سبب سياسي وراء الأرقام المعلنة

روسيا: فيروس كورونا ، شوكة في حلق بوتين...!

روسيا: فيروس كورونا ، شوكة في حلق بوتين...!

-- مقاومة الفيروس تأتي في الوقت المناسب لإجهاض  خطة المعارضة للتظاهر ضد «الانقلاب الدستوري»
-- كيف نفسر أن فيروس كورونا ، الذي بدأ في الصين،حط رحاله في قلب أوروبا متفاديا دولة بحجم روسيا؟


جاء التنديد من أحد أقرب حلفاء موسكو: ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا الصغيرة، الذي قال “إن عدوى فيروس كورونا  تشتعل في روسيا”. إلا أن من يتقاسم ما يقارب الألف كيلومتر من الحدود المشتركة مع الجار الروسي الكبير، لم يقدّم أي دليل، غير أنه قال بصوت عالٍ ما يعتقده الكثيرون بصوت منخفض.

إن إلقاء نظرة على إحصائيات الكرملين كافية لتكسب تصريحات ألكسندر لوكاشينكو المصداقية. منذ بداية الوباء، كان لدى روسيا -رسميًا -عدد قليل من المصابين والقتلى بشكل غير عادي خاصة بالنظر إلى عدد السكان، 145 مليون نسمة. فحتى لوكسمبورغ بـ 203 حالات تفوق القارة الروسية. وإذا اعترفنا بأن السلطات أجرت 133 ألف اختبار على حد زعمها، فإن روسيا لديها أدنى معدل الحالات الإيجابية في العالم.

تعطش للسلطة
   من هنا، كيف لنا أن نفسر أن فيروس  كورونا ، الذي بدأ في الصين، تخطى عشرات المناطق الزمنية ليحط رحاله في قلب أوروبا مُعفيا أكبر دولة على وجه الأرض؟ ومن الصعب تخيّل أن إغلاق الحدود مع الصين الذي قررته موسكو في نهاية يناير جعل من الممكن تحقيق مثل هذه النتيجة.
   ومع ذلك هناك سبب: إنه سبب سياسي. أن لفلاديمير بوتين أجندة ربيعية مزدحمة، في 22 أبريل، يعتزم تقديم مشروع الدستور الجديد للاستفتاء. نص يتلخص في أولوية واحدة: السماح له بإعادة الجلوس على الكرسي الرئاسي في نهاية ولايته عام 2024، وبالتالي استمرار حكمه حتى عام 2036 إذا رغب في ذلك.    كما أنه حدد موعدًا آخر، وهو موعد مقدس تقريبا: 9 مايو، اليوم الذي ستحتفل فيه البلاد بالذكرى 75 للانتصار على ألمانيا النازية، بحضور مجموعة من رؤساء الدول منهم إيمانويل ماكرون الذي تمت دعوته لمواكبة استعراض 10 الاف جندي، من بينهم جنود فرنسيين... تجمع كبير يضع بوتين تحت الأضواء الساطعة.

«أكاذيب صارخة»
   وجاء فيروس كورونا ليفسد ويربك هذين الموعدين. والنتيجة، تتباطأ السلطات في الإبلاغ عن الواقع، وتغرق في “أكاذيب صارخة”، وحتى انها تتهم تقريرًا عن اجهزة الاتحاد الأوروبي، حيث تقول مجموعة من الأطباء إنه تم تنبيههم إلى تدفق وشيك لمرضى يعانون من التهاب رئوي. وتشير الأرقام الصادرة عن هيئة الإحصاء الرسمية روستات، إلى قفزة بنسبة 39 بالمئة في الالتهاب الرئوي في يناير، أي 2000 حالة محتملة من فيروس كورونا ، إلا أن الكلمة لا تُنطق أبداً.
صحيح، ان الجميع، في روسيا، على دراية بحالة المرافق الصحية المتداعية، ويعيشون في خوف من الاقامة في المستشفى. وفي الأيام الأخيرة، فرّ المرضى الذين يعانون من الفيروس ودخلوا مستشفى 40 في كوموناركا، بالقرب من موسكو، قبل إعادتهم من قبل الشرطة، كما هربت امرأتان من منشأة في سان بطرسبرغ.
  في الوقت نفسه، وردت أخبار مقلقة: يفغيني بريغوزين، الأوليغارش المقرب من بوتين، سيتولى توفير الغذاء لمستشفيين مستقبليين سيخصصان لاستقبال مرضى فيروس كورونا ، ويتمتع هذا الأخير “بسمعة سيئة”، ليس فقط بسبب “مصانع الترول” المتهمة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لعام 2016. وانما ايضا لأنه يمتلك شركة مطاعم مشكوك فيها إلى حد ما، حيث سمّمت في ديسمبر 2018، 127 طفلاً من 7 مدارس حضانة.

سقوط الأقنعة
   مصدر آخر للقلق، هو الاختبارات حيث تحيط ضبابية ضخمة بصناعتها. ويقال أن شركة في كازان قد تم تكليفها بتزويد مئة ألف قطعة من المعدات و56 مختبرا صغيرا، إلا أنه لا أحد يعرف مالكها. أما فيما يتعلق بالأقنعة، فقد أفادت التقارير أن الحكومة قررت إسناد جزء من التصنيع إلى السجناء والجيش.
   وفي الوقت الذي يواصل فيه بوتين التقليل من حجم هذه الآفة، يدرك بوتين الآن أنه يمكنه الاستفادة من الوضع السياسي. وخلال خطابه أمام البرلمان، استشهد بفيروس كورونا  كعامل  من عوامل “عدم الاستقرار” يتساوى والتهديدات الخارجية القادمة من الغرب. ضمنيا: وحده الذي يستطيع ضمان استقرار البلاد ولفترة طويلة.
   في 17 مارس، قام بزيارة مركز معلومات حول فيروس كورونا . ومن بين الأدوات التي تم نشرها، 9 الاف كاميرا مراقبة إضافية، وأدوات للتعرف على الوجه للتحقق من الحجر الصحي، والتصدي “للأخبار الزائفة” التي تم نشرها على الشبكات الاجتماعية.
    منظومة يصاحبها إغلاق المدارس، وإلغاء التظاهرات الرياضية، إضافة إلى حظر التجمعات لأكثر من 50 شخصًا. إجراء أخير يأتي في الوقت المناسب لإجهاض خطة المعارضة للتظاهر ضد “الانقلاب الدستوري” في مهدها... يقول بوتين: “كل شيء تحت السيطرة».

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot