رسخ إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" عام 2021 "عام الخمسين"، جملة من رسائل القيادة الرشيدة التي تستهدف مراكمة الانجازات وترتكز في بلوغ هدفها المنشود الى مبدأ إماراتي في العمل التنموي يقول أن ذروة الإنجاز هو أن تجعل الاحتفال بما تحقق منه في الشوط الأول ، ذخيرة إبداع ابتكاري للشوط الثاني من مسيرة التنمية الشاملة، وأن تُحصّن الإرادة بالإدارة.

ففي اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات 2021، يستحق أن نوثّق باستفاضة، للسنوات الخمسين الأولى من عمر الدولة الاتحادية الفتية: توثيقا للتحديات الجسام وللإنجازات القياسية، التي فيها من تواضع الاعتزاز والثقة بالنفس، بقدر ما فيها من مسؤوليات التأشير على أن القادم سيكون أعمّ بالخير ، ما دام للمسيرة الاتحادية استراتيجية عمل وطنية تتشارك كافة فئات الطيف المجتمعي من مواطنين ومقيمين وقطاع عام وخاص في صياغة آلياتها للخمسين سنة القادمة.

ولتحقيق هذا النموذج التنموي الشامل، الأول من نوعه في التشاركية، جاء اعتماد العام 2021 "عام الخمسين" ليشكل مرحلة جديدة من العمل للنصف الثاني من مئوية الدولة بما يتطلبه من إعادة هندسة لأوراق القوة الوطنية المجرّبة، ابتداء من تهيئة كافة القطاعات لمرحلة ما بعد النفط وبناء اقتصاد معرفي أساسه الإبداع والابتكار والاستثمار في الكفاءات النوعية، وصولاً الى تعزيز منظومة القيم الحضارية القائمة على التعايش والانفتاح والتسامح. في هذا المقام، يلفت النظر درجة الاتساق المنهجي العالية التي ربطت تسلسل تسمية الأعوام الاربعة المتتابعة: من عام زايد /2018 / الى عام التسامح /2019 / الى عام الاستعداد للخمسين /2020 /.ثم عام الخمسين/2021/، ففي ذلك خصوصية للفكر القيادي الرشيد الذي أسس له الباني المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإخوانه بناة الصرح الاتحادي، وأودعوا فيه رسائل إنسانية تتجدد بالتسامح وبشراكات التنمية المستدامة من موقع الريادة والتميز.

لقد كان النصف الأول من مئوية الإمارات ملحمة تحدّ وإنجاز احتلت فيه الدولة موقعها بين الدول العشرين الأوائل على مقاييس القوة الناعمة وكفاءة الأداء الحكومي وتنافسية النمو في القطاعات الاقتصادية كافة.

إن القيادة الرشيدة التي استطاعت تحقيق هذه المعجزة، ونجحت في أن تصنع للإمارات بصمتها الخاصة في ظروف إقليمية ودولية كانت شائكة بكل المعايير، يحقّ لها أن تطمح للارتقاء بهذه الدولة الفتية الى سوّية الدول الأوائل في مراتب التنمية المستدامة وجودة الحياة والقوة الناعمة ما دامت تمتلك الرؤية والإرادة مع الإدارة والشباب المتجدد في كفاءة المنافسة وتصنيع المستقبل.

يشار الى أن الإعلان عن اعتماد العام 2021 "عام الخمسين" ساهم في رفع سقف الطموح واستهلال فصل جديد في كتاب الريادة والمجتمعية والتنموية ،والذي أثراه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" و صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، برؤية قيادية رشيدة مستكملة لعناصر الشراكة الوطنية في بناء الخطة التنموية الشاملة للنصف الثاني من مئوية الملحمة الاتحادية.