لقب «عمدة أمريكا» في الميزان:
رودي جولياني، مدافع شرس ومهان عن ترامب...!
-- سجّل الفشل تلو الآخر، رغم تقديمه حوالي ثلاثين استئنافًا
-- على ذمة نيويورك تايمز، طلب جولياني من ترامب ما لا يقل عن 20 ألف دولار في اليوم
-- عندما يواجه الرئيس المنتهية ولايته مشكلة، يتصل بعمدة مدينة نيويورك السابق
-- قبل الحملة الرئاسية الأمريكية وخلالها، حاول رودي زعزعة توازن المعسكر المعارض
-- يبدو أن الكوميدي ليس بعيدا عن التراجيدي مع رودي جولياني
عمدة نيويورك السابق، الذي أعلن رئيسه عن إصابته بـ كوفيد-19، لا يبتعد عن الملياردير مطلقا سواء تمثّل الهدف في السعي للحصول على معلومات تورط خصومه، أو تنظيم الطعن الفاشل في نتائج الرئاسية.
عندما يواجه الرئيس دونالد ترامب مشكلة، يتصل بعمدة مدينة نيويورك السابق رودي جولياني.
خلال قضية أوكرانيا عام 2019، سافر صديقه المحامي إلى أوروبا بحثًا عن شهادة مدمّرة وعد بها ضد هانتر بايدن، نجل المرشح الديمقراطي للرئاسة حينها. عبثاً ... فقد صوّت مجلس النواب على اتهام الرئيس الأمريكي، وهو إجراء عزل انتهى في فبراير بتبرئته في مجلس الشيوخ.
خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، حاول رودي جولياني، مرة أخرى، زعزعة توازن المعسكر المعارض، من خلال الادعاء، على سبيل المثال، بحصوله على معلومات مضللة قادمة من القرص الصلب لجهاز كمبيوتر ينتمي إلى هانتر بايدن. انتهت القضية مجددا بفشل. والأسوأ من ذلك، علمت الصحافة أن أجهزة المخابرات الأمريكية تشتبه في أن موسكو تحاول استخدام جولياني لنشر معلوماتها المضللة في آذان الرئيس.
هذه الإخفاقات ليست مهمة. فدونالد ترامب، المهزوم من قبل جو بايدن الذي سيتولى منصب الرئيس في 20 يناير، كلّف ذراعه الايمن بمهمّة إدارة طعونه ما بعد الانتخابات. ولإثبات “التزوير الهائل” الذي ارتكبه الديموقراطيون، طلب رودي جولياني ما لا يقل عن 20 ألف دولار في اليوم، حسب صحيفة نيويورك تايمز.
العرق والضجيج المشبوه
لكن المدعي العام السابق، الذي رفع دعوى قضائية ضد زعماء العصابات في نيويورك في الثمانينات، لم تطأ قدمه محكمة فيدرالية منذ أواخر القرن العشرين. وقد سجّل بما لا يثير الدهشة، الفشل تلوى الاخر رغم تقديم حوالي ثلاثين استئنافًا. لم يكن لدى جولياني أي دليل موثوق يدعم اتهاماته بالتزوير. وفي الواقع، يكمن نجاحه في مكان آخر: مع تسليط الاضواء الإعلامية، تمكن من تشويه العملية الانتخابية الأمريكية، وتشويه شرعية رئاسة بايدن المستقبلية. ومن هو أول مستفيد من العملية؟ دونالد ترامب، الذي يحافظ على قبضته على المعسكر الجمهوري.
ولكن، لجذب الاضواء نحوه، كان على رودي جولياني أن يضحي بشيء من شخصيته. فقد تتالت عدة حلقات مهينة في الأسابيع الأخيرة. السبت، 7 نوفمبر، حذر الرئيس متابعيه على تويتر، من أن مؤتمرا صحفيا سيعقد في “فور سيزونز” في فيلادلفيا. تخيل الصحفيون لقاءً في فندق فخم وسط المدينة، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل عندما تحدث جولياني وزملاؤه أمام “فورسيزونز توتال لاندسكيبينج”، حديقة تقع بين محرقة للجثث ومتجر للجنس في منطقة صناعية بالمدينة!
