السباق إلى البيت الأبيض:
رياح سيّئة تهب على الحزب الديمقراطي...!
-- تتطلع قيادة الحزب بشكل متزايد إلى منقذ غير متوقّع، مايكل بلومبرغ
-- مخاوف من صعوبة تحقيق المصالحة بين الفرقاء ليقفوا جميعا وراء المرشح المختار
-- تعاني اللجنة الوطنية الديمقراطية منذ شهور في جمع التبرعات مقارنة بخصمها الجمهوري
-- الخماسي المفضّل: كلهم بيض، ثلاثة منهم فوق 70 عامًا، وأربعة من واشنطن، ولا أحد فيهم يوحد حقًا
-- يعتبر ثلثا الناخبين الأمريكيين، وفقًا لاستطلاع حديث للرأي، أن ترامب سيعاد انتخابه عام 2020
مسكين هو الحزب الديمقراطي! بالتأكيد ليس هذا ما كان يحلم به قبل عام. بعد انتصاره في الانتخابات النصفية نوفمبر 2018، كان محرار الحزب في صعود، وكان متفائلًا بحلول عام 2020، معربا عن أمله في أن يركز الناخبون في الانتخابات التمهيدية، على مرشح توافقي ويمثل تنوع الحزب، قادرًا على ان يوحّد خلفه الجناح اليساري والمعتدلين من اجل هزم دونالد ترامب. للأسف، قد يكون خاب أمله، وانتكست روحه المعنوية. لقد تبيّن ان مقترح عام 2020، انتقائي للغاية. من بين المترشحين العشرين، هناك العديد من النساء، والعديد من السود، ولاتينوس واحد، وآسيوي واحد، ومحارب قديم مثلي، ورجال أعمال، وأصحاب المليارات ... وفي النهاية، الخماسي الأوفر حظا، حتى الآن ، في محطات الاقتراع الأولى، جميعهم من البيض، ثلاثة منهم أكثر من 70 عامًا، وأربعة من واشنطن . ولا أحد فيهم يوحّد حقًا.
معظمهم من “المترشحين المتخصصين” الذين يعتمدون على شريحة من السكان، وعجزوا حتى الآن على قيادة تحالف يتكوّن من تيارات مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، للجنة الوطنية الديمقراطية، وهي الهيئة القيادية للحزب، مخاوف متعددة. كانت المسؤولة الأولى عن فوضى هائلة عند فرز الأصوات في تجمّع ولاية أيوا الذي تسبب في شرخ داخلي عنيف. ثم هناك جدل حول المعايير الجديدة للمشاركة في المناظرات التلفزيونية. فقد أسقط توم بيريز، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، أحد القواعد الأساسية التي تطلب أن يكون لكل مشارك عدد معيّن من المانحين.
ورغم تأكيده ان المسالة لا ترتبط بتفضيل مرشح معين، الا ان المؤيدين لساندرز، على وجه الخصوص، اعتبروها مناورة من الاستبلشمنت للسماح لعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ، الذي يمول حملته بمفرده وبالتالي لا يوجد مانحون، بالظهور في المناظرة القادمة وابراز بلومبرغ، سناتورهم المفضل. “أجد هذا شائنًا”، صرح بيرني ساندرز، “أعتقد أنه عندما تزن 55 مليار دولار، يمكنك تغيير القواعد. «
نصف أموال الجمهوريين
الأسوأ من ذلك، فإن اللجنة الوطنية الديمقراطية تعاني منذ شهور من حيث جمع التبرعات مقارنة بخصمها الجمهوري. وقد تم جمع 76 مليون دولار منذ بدء الحملة مقابل 194 مليون دولار للحزب الجمهوري، وفقًا لمركز السياسة المستجيبة.
