل: المخاطر الاستراتيجية، المالية، البيئية، أمن المعلومات، المخاطر التشغيلية، الصحية إلى جانب السلامة المهنية وتحديد احتمالية حدوثها والآثار الناجمة عنها.
كما تتطلب معايير البرنامج إعداد خطة لإدارة المخاطر تتضمن الأنشطة ومسؤوليات التنفيذ والأطر الزمنية والموارد اللازمة، وتحديد بدائل وسيناريوهات وخطط بديلة لمواجهة المتغيرات والمستجدات التي يمكن أن تحول دون تحقيق الأهداف الاستراتيجية وتنفيذ العمليات والمشاريع والمبادرات والبرامج وضمان استمرارية أعمال الجهة في حال حدوث مثل هذه المتغيرات والمستجدات أو المخاطر، وإعداد وتطبيق خطة تضمن اتصال فعّال بين جميع الفئات المعنية للتعامل مع المخاطر والأزمات والكوارث.
والجدير بالذكر أن نموذج النخبة الذي أطلقه البرنامج مؤخراً تضمن محوراً رئيسياً للرشاقة المؤسسية إضافة إلى متطلبات منظومة التميز الحكومي الداعمة لذلك مثل الحكومة الرقمية، والاستدامة الاجتماعية والاقتصادية، واستشراف المستقبل، والابتكار.
 
دعم التحول الرقمي
وفي مجال العمل عن بعد، والذي يعتبر أحد الحلول الجوهرية التي اعتمدتها حكومة دبي في مواجهة الأزمة الحالية والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، شكّل التحول الذكي عاملاً أساسياً للعمل عن بعد بكفاءة وفعالية، الأمر الذي يبرز الدور الرائد للبرنامج في تعزيز مسيرة التحول الذكي في حكومة دبي منذ إطلاق فئة الدائرة الحكومية المتميزة إلكترونياً عام 2001 وتعديل الفئة لتصبح الجهة الحكومية المتميزة في التحول الذكي عام 2016 ثم تعديلها لتصبح فئة أفضل جهة حكومية في مجال الحكومة الذكية في منظومة التميز الحكومي عام 2017.
فيما يركز معيار الحكومة الرقمية في النسخة المعدلة عام 2019 من معايير منظومة التميز الحكومي بالبرنامج على مستوى النضج الرقمي ومدى تصميم وتطبيق خطط وسياسات تدعم التحوّل إلى تقديم الخدمات الرقمية بما يحقق استراتيجية الجهة واستراتيجية دبي الذكية. كما يتضمن المعيار التحول الذكي للعمليات داخلياً وتقديم الخدمات الذكية خارجياً على درجة عالية من الجودة والشمولية والتكامل مع خدمات الجهات الحكومية الأخرى والأنظمة الذكية المترابطة بما يحقق مبدأ الحكومة الواحدة ويمكن الجهات الحكومية من العمل عن بعد.
كما راعت معايير البرنامج مجال الأمن الإلكتروني انطلاقاً من أهميتها الحيوية في مجال الحكومة الرقمية والخدمات الذكية، حيث أرست تلك المعايير متطلبات تشمل وجود قدرات مؤسسية لتطبيق سياسات أمن المعلومات واستمرارية الأعمال، بما يتضمن تطوير القدرات لمواجهة تحديات الأمن الإلكتروني داخل الجهة الحكومية والتزامها بتطبيق أرقى المعايير الدولية بهذا المجال وبما يتكامل مع سياساتها وخطتها لإدارة المخاطر.
 
استمرارية الأعمال في البرنامج
وبخصوص أنشطة وفعاليات البرنامج أثناء أزمة كوفيد 19 صرح الدكتور هزاع النعيمي " إن جميع أنشطة وفعاليات البرنامج مستمرة طوال فترة الأزمة حيث يتم تنظيم اجتماعات عن بعد بشكل منتظم مع الجهات الحكومية لمناقشة الموضوعات المتعلقة بتطبيقات منظومة التميز الحكومي ونموذج النخبة والتقييم ودراسات السعادة والرد على استفساراتهم المتعلقة بهذه الأمور عبر وسائل الاتصال المختلفة" جدير بالذكر أن البرنامج يتابع من خلال مركز المعرفة والإبتكار تقديم مبادرة دبي للتدريب الذكي الهادفة لبناء قدرات الموارد البشرية الحكومية، وتمكينها في مجال التميز والابتكار والرشاقة المؤسسية وإدارة المخاطر. حيث يستفيد من المبادرة أكثر من 50 جهة حكومية، 12000 متدرب حصل 7700 منهم على شهادات.
كما أطلق البرنامج موقعه الإلكتروني الجديد الذي يتضمن معلومات كاملة عن جميع مبادرات وأنشطة البرنامج وفقاً للتعديلات الجذرية التي تم إطلاقها في سبتمبر من العام الماضي.
إضافة إلى ذلك يقوم البرنامج بتطبيق خطة استراتيجية جديدة للتواصل الاجتماعي حيث يتم من خلالها إرسال رسائل توعوية وتحفيزية بشكل دوري عبر قنوات التواصل الاجتماعي الرسمية للبرنامج في تويتر وانستجرام ويوتيوب تتضمن مستخلصات من أنشطة وفعاليات البرنامج المعرفية وأفضل الممارسات العالمية في موضوعات الإدارة الحكومية والتميز والابتكار الحكومي.