الدراما التركية المعرّبة شكلت فرصة مهمة جداً بالنسبة إليّ
ساشا دحدوح: «رقصة مع الموت» تأجل بسبب الحرب
أصبحتْ الممثلة اللبنانية ساشا دحدوح، اسماً حاضراً لدى المُنْتجين اللبنانيين والعرب بعدما أثبتت التجربة أنها ممثّلة صاحبة أداء متميّز وقادرة على التنويع في أدوارها.
وبعد نجاحها في الدراما التركية المعرّبة وفي الأعمال المشتركة، تم ترشيحها لبطولة مسلسل «الرقص مع الموت»، وهو من إنتاج كويتي، ولكن ظروف الحرب في لبنان أدت إلى إرجاء تصويره وتالياً عدم مشاركته في الموسم الرمضاني الحالي.
دحدوح، تحدثت عن ظروف مسلسل «رقصة مع الموت» وعن رغبتها المشاركة في الدراما المصرية وتجربتها في الأعمال المشتركة والمسلسلات التركية المعربة.
• مع أنه تم إرجاء تصوير «رقصة مع الموت» بسبب ظروف الحرب نودّ أن نسأل هل وافقتِ على المشاركة فيه لأنك بطلة العمل؟
- ليس لهذا السبب فقط، بل لأن النص أعجبني كثيراً. وهنا أذكر أنه عُرض عليّ من بين أعمال أخرى مسلسل أعجبني نصه كثيراً ودوري فيه مركّب وجميل ولكنه ليس دور بطولة.
وبالنسبة إلى «رقصة مع الموت»، فقد وافقت عليه لأنني اقتنعتُ بالنص والدور كثيراً كما أنني أقدّم من خلاله ثنائيةً تجمعني بالممثل محمد الأحمد الذي أحبه كثيراً على المستويين الإنساني والفني وكنت أرغب بخوض تجربة تمثيلية معه لأننا نتمتع بالقدرة نفسها على الأداء ونؤدي على الموجة عينها. وعندما التقينا وتَشاورنا بعد التوقيع على العقد، تبيّن أنني من بين الممثلات اللبنانيات اللواتي كان يرغب في العمل معهنّ، كما كنتُ أنا أيضاً أنتظر عملاً يَجمعني به.
إلى ذلك، فإن كل المشاركين في المسلسل وبينهم كارمن لبس وجوزيف بو نصار وسعيد سرحان وعبدو شاهين، هم ممثلون رائعون. نص المسلسل رائع وقوي جداً، وهذا الأمر مهمّ جداً بالنسبة إلى الممثل لأن النص الضعيف لا يَخدمه مهما كان أداءه قوياً، عدا عن أنه مؤلف من 15 حلقة وليس طويلاً وهذه التركيبة كلها مناسبة لي.
•... والشركة المنتجة للعمل كويتية؟
- نعم، الإنتاج هو لشركة «إكسبورت للإنتاج الفني» والمسلسل من توقيع حسين دشتي إخراجاً، وفاطمة العامر كتابة، ولكن لا أعرف ما هو مصير العمل والقرار يعود إلى الشركة المنتجة وحدها.
• هل يمكن القول إن الأعمال التركية المعربة تؤمن الفرص الأفضل للممثل، خصوصاً وأنه كانت لك تجربة فيها من خلال مشاركتك في مسلسل «لعبة حب»؟
- لا شك أن الدراما التركية المعرّبة شكلت فرصة مهمة جداً بالنسبة إليّ عدا عن أنها تحقق انتشاراً واسعاً للممثل وتجعل الناس يتعودون عليه، حتى انه يصبح جزءاً من حياتهم اليومية، كما ان التجربة مع «mbc» وسارة دبوس وكل القيمين على العمل والشركة التركية «O3 Medya» تجعل الممثل يشعر بالرضا لأنهم يؤمّنون له كل وسائل الراحة فيعطي العمل والشخصية بتفان، حتى انه ينسى التفاصيل الأخرى كساعات التصوير الطويلة والمتعبة. كما انهم يصغون له ويسمعون مشكلاته وهواجسه والأفكار التي يطرحها. التجربة كانت جميلة وجيدة بالنسبة إليّ ولا شك أنني سأكررها.
وعندما زرتُ الرياض وجدت أن الناس يعرفونني أيضاً من خلال مسلسل «النار بالنار»، ولذلك لا يمكن أن نجزم ونقول إن الأعمال التركية المعرّبة وحدها هي التي تحقق الانتشار للممثل، ولا شك أنها تفعل ذلك وتخدمه كثيراً، ولكن يجب أن تكون لديه أسس مبنية على أعمال أخرى وأن ينوّع بالشخصيات التي يلعبها في المسلسلات العربية التي يشارك فيها.