وخصوصا، ان النتائج الأولى للانتخابات التمهيدية تصيب قيادة الحزب بدوار. لا شك أن للناخبين الديمقراطيين دوافعهم، بالنظر إلى نسبة الإقبال القياسية في نيو هامبشاير، لكن الفائز الأكبر في الوقت الحالي هو بيرني ساندرز، اي الدابة السوداء للاستبلشمنت، الذي، مثل عام 2016 عندما برز ضد هيلاري كلينتون، لا يبدو أنهم رأوا امكانية فوزه... الم يصب بنوبة قلبية هذا الشتاء!
«نحن نتحدى، ليس فقط ترامب والاستبلشمنت الجمهوري بأكمله، ولكن أيضا الاستبلشمنت الديمقراطي”، أعلن سناتور فيرمونت لأنصاره. “وكما لاحظ بعضكم، انه يشعر بالتوتر قليلا”. وهذا مفهوم، بما ان بيرني يقدم نفسه على أنه “اشتراكي ديموقراطي”، وبعبارة أخرى أحمر بالنسبة للعديد من الأمريكيين (حتى لو بدا اجتماعي ديمقراطي أكثر)، يدعو إلى “الثورة”، وهذا يخيف الناخبين الوسطيين.
في الوقت الحالي، يعاني المناهضون لساندرز من افة الانقسام بحيث لا يستطيعون إيقافه، حتى وان تحصلوا على مزيد الأصوات.
“فاز المترشـحون الثلاثــــة من يسـار الوسط (بيت بيتيغيغ ، كلوبشــــــر، بايدن) بنســــــبة 53 بالمائـة من الأصوات مقابل ساندرز / وارن: 36 بالمائة”، يلاحظ ديفيـــــد واســـــــرمان من موقـع “كوك بوليتيكال ريبورت”.
في إشارة إلى أن العديد من الناخبين لا يرغبون في التصويت لصالح اشتراكي. ولكن حقيقة أن المعتدلين غير متّحدين “هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لبريني ساندرز”، يضيف. وإذا بقي الحال على ما هو عليه، يمكن أن يُنتخب سناتور ولاية فيرمونت على مستوى المندوبين.
جوكر بلومبرغ
ولتفادي هذا السيناريو بأي ثمن، تتطلع قيادة الحزب بشكل متزايد إلى منقذ غير محتمل، مايكل بلومبرغ، الذي تعتبره آخر حصن ممكن ضد انتصار ساندرز. وكانت هناك أيضا مناقشات وراء الكواليس حول هجوم مضاد محتمل. وقد أطلقت الأغلبية الديمقراطية من اجل إسرائيل، وهي جماعة مؤيدة لإسرائيل، إعلانات تلفزيونية نقدية في أيوا، الا ان الحزب يخشى أن يشعل أي جهد منظم مؤيديه، ويزيد من تشقق الديمقراطيين. كما أوضح إي جيه ديون، وهو كاتب عمود في الواشنطن بوست، “جناح ساندرز صغير جدًا بحيث لا يستطيع التحكم في الحزب، لكنه كبير جدًا بحيث لا يمكن تجاهله».
الطهورية الأيديولوجية
المؤكد، انه كلما ازاد تمطط الانتخابات التمهيدية، ازداد تفاقم الانقسامات بين الفصائل، وكلما ازدادت صعوبة تحقيق المصالحة بين الفرقاء ليقفوا جميعا وراء المرشح الذي سيتم اختياره. وقد سبق ان رأينا ذلك: أثناء خطاب الانتصار الذي ألقاه في نيو هامبشاير، عندما ذكر بيرني ساندرز اسم بيت بيتيغيغ، صفّر الجمهور، وأطلقت صيحات الاستهجان، وهتفوا بـ “وول ستريت بيت”. وقد استنكر رئيس بلدية جنوب بيند السابق، “الطهورية الأيديولوجية” لمنافسه.
إن خيبات الحزب الديمقراطي هي في كل الأحوال تصنع سعادة دونالد ترامب، الذي لا يتردد في السخرية من عدم كفاءة منافسيه ويضع كل الامكانيات لحملته من اجل إعادة انتخابه. ويعتبر ثلثا الناخبين الأمريكيين، وفقًا لاستطلاع حديث للرأي، أن ترامب سيعاد انتخابه عام 2020.
