صقور وحمائم.. انقسام في بكين حول إستراتيجية التعامل مع ترامب

صقور وحمائم.. انقسام في بكين حول إستراتيجية التعامل مع ترامب


كشفت مصادر مطلعة في بكين عن وجود انقسام داخل الحزب الشيوعي الصيني، حول إستراتيجية التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الفترة المقبلة، التي سيتحدد على إثرها جانب كبير من العلاقات بين الرئيس الجمهوري والصين.
وبينت المصادر، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن الحزب الشيوعي الصيني منقسم بين جناحين بنسب متساوية، إذ يمتلك كل من الحمائم والصقور 50% من الحضور والنفوذ داخل الحزب، وهو ما ينعكس على التوجه للتعامل في الملف الأبرز الخاص بتسيير العلاقات مع واشنطن خلال ولاية ترامب.
وذكرت المصادر أن الرئيس شي جين بينغ يستخدم الجانبين، سواء الصقور أو الحمائم، ضمن سياسة “العصا والجزرة” مع الولايات المتحدة، وهو ما يجعله يعطي الفرص للحمائم، رغم أنه يميل للصقور.
وأفادت المصادر بأن ميل الرئيس شي جين بينغ للصقور، يعود إلى رغبته في تعزيز سلطة الحزب الشيوعي بالسيطرة على الأجهزة الأمنية والعسكرية التي لها طابع قومي، وتعبئة الصقور في مفاصل الحكم.
ويسعى بينغ للتمكن من جوهر السيادة، وتأكيد أن تايوان هي جزء أصيل من الصين، وأن بحر الصين الجنوبي لبكين، إلى جانب السيطرة على الفضاء السيبراني والنفوذ الإستراتيجي وصولًا إلى المحيط الهادئ.
وأوضحت المصادر أن الحمائم يميلون إلى تصفير المشاكل مع الولايات المتحدة وإعطاء ترامب جانبًا مما يريده في الملفات التجارية، خلال فترة حكمه، حتى لو مالت الكفة جراء ذلك لصالح واشنطن، وذلك من منطلق أن هذه الولاية هي الأخيرة لترامب، وأن أي رئيس قادم للولايات المتحدة، سواء كان جمهوريًّا أو ديمقراطيًّا، ستكون معاملاته مع الصين أفضل منه، بحسب اعتقادهم.
وأرجعت المصادر رؤية الحمائم داخل الحزب في هذا الصدد، إلى أنهم لا يريدون صدامات سياسية تأخذ العلاقات إلى أزمات اقتصادية ومن ثم الانجرار إلى مواجهة عسكرية.
وتؤكد المصادر أن الحمائم يرون أن بقاء الصين بهذه السياسات سيأتي بمواجهة عسكرية مع حلف “أوكس” الذي يضم أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، ويعملون في هذا السياق بشكل كبير على عدم التصعيد مع واشنطن وأن تظل سبل الدبلوماسية قائمة.
أما منهج الصقور في الحزب، بحسب المصادر، فيخضع لمؤشرات حاكمة إلى حد ما، عمادها ضرورة الوقوف ضد ما يقوم به ترامب بالمطلق في الدائرة الآسيوية، وشن حملات إعلامية كبيرة ضده، ليس على المستوى الصيني أو الإقليمي والدولي فقط، ولكن أيضًا داخل الولايات المتحدة، لوضع ضغوط أكبر عليه في الداخل.
وأشارت المصادر إلى عمل الصقور في الحزب الشيوعي على إظهار القوة الصينية مثلما جاء في الاستعراضات العسكرية الأخيرة والمناورات التي تجرى في بحر الصين الجنوبي، بحيث يخشى ترامب الدخول في حرب مع بكين، نتيجة القوة العسكرية والتحكم الكامل في بحر الصين الجنوبي.
ويقوم وزير الخارجية الصيني وانغ يي، المحسوب على الحمائم، بأدوار كبيرة على مستويات عدة، بهدف تخفيض التصعيد الذي تقوم به وزارات الدفاع والأمن الداخلي في الصين، وشخصيات بارزة في اللجنة السياسية المركزية بالحزب الشيوعي الصيني، على حد ذكر المصادر.
وترى المصادر أن أسهم الصقور تعالت في الفترة الأخيرة بعد ما وضح تمتين تحالفات الصين مع روسيا وكوريا الشمالية وصولًا إلى الاستعراضات العسكرية التي جعلت ترامب يضطرب في تصريحاته ومواقفه من الصين مؤخرًا.
وأشارت إلى ملفات جوهرية أساسية تتعامل بها الولايات المتحدة للضغط على بكين ومنها  بحر الصين الجنوبي وحقوق الإنسان، وهي ممارسات تتفهم بكين ما وراءها من جانب واشنطن، 
وتتعلق بأهداف تجارية واقتصادية وجيواستراتيجية، وبالطبع منها ملف الساعة الخاص بالتوصل لاتفاق حول الرسوم الجمركية.