برعاية الشيخة فاطمة .. إطلاق برنامج للمدربات بالمنطقة العربية والعالم حول الدبلوماسية السيبرانية
دراسة حول الحياة الأكاديمية للأطفال اللاجئين تكشف نتائج أساسية ومحتملة لدى عودتهم إلى المدارس بعد «كوفيد- 19»
عمل الباحثون في مركز “تايز” العالمي لدراسة فاعلية ومستوى التدخلات التحويلية للأطفال (Global TIES for Children)، وهو مركز له مقر في كل من جامعة نيويورك أبوظبي وجامعة نيويورك، على تناول عدداً من تداعيات الهجرة التي يواجهها اللاجئون السوريون القصر في النظام التعليمي اللبناني. وتوصل الباحثون إلى أن تأخر الطالب عن أقرانه وبالتالي دراسته مع آخرين يصغرونه في العمر قد يؤدي إلى صعوبات في النمو والتعلم. وبينما تستعد العديد من المدارس حول العالم لإعادة فتح أبوابها في عام 2020، تقدم الدراسة نتائج هامة يمكن أن تساعد في إثراء الجهود المبذولة لإعادة دمج الأطفال في المدارس بعد انقطاع كبير وقضاء وقت طويل بعيداً عن الحياة الدراسية.
ونشرت الدراسة في مجلة علم النفس التنموي التطبيقي ( Journal for Applied Developmental Psychology) وجرى نشر استنتاجاتها في إيجاز صدر بتاريخ الأول من يوليو 2020. وجمعت الدراسة وحللت بيانات التقييم من 448 طفلاً سورياً لاجئاً في نوفمبر 2016 وحتى مارس 2017. ووجد الباحثون أن الأطفال الأكبر سناً بالنسبة لمستواهم في الصف - ما يسمى “المرحلة العمرية مقابل المرحلة الأكاديمية” - كان أداء الوظائف التنفيذية الإدراكية ومهارات التنظيم السلوكي لديهم أضعف مقارنة بالأطفال الذين تم وضعهم في مستوى صف مناسب لأعمارهم. كما أن الأطفال الذين أعمارهم أكبر من مستوى مرحلتهم الأكاديمية قد يواجهون أيضاً انخفاضاً في مهارات القراءة والكتابة والرياضيات.
وقد صرحت نائب رئيس مركز “تايز” العالمي والباحثة الرئيسية في هذه الدراسة، د. كارلي تابز دولان: “تشكل هذه الدراسة أول بحث شامل ومعمق يدرس العلاقة بين الصعوبات التي يواجهها اللاجئون القصر في بلدان متوسطة الدخل، بما في ذلك الجوانب الأكاديمية والإدراكية والنفسية والسلوكية. وفي هذه اللحظة، يواجه أكثر من مليار طفل حول العالم تحديات مماثلة، ونأمل أن تساهم دراستنا في إعادة النظر في طرق تصميم وتنفيذ وتمويل البرامج والسياسات الأكاديمية لنتمكن من العمل على خطط تأهيلية ذات نظرة شاملة تتناسب مع وضع هؤلاء الأطفال وظروفهم خلال الفترات الحرجة أو الأزمات».
لقد أسفرت الأزمة الصحية التي يمر بها العالم في انقطاع أكثر من 1.6 مليار طفل وشاب عن الدراسة في مختلف أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تجبر التأثيرات الاقتصادية الملايين من الأطفال على التخلي عن تحصيلهم الأكاديمي. وتشير الأبحاث إلى أن خطورة انقطاع مؤقت ولو لفترة قصيرة تصل إلى أربعة عشر اسبوعاً على المسيرة التعليمية قد تؤثر سلبا على النتائج الأكاديمية للأطفال على المدى البعيد.
ومن جانبها، قالت ها يون كيم كبير الباحثين في مركز “تايز” العالمي والمؤلف الرئيسي للدراسة: “تشير أبحاثنا إلى أن التعرض لهذه التجارب قد يؤدي إلى الإضرار بالتحصيل الأكاديمي والمهارات الاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال. ولهذا ننصح بالاهتمام بتوظيف عدد من الاستراتيجيات التعليمية والتربوية لدى مواصلة الدراسة، حسب أعمار الأطفال، وإدراج مناهج التعلم الاجتماعي والعاطفي ضمن المنظومة الأكاديمية للتعامل مع التأثيرات المحتملة وتفاديها».
ووفقاً للدراسة، هناك عدة أسباب تربط بين عدم تناسب الفئة العمرية والمرحلة الأكاديمية مع التأخر الإدراكي والاضطرابات السلوكية والصعوبات التعليمية، ومنها أن تأخر الطفل دراسياً عن أقرانه قد يشير إلى مروره بظروف عصيبة في سن مبكر بشكل متكرر، ما تسبب في عرقلة تحصيله الدراسي وتراكم تأثيراتها المتتابعة. أما الأمر الآخر فهو أن حرمان الطفل لفترات مطولة من رفقة أقرانه وعدم توفر المناهج المناسبة لعمره قد يسهم في تأخر نموه وتطور مهاراته، ما ينتج عنه أيضاً اضطرابات سلوكية. وهناك عامل آخر، وهو ظاهرة وضع الأطفال الأكبر سناً ممن لديهم تحديات معرفية وسلوكية واجتماعية وعاطفية، في مرحلة أكاديمية مع أطفال يصغرونهم سناً.
وجدير بالذكر أن مركز “تايز” العالمي لدراسة فاعلية ومستوى التدخلات التحويلية للأطفال يعمل على تصميم وتقييم البرامج والسياسات التعليمية وفي مجال استشارات السياسات والأنظمة التي تستهدف رفع فرص ومستوى معيشة الأطفال والشباب في مختلف المناطق المهددة بالاضطرابات وعدم الاستقرار. وشكلت هذه الدراسة جزءاً من مشروع مشترك مع لجنة الإنقاذ الدولية بدعم من مبادرة “دبي العطاء” والشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ وجامعة نيويورك أبوظبي.