تخوض النجمة روبي تحديًا جديدًا في رحلتها الفنية، تلك الرحلة التي بدأتها بكونها فنانة تجرب حظها في هذا العالم الضخم المليء بالقامات الفنية (التمثيل)، لكنها نجحت في النهاية في أن تجاور الكبار، وتجعل المشاهد ينتظرها بين الحين والآخر؛ لكونها تلعب على تركيبات درامية خارج التوقعات دائمًا.

قدمت روبي على مدار سنوات عملها بالتلفزيون أعمالا قليلة لكنها تركت تأثيرًا كبيرًا في ذاكرة المشاهد بداية من عملها الذي خلق لها مساحة آمنة للتواجد في الموسم الرمضاني "بدون ذكر أسماء" مرورًا بالنقلة الكبيرة التي قدمتها في مسلسل "سجن النسا" تحديدًا، هذا الدور الذي كتب لروبي شهادة التقدير والاحتفاء وجعلها اسمًا بارزًا في عالم الدراما التلفزيونية.في رمضان 2023 تجدد روبي تعاقدها مع الجمهور الذي لربما يراها للمرة الأولى في شخصية تحمل كثير من المفاجآت والتحديات من خلال أحداث مسلسلها "حضرة العمدة" والذي يشاركها فيه نخبة من النجوم في مقدمتهم سيدة المسرح سميحة أيوب، وهي أولى التحديات التي تواجهها روبي بل يحملها مسئولية كبيرة في تجسيد شخصية "صفية" التي تلعبها في الأحداث باعتبارها تقف أمام احد القامات الفنية الكبيرة والمؤثرة صاحبة مدرسة أداء خاص.

"صفية" امرأة تشهد حياتها تحولات كبيرة ربما تكون حلم لكثير من الفتايات ليست في السير على نفس النهج الذي تخوضه في حياتها، ولكن في منطق القوة والتحدي لاقتحام مجال لا تفتح أبوابه إلا لسيدة صاحبة قرار، تجسد روبي شخصية الأستاذة الجامعية "أستاذة علم النفس" بالجامعة الأمريكية التي تدفع بها جدتها القديرة سميحة أيوب لتتولى منصب "العمودية"، ومع دعم الجدة تظهر الأخت الشقيقة التي تلعب دورها الفنانة دينا والتي يبدو عدم الوفاق بينها وبين صفية.

وتأتي التركيبة التي يخوض بها الكاتب إبراهيم عيسى دراما رمضان للعام الثاني على التوالي بعد نجاح تجربته في العام الماضي "فاتن أمل حربي" في إطار دعم دور المرأة وتمكينها من تقلد المناصب القيادية تماشيًا مع الاتجاه الذي تسير به الدولة المصرية في التأكيد على حفظ مكانة المرأة المصرية ومساواتها في الحقوق، وتولي المناصب أسوة بالرجل، تلك الموضوعات التي تحتاج الدراما المصرية إسقاط الضوء عليها كانعكاس واقعي لما شهدته الدولة في هذا الاتجاه على مدار السنوات الأخيرة.
هذا بخلاف أن العودة لنموذج المرأة القوية صاحبة المعارك كم هو أمر شديد الأهمية في التوقيت الحالي الذي لربما تحاول فيه بعض الأصوات خصوصًا في الإعلام، الرجوع بالسيدة المصرية لسنوات سابقة من التخبط وانهزام الشخصية، تلك السنوات التي اختزلت المرأة في كونها "ربة منزل" ولا يمكن أن تطمح لشء يعلو ذلك، وفي منصب العمودية وضمن أحداث العمل تواجه روبي كثير من التحديات على صعيد المسئولية والصراع مع أبناء العم بخلاف طرحها تساؤل هام يتمثل في هل تتخلى روبي "صفية" عن أستاذيتها بالجامعة أم ستنجح في الجمع بين عملها ومناصبها كعمدة لقريتها.

ومع هذا التحدي الذي تخوضه روبي في تقديم شخصية تمثل أصوات وطموحات كثير من السيدات، تدخل في مغامرة أخرى بالعمل مع كتيبة كبيرة من النجوم في هذا المشروع، جميعهم أسماء حملت تجاربهم السابقة وعيًا للمشاهد خصوصًا في السنوات الأخيرة منهم: بسمة، وأحمد بدير، وصلاح عبدالله، ومحمد محمود عبدالعزيز، ومحمود عبدالمغني، ووفاء عامر، وأحمد رزق، وإدوارد، ومحمود حافظ، وإيهاب فهمي، ودينا، ومحمد الصاوي، ونهلة سلامة، كريم عبد الخالق وحسام داغر، وغيرهم.

يعد مسلسل "حضرة العمدة" الذي ينتجه كل من المنتج ريمون مقار ومحمد محمود عبد العزيز بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ويخرجه المخرج الكبير عادل أديب الذي يجري عمليات المونتاج يوميًا على قدم وساق للحاق بالعرض الرمضاني، أحد أبرز وأهم الأعمال المنتظرة في دراما هذا الموسم بقوة، عمل يحمل كثير من الصراعات الاجتماعية والأفكار التي لربما تجنبت مناقشتها الدراما المصرية طيلة السنوات الماضية، يبقى رهان نجاحه على بطلته "العمدة صفية" ومدى تحديها في نجاح وتجاوز هذا الاختبار الكبير الذي سيكون تحت مجهر النقاد ليسوا فقط من نعرفهم ولكن الجمهور.