• من المعروف أن مسلسل «القدر» مؤلف من 45 حلقة وليس من 90 كما الأعمال التركية المعرّبة التي سبقته، فهل أنت مع تقليص عدد الحلقات في هذا النوع من الأعمال؟
- تابعتُ بعض حلقات مسلسل «القدر» لأن مخرجه هو مخرج مسلسل «لعبة حب»، ولأنني أحب كثيراً الممثلين المشاركين فيه وفي مقدمهم ديما قندلفت وقصي خولي الذي أتمنى أن أجتمع معه في عمل واحد في يوم من الأيام ولكنني لم أتمكن من متابعة كل الحلقات كي أقول إنني مع أو ضد تقليصها، وأعتقد أن القيمين على هذه الأعمال والخبرة الكبيرة التي اكتسبوها لا يمكن أن يخطئوا في تقديراتهم - مع أن الأخطاء واردة في أي عمل - أو أن يقدموا على خطوة ناقصة.
وهناك عناصر عدة تلعب دوراً أساسياً في رفع مستوى العمل أو تراجعه، ولكنني لا أستطيع أن أحكم على عمل لم أتابع حلقاته ولم ينتهِ عرضه بعد. وأعتقد أن ممثلين مخضرمين كقصي خولي وديما قندلفت لديهما تجارب سابقة على هذا المستوى.
وفي شكل عام، لكل عمل خصوصية ولا توجد قاعدة ثابتة تقول إن العمل الطويل مصيره الفشل والعمل القصير مصيره النجاح حتماً، بدليل أن هناك أعمالاً قصيرة مؤلفة من ثماني حلقات لم تحقق النجاح.
• كيف تتوقعين أن يكون الموسم الدرامي الرمضاني الحالي بعد أن تم الإعلان عن مجموعة من الأعمال بعضها عربي مشترك وبعضها الآخر لبناني محلي؟
- سعيدة بعودة الدراما اللبنانية المحلية كما بالدراما السورية المحلية، خصوصاً وأنه تجمعني صداقات بالسوريين من الوسط الفني وخارجه.
ولا شك أنني فرحة جداً برؤية النهضة التي تشهدها الدراما المحلية اللبنانية والسورية.
وكما أن ماغي بو غصن التي أتمنى لها التوفيق صوّرت عملاً درامياً لبنانياً خاصاً بالموسم الرمضاني المقبل، فإن الأعمال العربية المشتركة جميلة وناجحة هي أيضاً لأنها تُغْني الدراما العربية وتضفي تنوعاً عليها،
خصوصاً أن غالبية الأعمال التي شاركتُ فيها كانت عربية مشتركة.
• هل يمكن القول إن المصريين هم الأكثر وفاءً لدراما بلادهم لأنهم تمسكوا بها واعتمدوا عليها في إنتاجاتهم أم أنه يجب الأخذ في الاعتبار الظروف الأمنية في كل بلد؟
- لا شك أن السوق المصرية كبيرة جداً وقطاع الإنتاج الدرامي في مصر مهم جداً، وأتمنى أن تكون لدي تجربة تمثيلية في مصر من خلال المشاركة في مسلسل مصري، لأن كل الممثلين يطمحون للوصول إليها. وبما أن الفرصة لم تسنح لي حتى الآن للمشاركة في الدراما المصرية، لذلك لا أملك رداً على هذا السؤال.
• هل هذا يعني أن الدراما المشتركة لم تنجح في ايصال الممثل إلى مصر، خصوصاً أنك أشرت إلى أن كل ممثل يتمنى الوصول إليها؟
- بل إن الدراما المشتركة تؤمن الانتشار العربي للممثل، ولكن مصر تبقى طموحاً لدى كل ممثل لأن سوقها واسعة وجمهورها كبير جداً.
• وكيف تفسرين السبب الذي جعل عدداً كبيراً من الممثلين غير المصريين الذين خاضوا تجربة العمل في الدراما المصرية يعزفون عن تكرارها ومن بينهم باسل خياط وقصي خولي وأيمن زيدان وغيرهم؟
- لا أعرف ما ظروف الممثلين الذين أشرتِ إليهم كي أحكم على هذا الموضوع، كما انني لا أعرف السوق المصرية كي أقيّم التجربة من وجهة نظري الخاصة.