-- مخاوف من صعوبة تحقيق المصالحة بين الفرقاء ليقفوا جميعا وراء المرشح المختار
-- تعاني اللجنة الوطنية الديمقراطية منذ شهور في جمع التبرعات مقارنة بخصمها الجمهوري
-- الخماسي المفضّل: كلهم بيض، ثلاثة منهم فوق 70 عامًا، وأربعة من واشنطن، ولا أحد فيهم يوحد حقًا
-- يعتبر ثلثا الناخبين الأمريكيين، وفقًا لاستطلاع حديث للرأي، أن ترامب سيعاد انتخابه عام 2020
مسكين هو الحزب الديمقراطي! بالتأكيد ليس هذا ما كان يحلم به قبل عام. بعد انتصاره في الانتخابات النصفية نوفمبر 2018، كان محرار الحزب في صعود، وكان متفائلًا بحلول عام 2020، معربا عن أمله في أن يركز الناخبون في الانتخابات التمهيدية، على مرشح توافقي ويمثل تنوع الحزب، قادرًا على ان يوحّد خلفه الجناح اليساري والمعتدلين من اجل هزم دونالد ترامب. للأسف، قد يكون خاب أمله، وانتكست روحه المعنوية. لقد تبيّن ان مقترح عام 2020، انتقائي للغاية. من بين المترشحين العشرين، هناك العديد من النساء، والعديد من السود، ولاتينوس واحد، وآسيوي واحد، ومحارب قديم مثلي، ورجال أعمال، وأصحاب المليارات ... وفي النهاية، الخماسي الأوفر حظا، حتى الآن ، في محطات الاقتراع الأولى، جميعهم من البيض، ثلاثة منهم أكثر من 70 عامًا، وأربعة من واشنطن . ولا أحد فيهم يوحّد حقًا.
معظمهم من “المترشحين المتخصصين” الذين يعتمدون على شريحة من السكان، وعجزوا حتى الآن على قيادة تحالف يتكوّن من تيارات مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، للجنة الوطنية الديمقراطية، وهي الهيئة القيادية للحزب، مخاوف متعددة. كانت المسؤولة الأولى عن فوضى هائلة عند فرز الأصوات في تجمّع ولاية أيوا الذي تسبب في شرخ داخلي عنيف. ثم هناك جدل حول المعايير الجديدة للمشاركة في المناظرات التلفزيونية. فقد أسقط توم بيريز، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، أحد القواعد الأساسية التي تطلب أن يكون لكل مشارك عدد معيّن من المانحين.
ورغم تأكيده ان المسالة لا ترتبط بتفضيل مرشح معين، الا ان المؤيدين لساندرز، على وجه الخصوص، اعتبروها مناورة من الاستبلشمنت للسماح لعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ، الذي يمول حملته بمفرده وبالتالي لا يوجد مانحون، بالظهور في المناظرة القادمة وابراز بلومبرغ، سناتورهم المفضل. “أجد هذا شائنًا”، صرح بيرني ساندرز، “أعتقد أنه عندما تزن 55 مليار دولار، يمكنك تغيير القواعد. «
نصف أموال الجمهوريين
الأسوأ من ذلك، فإن اللجنة الوطنية الديمقراطية تعاني منذ شهور من حيث جمع التبرعات مقارنة بخصمها الجمهوري. وقد تم جمع 76 مليون دولار منذ بدء الحملة مقابل 194 مليون دولار للحزب الجمهوري، وفقًا لمركز السياسة المستجيبة.
وخصوصا، ان النتائج الأولى للانتخابات التمهيدية تصيب قيادة الحزب بدوار. لا شك أن للناخبين الديمقراطيين دوافعهم، بالنظر إلى نسبة الإقبال القياسية في نيو هامبشاير، لكن الفائز الأكبر في الوقت الحالي هو بيرني ساندرز، اي الدابة السوداء للاستبلشمنت، الذي، مثل عام 2016 عندما برز ضد هيلاري كلينتون، لا يبدو أنهم رأوا امكانية فوزه... الم يصب بنوبة قلبية هذا الشتاء!
