عدد كبير من صناديق الذخيرة والعربات ومواد الصيانة

صور مخيفة لقاذفات نووية.. ما هي خطط روسيا؟

صور مخيفة لقاذفات نووية.. ما هي خطط روسيا؟


أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية نشاطاً محموماً في قاعدة إنجلز-2 الجوية الروسية. ويبدو أن القوات الجوية الروسية حشدت عشرات القاذفات وصواريخ كروز، مما يشير إلى احتمالات شن هجوم وشيك آخر واسع النطاق عبر أوكرانيا.
وكانت مجلة “در شبيغل” الألمانية المنفذ الإعلامي الأول الذي نشر أول تقرير عن النشاط الجاري في قاعدة إنجلز-2 الجوية الروسية، نقلاً عن صور بالأقمار الصناعية قدّمتها شركتا ماكسار تكنولوجيز وبلانيت لابز.

وتظهر الصور التي التقطت في 28 نوفمبر -تشرين الثاني نحو 20 طائرة تحمل صواريخَ على المدرج، بما في ذلك القاذفتان الاستراتيجيتان Tu-160 وTu-95. وأشار الخبراء الذين راجعوا صور الأقمار الصناعية إلى النشاط المحموم للغاية في المجال الجوي.
وقال المحلل العسكري المستقل أردا مولود أوغلو لـ”دير شبيغل” إن “المشاة نشطون للغاية في الصور، وناقلات الوقود متوقفة إلى جوار القاذفات بعيدة المدى، ويظهر عدداً كبيراً من صناديق الذخيرة والعربات ومواد الصيانة”. كما أشار أوغلو إلى وجود العديد من طائرات النقل المتوقفة في المطار، التي يَعْتَقِد أنها ربما تكون قد جلبت الصواريخ للقاذفات.

ويمكن أن تحمل قاذفة الصواريخ Tu-160 الاستراتيجية ستة صواريخ كروز من نوع Kh-55 في كل مبيت. ومبيتات أسلحتها مجهزة أيضاً بقاذفات للصواريخ من نوع Kh-15 المضادة للإشعاع التي يزعم أن مداها يتراوح بين 200 و280 كم.
والصاروخ Kh-55 من نوع كروز سرعته أدنى من سرعة الصوت ويطلق جواً ويصل مداه إلى 2500 كم بحد أقصى. ويمكن تعديل القاذفة Tu-95 بحيث تحمل ثمانية صواريخ كروز Kh-101 تطلق جواً ويتراوح مداها ما بين 2500 و2800 كم.
«إنجلز-2 «

ووفق تقرير لموقع «eurasiantimes» الإخباري الهندي، تعد قاعدة إنجلز-2 الروسية الجوية القاعدة العسكرية الاستراتيجية للقذائف الروسية الواقعة على مسافة 700 كم من الحدود الأوكرانية. والأهم من ذلك أن قاعدة إنجلز-2 هي الموقع العملياتيّ الوحيد لروسيا للقاذفة الاستراتيجية Tu-160.

وتستخدم روسيا قاذفات مسلحة بصواريخ كروز بعيدة المدى لمهاجمة المواقع الأوكرانية خارج المجال الجوي الأوكراني لإبقاء طائراتها خارج نطاق أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية. على سبيل المثال، استخدمت روسيا ست قاذفات من طراز Tu-22M3 في يونيو -حزيران لإطلاق نحو 60 صاروخ كروز جواً من بيلاروسيا على الأراضي الأوكرانية، مستهدفة بشكل أساسيّ كييف وتشيرنيهيف وسومي. وفي الوقت نفسه، أصدرت السلطات الأوكرانية تحذيرات من الغارات الجوية في جميع أنحاء البلاد في 1 ديسمبر (كانون الأول) في خضم مخاوف من قصفٍ روسي وشيك واسع النطاق. وأبلغَ يوري إهنات المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية بلده في 30 نوفمبر -تشرين الثاني عن زيادة النشاط الروسي في قاعدة إنجلز-2 الجوية وإمكانية زيادة الضربات الروسية في أوكرانيا.

ومنذ أوائل أكتوبر-تشرين الأول، نفّذَت روسيا باستمرار هجمات صاروخية وأخرى بطائرات دون طيار واسعة النطاق لتدمير شبكة الطاقة الحيوية في أوكرانيا مع حلول فصل الشتاء. وكان آخر هجوم روسي مثيل في 23 نوفمبر -تشرين الثاني، وتضمن إطلاق 67 صاروخ كروز على أوكرانيا، منها 30 صاروخاً استهدفت كييف وحدها، وفقاً لفاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، الذي زعمَ أيضاً أن قوات الدفاع الأوكرانية أسقطت 51 صاروخاً.

وفي جميع عمليات القصف الروسية في أنحاء أوكرانيا منذ أوائل أكتوبر-تشرين الأول، استهدفت الصواريخ والطائرات دون طيار منشآت الطاقة في كل منطقة تقريباً أُطلِقَت فيها. واستيقظ ما يقرب من ستة ملايين شخص في أغلب بقاع أوكرانيا بلا كهرباء في أول يوم رسمي من فصل الشتاء، حسبما صرَّحَ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليلة 30 نوفمبر -تشرين الثاني.

وناشد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا نظراءه في حلف الناتو توفير الأسلحة بشكلٍ أسرع خلال اجتماع لوزراء خارجية الحلف استمر يومين في العاصمة الرومانية بوخارست. وقالَ الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ والمسؤولون الأمريكيون إن المناقشات جارية لتزويد أوكرانيا بدفاعات باتريوت المضادة للطائرات. ورداً على بيان ستولتنبرغ، حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق ديمتري ميدفيديف من أن الناتو سيجعل نفسه “هدفاً مشروعاً” إذا زوّد أوكرانيا بمنظومة صواريخ باتريوت.

حرب عالمية ثالثة
جدير بالذكر أن باتريوت M-104 صاروخ أرض جو متنقل متوسط المدى قادر على الاشتباك مع الطائرات والصواريخ الباليستية والطائرات بلا طيار. وهو نوع معقد وصعب التشغيل، وغالباً ما يتولى تشغيله خبراء مختصون.
لذلك تتردد الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو في تزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت، إذ يخشون أن تحاول روسيا استهداف أنظمة الصواريخ هذه فينتهي بها الأمر إلى قتل أفراد الناتو المسؤولين عن تشغيل وحدات باتريوت. وإذا حدث ذلك، فقد يكون بمنزلة شرارة اندلاع الحرب العالمية الثالثة!