محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
دراسة حديثة على الفئران قد تساعد في تفسير مرض عقلي لدى البشر!
تكشف دراسة جديدة من اليابان أن الفئران يمكن أن تكون "متعاطفة" وقد تصاب بالاكتئاب بمجرد مشاهدة القوارض الأخرى تتعرض لحالة تحاكي ما يسمى بـ"التنمر".
ويعتقد فريق من جامعة طوكيو للعلوم أن التعرض للإجهاد غير المباشر يتسبب في تدهور الخلايا العصبية في الحُصين، والتي يرون أنها عامل رئيسي في الإصابة بالاكتئاب.
وقال العلماء إن ما يسمى بالاكتئاب "غير المباشر"، يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة حول كيفية تطوير البشر لمشاكل الصحة العقلية وكيفية علاجها.
وقال المعد الرئيسي أكيوشي سايتوه، أستاذ علم العقاقير، لـ Vice: "أريد أن يفكر الناس أن التوتر لا يغير أدمغة المصابين بالاكتئاب فحسب، بل يمكنه أيضا تغيير أدمغتنا - أولئك الذين يشاهدون - أيضا".
وقرر الباحثون النظر في كيفية تأثير الإجهاد على تكوين الخلايا العصبية في الحُصين، وهي بنية دماغية صغيرة ولكنها معقدة تقع على الجانب السفلي من كل فص صدغي ومرتبط بالتعلم والعاطفة والذاكرة.
وقال سايتوه في بيان: "قررنا التركيز على الآلية المحتملة للضغط النفسي في تكوين الخلايا العصبية للحصين لدى البالغين، لفهم دورها في الاضطرابات الاكتئابية".
وخلال عملية تكوين الخلايا العصبية، تتكون خلايا عصبية جديدة في الدماغ. وعرّض بحث سايتوه وزملاؤه الفئران إلى "ضغوط الهزيمة الاجتماعية المزمنة غير المباشرة"، من خلال جعلها تشاهد فأرا آخر بشكل متكرر يتم التغلب عليه.
ووضعوا اثنين من الفئران في قفص، أحدهما أكبر من الآخر، ودفعوا الفأر الأصغر إلى منطقة القوارض الأكبر.
وكان الفأر الأكبر يدافع بقوة عن مساحته، لكن الفريق لم يكن مهتما بالفأر الأصغر: كان فأرا ثالثا، آمنا في قفصه الخاص، يراقب المحنة بأكملها.
وعلى الرغم من أنها لم تكن في خطر، ظهرت على الفئران المتفرجة أعراض اكتئاب.
وبعد 10 أيام، أظهرت علامات انعدام التلذذ، أو عدم القدرة على الشعور بالمتعة - أحد الأعراض الرئيسية للاكتئاب لدى البشر.
وقال سايتوه لـ Vice: "إذا أعطيت الفئران خيارا لشرب المياه الحلوة أو العادية، فستذهب دائما لتناول المشروب الحلو لأنه أكثر متعة. لكن الفأر الذي شهد هزيمة اجتماعية لم يفعل، ما يشير إلى انخفاض الرغبة في المتعة".
وكان هناك أيضا تغيير فيزيولوجي: الخلايا العصبية الجديدة في الفئران المتفرجة شهدت انخفاضا في معدل البقاء على قيد الحياة في التلفيف المسنن، وهي منطقة من الحُصين مرتبطة بالذاكرة والإدراك الحسي. ويعتقد الفريق أن التدهور ساهم بشكل كبير في اكتئابها.
وقال المعد المشارك توشينوري يوشيوكا، في البيان، إن الفريق يعتقد أن التجربة "ستلعب دورا مهما في توضيح الفيزيولوجيا المرضية للاكتئاب، وفي تطوير دواء جديد مطابق". ونُشرت الدراسة مؤخرا في مجلة Behavioral Brain Research.