«نحن نتحدى، ليس فقط ترامب والاستبلشمنت الجمهوري بأكمله، ولكن أيضا الاستبلشمنت الديمقراطي”، أعلن سناتور فيرمونت لأنصاره. “وكما لاحظ بعضكم، انه يشعر بالتوتر قليلا”. وهذا مفهوم، بما ان بيرني يقدم نفسه على أنه “اشتراكي ديموقراطي”، وبعبارة أخرى أحمر بالنسبة للعديد من الأمريكيين (حتى لو بدا اجتماعي ديمقراطي أكثر)، يدعو إلى “الثورة”، وهذا يخيف الناخبين الوسطيين.
في الوقت الحالي، يعاني المناهضون لساندرز من افة الانقسام بحيث لا يستطيعون إيقافه، حتى وان تحصلوا على مزيد الأصوات.
“فاز المترشـحون الثلاثــــة من يسـار الوسط (بيت بيتيغيغ ، كلوبشــــــر، بايدن) بنســــــبة 53 بالمائـة من الأصوات مقابل ساندرز / وارن: 36 بالمائة”، يلاحظ ديفيـــــد واســـــــرمان من موقـع “كوك بوليتيكال ريبورت”.
في إشارة إلى أن العديد من الناخبين لا يرغبون في التصويت لصالح اشتراكي. ولكن حقيقة أن المعتدلين غير متّحدين “هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لبريني ساندرز”، يضيف. وإذا بقي الحال على ما هو عليه، يمكن أن يُنتخب سناتور ولاية فيرمونت على مستوى المندوبين.
جوكر بلومبرغ
ولتفادي هذا السيناريو بأي ثمن، تتطلع قيادة الحزب بشكل متزايد إلى منقذ غير محتمل، مايكل بلومبرغ، الذي تعتبره آخر حصن ممكن ضد انتصار ساندرز. وكانت هناك أيضا مناقشات وراء الكواليس حول هجوم مضاد محتمل. وقد أطلقت الأغلبية الديمقراطية من اجل إسرائيل، وهي جماعة مؤيدة لإسرائيل، إعلانات تلفزيونية نقدية في أيوا، الا ان الحزب يخشى أن يشعل أي جهد منظم مؤيديه، ويزيد من تشقق الديمقراطيين. كما أوضح إي جيه ديون، وهو كاتب عمود في الواشنطن بوست، “جناح ساندرز صغير جدًا بحيث لا يستطيع التحكم في الحزب، لكنه كبير جدًا بحيث لا يمكن تجاهله».
الطهورية الأيديولوجية
المؤكد، انه كلما ازاد تمطط الانتخابات التمهيدية، ازداد تفاقم الانقسامات بين الفصائل، وكلما ازدادت صعوبة تحقيق المصالحة بين الفرقاء ليقفوا جميعا وراء المرشح الذي سيتم اختياره. وقد سبق ان رأينا ذلك: أثناء خطاب الانتصار الذي ألقاه في نيو هامبشاير، عندما ذكر بيرني ساندرز اسم بيت بيتيغيغ، صفّر الجمهور، وأطلقت صيحات الاستهجان، وهتفوا بـ “وول ستريت بيت”. وقد استنكر رئيس بلدية جنوب بيند السابق، “الطهورية الأيديولوجية” لمنافسه.
إن خيبات الحزب الديمقراطي هي في كل الأحوال تصنع سعادة دونالد ترامب، الذي لا يتردد في السخرية من عدم كفاءة منافسيه ويضع كل الامكانيات لحملته من اجل إعادة انتخابه. ويعتبر ثلثا الناخبين الأمريكيين، وفقًا لاستطلاع حديث للرأي، أن ترامب سيعاد انتخابه عام 2020.