الخميس، 19 نوفمبر، خلال مؤتمر صحفي آخر في واشنطن، حيث كان يستعرض نظريات مؤامرة غريبة الأطوار حول الانتخابات، تعرّق رودي جولياني بغزارة، الى درجة سيلان صبغة شعره على خده. أحدثت الصورة ضجة، على غرار الصوت المشبوه الذي بدا أنه ينبعث خلال جلسة استماع في ميتشغان في أوائل ديسمبر حيث تردد صدى صوتين قريبًا جدًا من المحامي ... بينما كان يتحدث طيلة أربع ساعات أمام الميكروفون.
«عمدة أمريكا» في المستشفى
الكوميدي ليس بعيدا عن التراجيدي مع رودي جولياني... الأحد 6 ديسمبر، قبل يومين من الموعد النهائي المفروض على الولايات الأمريكية للمصادقة على نتائجها وتسمية كبار الناخبين الذين سيعيّنون، في 14 يناير، جو بايدن رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة، أعلن دونالد ترامب أن صديقه، الذي لم يحترم الاحتياطات الصحية، أصيب بكوفيد-19. يبلغ من العمر 76 عامًا، وهو بالتالي من الحالات المعرضة للخطر ويُدخل المستشفى في واشنطن.
تمنى له الرئيس المنتهية ولايته الشفاء العاجل، مع تقديره للدعم: في نظر سكان نيويورك، كان رودي جولياني بين 1994 و2001، “أعظم عمدة في تاريخ” المدينة، حتى لو كان “ما يفعله الآن (الطعن في نتائج الانتخابات، ملاحظة المحرر) هو أكثر أهمية، باعترافه”. مباشرة بعد 11 سبتمبر، تلقى الرجل ترحيباً حاراً لقيادته الى درجة أنه أطلق عليه لقب “عمدة أمريكا”. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا اللقب سينجو من مآثره الأخيرة.
-- على ذمة نيويورك تايمز، طلب جولياني من ترامب ما لا يقل عن 20 ألف دولار في اليوم
-- عندما يواجه الرئيس المنتهية ولايته مشكلة، يتصل بعمدة مدينة نيويورك السابق
-- قبل الحملة الرئاسية الأمريكية وخلالها، حاول رودي زعزعة توازن المعسكر المعارض
-- يبدو أن الكوميدي ليس بعيدا عن التراجيدي مع رودي جولياني
عمدة نيويورك السابق، الذي أعلن رئيسه عن إصابته بـ كوفيد-19، لا يبتعد عن الملياردير مطلقا سواء تمثّل الهدف في السعي للحصول على معلومات تورط خصومه، أو تنظيم الطعن الفاشل في نتائج الرئاسية.
عندما يواجه الرئيس دونالد ترامب مشكلة، يتصل بعمدة مدينة نيويورك السابق رودي جولياني.
خلال قضية أوكرانيا عام 2019، سافر صديقه المحامي إلى أوروبا بحثًا عن شهادة مدمّرة وعد بها ضد هانتر بايدن، نجل المرشح الديمقراطي للرئاسة حينها. عبثاً ... فقد صوّت مجلس النواب على اتهام الرئيس الأمريكي، وهو إجراء عزل انتهى في فبراير بتبرئته في مجلس الشيوخ.
خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، حاول رودي جولياني، مرة أخرى، زعزعة توازن المعسكر المعارض، من خلال الادعاء، على سبيل المثال، بحصوله على معلومات مضللة قادمة من القرص الصلب لجهاز كمبيوتر ينتمي إلى هانتر بايدن. انتهت القضية مجددا بفشل. والأسوأ من ذلك، علمت الصحافة أن أجهزة المخابرات الأمريكية تشتبه في أن موسكو تحاول استخدام جولياني لنشر معلوماتها المضللة في آذان الرئيس.
