دراسة علمية تكشف فوائد الكرز في تحسين وظائف الدماغ وتقليل الالتهابات المرتبطة

دراسة علمية تكشف فوائد الكرز في تحسين وظائف الدماغ وتقليل الالتهابات المرتبطة

توصلت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة كينت البريطانية إلى نهج جديد للاستفادة من ثمار الكرز غير الصالحة للاستهلاك، وذلك من خلال تحويلها إلى مسحوق طبيعي يتمتع بخصائص بيولوجية قد تساهم في تخفيف الأعراض المصاحبة لمرض الخرف في مراحله المبكرة والمتوسطة.

 ويعتمد هذا الابتكار على إعادة تدوير الفائض الزراعي وتحويله إلى منتج غذائي فعال، في خطوة تجمع بين الاستدامة البيئية والفائدة الصحية.
ويُعزى التأثير الإيجابي لهذا المسحوق إلى احتوائه العالي على مضادات الأكسدة، لا سيما مركبات الأنثوسيانين والكويرسيتين، التي تُعرف بقدرتها على مقاومة الالتهابات وتعزيز الحماية العصبية، مما يساهم في الحد من التدهور المعرفي المرتبط بتقدم العمر. وقد أظهرت الدراسة أن هذه المركبات تلعب دوراً محورياً في دعم وظائف الدماغ، وهو ما يجعل المسحوق المستخرج من الكرز التالف خياراً واعداً في مجال التغذية العلاجية.
اعتمد الفريق البحثي في إعداد المسحوق على ثمار كرز تم حصادها في مقاطعة كينت، وكانت مخصصة للإتلاف في مكبات النفايات، ليتم تحويلها عبر عمليات معالجة دقيقة إلى مسحوق يتميز بنشاط بيولوجي أعلى من العصير المستخرج من نفس الثمار. هذا التحول النوعي في استخدام النفايات الزراعية يعزز من فرص إنتاج مكمل غذائي طبيعي يتفوق من حيث الفعالية على المنتجات التقليدية المتوفرة في الأسواق.
وفي تعليقها على نتائج الدراسة، أوضحت الدكتورة مارينا إزكورا، المشرفة على المشروع، أن الفريق البحثي نجح في تحويل الفائض الزراعي إلى عنصر غذائي ذي قيمة صحية، وذلك من خلال التعاون المباشر مع المزارعين المحليين، بما يضمن تحقيق أهداف الاستدامة وتوفير منتجات غذائية بأسعار مناسبة للمستهلكين. وأضافت أن هذا النموذج يعكس إمكانية الدمج بين الابتكار العلمي والممارسات الزراعية المسؤولة.
من جانبها، أشارت الدكتورة سارة بلاكبيرن، المؤلفة الأولى للدراسة، إلى أن الفريق اعتمد على منهجية تجمع بين التحليل العلمي الدقيق والتجارب المخبرية منخفضة التكلفة، بهدف إثبات قدرة المسحوق على تقديم فوائد مزدوجة، سواء على مستوى صحة الإنسان أو في إطار الحفاظ على البيئة. وأكدت أن النتائج الأولية تفتح المجال أمام تطوير منتجات غذائية جديدة تعتمد على مكونات طبيعية ذات فعالية مثبتة.
وتتوافق هذه النتائج مع ما أظهرته دراسات سابقة حول فوائد الأطعمة الغنية بمركب الأنثوسيانين، والذي يتواجد بكثافة في الفواكه والخضروات ذات اللون الأحمر والبنفسجي، مثل التوت الأزرق والأسود، الكرز، الرمان، العنب الأسود، الملفوف الأحمر، الباذنجان، الكشمش الأسود، البرقوق الأسود، الفاصوليا السوداء، والأرز الأسود. وقد ارتبط تناول هذه الأطعمة بانخفاض معدلات الالتهاب وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة صينية أن تناول 320 ملغ من الأنثوسيانين مرتين يومياً أدى إلى انخفاض مؤشرات الالتهاب لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول.
 كما أظهرت تجربة أخرى أن استهلاك ما بين 30 إلى 60 غراماً من التوت يومياً ساهم في تقليل خطر الإصابة بالسكري بنسبة 5%. وفي تجربة إضافية، تبين أن تناول 200 مل من عصير الكرز يومياً لمدة 12 أسبوعاً ساعد في خفض ضغط الدم لدى المشاركين.
ورغم أن الأبحاث المتعلقة بدور الأنثوسيانين في الوقاية من السرطان لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أن هذا المركب يُصنف ضمن مجموعة الفلافونويدات، وهي فئة من مضادات الأكسدة القوية التي يُعتقد أنها تلعب دوراً في الحد من تطور الأورام، وفقاً لما نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية.