فتح باب التطوع ضد الغزو التركي
شرعية التدخل المصري بليبيا.. مواثيق دولية ودعوة من القبائل
أعلنت القبائل الليبية تأييدها الكامل لمجلس النواب وللجيش الوطني، ودعمها لدعوة مصر للتدخل لحماية الأمن القومي الوطني والمصري، الأمر الذي يشير إلى دور هذه القبائل المحوري في الأيام القادمة، وقدرتها على إحداث نقلة نوعية في الأزمة الليبية، وتشكيلها “سدا منيعا” في وجه الأطماع التركية وحلفائها.
ووصل وفد من المجلس الأعلى لشيوخ وأعيان القبائل الليبية إلى القاهرة أمس الأول الأربعاء لإعلان تأييد القبائل للدعوة، التي أطلقها مجلس النواب الليبي، للقوات المسلحة المصرية بالتدخل عسكريا لحفظ الأمن القومي الليبي.
وأكدت القبائل مرارا دعمها للموقف المصري من الأزمة الليبية، وناشدت القاهرة بالتدخل للتصدي للغزو التركي، حيث قال رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، محمد المصباحي، لـ”سكاي نيوز عربية”، إن قبائل ليبيا تدعم بقوة الموقف المصري بشأن ليبيا، في مواجهة الأطماع التركية.
وأضاف أن ليبيا في حاجة لدعم القوات المسلحة المصرية لطرد المستعمر التركي الذي يرغب في إعادة الخلافة العثمانية.
وأكد أن الجيش التركي يعتمد على جذب المرتزقة من مختلف المناطق، مضيفا: “أتينا إلى القاهرة لنقول نحن ومصر شعب واحد ونريد تحرير ليبيا بالكامل”، مؤكدا أن الوفد الليبي الذي قدم إلى القاهرة يضم قبائل من المنطقة الغربية.
وتابع: “نقول للعالم أن الأمة العربية لها احترامها، ونوجه رسالة أننا نرفض الاحتلال التركي».
وشدد رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا على ضرورة وحدة الموقف العربي بشأن ليبيا.
من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى لقبائل ورشفانة، مبروك أبو عميد، إن قيادات وطنية اجتماعية وسياسة تزور مصر لتنسيق المواقف والدفع بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك والمطالبة بدعم القوات المسلحة.
شرعية التدخل المصري
يؤكد ميثاق الأمم المتحدة في مادته الحادية والخمسين أنه يحق لأي دولة الدفاع عن نفسها في حال وجود تهديدات عند حدودها، ويحق لأي دولة التدخل إذا طلب منها ذلك عبر القنوات الرسمية.
ويمنح هذا “البند الأممي”، الشرعية والقانونية لمصر للتدخل في ليبيا، وخصوصا أن السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من قبل الشعب المتمثلة بمجلس النواب، دعت الجيش المصري لمواجهة النفوذ التركي في ليبيا لما يمثله من تهديد مباشر لأمن البلدين. ويضاف إلى ذلك، دعوات الجيش الوطني الليبي لمصر إلى التدخل، ودعوة القبائل الليبية إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، والتحرك العاجل بغية القضاء على الميليشيات والمرتزقة والفصائل المسلحة.
ويرى مراقبون أن مواقف أعيان ومشايخ القبائل الليبية تعكس رغبة الشعب الليبي في التصدي للغزو التركي لبلادهم حيث أجمعوا على اعتبار التدخل المصري موقفا عربيا أيقظ المجتمع الدولي الذي لطالما غضّ الطرف عن الأزمة التي تفاقمت بعد التدخل التركي الذي يغذي الإرهاب في المنطقة بالعناصر المتطرفة والأسلحة.
باب التطوع
وصل وفد من المجلس الأعلى لشيوخ وأعيان القبائل الليبية على متن طائرة آتية من بنغازي، في زيارة يناقش خلالها مع المسؤولين المصريين مستجدات الأزمة الليبية الراهنة وسبل الخروج من تلك الأزمة.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، عبدالكريم العرفي، في تصريحات نقلتها بوابة “أفريقيا الإخبارية” إن زيارة الوفد إلى مصر تأتي فى إطار تأكيد العلاقة التاريخية المتينة بين القبائل الليبية والقبائل المصرية، وإرسال رسالة للعالم بأن الشعوب العربية هي الأقرب لبعضها أكثر من أي علاقة تربط العرب بغيرهم.
وأكد العرفي، أن المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا حدد موقفه منذ بداية التدخل التركي، واجتمع في مدينة ترهونة 7000 شيخ من مشايخ القبائل في شهر فبراير (شباط) الماضي تحت شعار (حي على الجهاد) وأصدروا بيانا لمقاومة الغزو وتلاه الكثير من البيانات التي تدعو إلى وقوف القبائل ضد “الغزو التركي».
وأوضح العرفي أن وفد شيوخ القبائل الليبية يدرك أن علاقة الشعبين المصري والليبي ببعضهما غير مبنية على أي طلب، وإنما على انتماء ومصير متلاحم يتأثر بكامله، عندما يتعرض أي منهما للخطر.
وأكد العرفي أن المجلس دعا القبائل للتطوع لمقاومة “الغزو” وبالفعل القبائل فتحت سجلات التطوع، وهناك الكثير من المتطوعين الذين انخرطوا في الاستعداد للمعركة.