هذه الإخفاقات ليست مهمة. فدونالد ترامب، المهزوم من قبل جو بايدن الذي سيتولى منصب الرئيس في 20 يناير، كلّف ذراعه الايمن بمهمّة إدارة طعونه ما بعد الانتخابات. ولإثبات “التزوير الهائل” الذي ارتكبه الديموقراطيون، طلب رودي جولياني ما لا يقل عن 20 ألف دولار في اليوم، حسب صحيفة نيويورك تايمز.
العرق والضجيج المشبوه
لكن المدعي العام السابق، الذي رفع دعوى قضائية ضد زعماء العصابات في نيويورك في الثمانينات، لم تطأ قدمه محكمة فيدرالية منذ أواخر القرن العشرين. وقد سجّل بما لا يثير الدهشة، الفشل تلوى الاخر رغم تقديم حوالي ثلاثين استئنافًا. لم يكن لدى جولياني أي دليل موثوق يدعم اتهاماته بالتزوير. وفي الواقع، يكمن نجاحه في مكان آخر: مع تسليط الاضواء الإعلامية، تمكن من تشويه العملية الانتخابية الأمريكية، وتشويه شرعية رئاسة بايدن المستقبلية. ومن هو أول مستفيد من العملية؟ دونالد ترامب، الذي يحافظ على قبضته على المعسكر الجمهوري.
ولكن، لجذب الاضواء نحوه، كان على رودي جولياني أن يضحي بشيء من شخصيته. فقد تتالت عدة حلقات مهينة في الأسابيع الأخيرة. السبت، 7 نوفمبر، حذر الرئيس متابعيه على تويتر، من أن مؤتمرا صحفيا سيعقد في “فور سيزونز” في فيلادلفيا. تخيل الصحفيون لقاءً في فندق فخم وسط المدينة، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل عندما تحدث جولياني وزملاؤه أمام “فورسيزونز توتال لاندسكيبينج”، حديقة تقع بين محرقة للجثث ومتجر للجنس في منطقة صناعية بالمدينة!
الخميس، 19 نوفمبر، خلال مؤتمر صحفي آخر في واشنطن، حيث كان يستعرض نظريات مؤامرة غريبة الأطوار حول الانتخابات، تعرّق رودي جولياني بغزارة، الى درجة سيلان صبغة شعره على خده. أحدثت الصورة ضجة، على غرار الصوت المشبوه الذي بدا أنه ينبعث خلال جلسة استماع في ميتشغان في أوائل ديسمبر حيث تردد صدى صوتين قريبًا جدًا من المحامي ... بينما كان يتحدث طيلة أربع ساعات أمام الميكروفون.
«عمدة أمريكا» في المستشفى
الكوميدي ليس بعيدا عن التراجيدي مع رودي جولياني... الأحد 6 ديسمبر، قبل يومين من الموعد النهائي المفروض على الولايات الأمريكية للمصادقة على نتائجها وتسمية كبار الناخبين الذين سيعيّنون، في 14 يناير، جو بايدن رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة، أعلن دونالد ترامب أن صديقه، الذي لم يحترم الاحتياطات الصحية، أصيب بكوفيد-19. يبلغ من العمر 76 عامًا، وهو بالتالي من الحالات المعرضة للخطر ويُدخل المستشفى في واشنطن.
تمنى له الرئيس المنتهية ولايته الشفاء العاجل، مع تقديره للدعم: في نظر سكان نيويورك، كان رودي جولياني بين 1994 و2001، “أعظم عمدة في تاريخ” المدينة، حتى لو كان “ما يفعله الآن (الطعن في نتائج الانتخابات، ملاحظة المحرر) هو أكثر أهمية، باعترافه”. مباشرة بعد 11 سبتمبر، تلقى الرجل ترحيباً حاراً لقيادته الى درجة أنه أطلق عليه لقب “عمدة أمريكا”. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا اللقب سينجو من مآثره الأخيرة.