في حوار اتسم بالصراحة والشفافية

عبد الله الشريقي: مقولة المغفور له الشيخ زايد «أعطوني زراعة...أضمن لكم حضارة » وراء عشقي للزراعة

عبد الله الشريقي: مقولة المغفور له الشيخ زايد «أعطوني زراعة...أضمن لكم حضارة » وراء عشقي للزراعة

• إنتاج مزارعنا المحلية تضاهي المحاصيل المستوردة
• نجح ولأول مرة في زراعة التين والطماطم تُزرع بجبال لبنان وزنة الواحدة كيلو و750 جراما
• المطلوب: الدعم وتقنين الاستيراد والأولوية لتسويق المنتج المحلي


جاءت شهرة مزارع إمارة رأس الخيمة ، لكونها تضم عدداً كبيراً من المزارع ، حيث تضم الإمارة نحو 4 آلاف مزرعة أغلبها مزارع نخيل ، فيما مزارع الخضراوات تُعد قلة من بين هذا العدد ، وتنتشر تلك المزارع ما بين مناطق آذن، وخولة، وخت، وشمل، وشعم، والدقداقة، والحمرانية ، وتُعد الأخيرة أكثر المناطق التي تضم مزارع ، ومنها مزرعة رئيس الجمعية الزراعية برأس الخيمة عبد الله خلفان الشريقي وأبنائه ، والتي تُعد الأكبر مساحة كماُ ونوعاً ، إذ تُزرع بها أنواع من الخضراوات والفواكه ، وعلى هامش الخضراوات والفواكه لم ينس الشريقي أن يجاورها بمزارع للدواجن بهدف الاكتفاء الذاتي ، وقد كان لنا مع عبد الله الشريقي لقاء تحدث فيه حول عشقه للزراعة منذ صباه إلى أن تولى مهام مسؤوليات قيادية بوزارة الزراعة في الثمانينيات، وأجرى حينها ولا يزال العديد من التجارب ، مستخدما أحدث الطرق والتقنيات الحديثة في الزراعة ، ولم يكن عشق الشريقي للزراعة يآت من فراغ ، بل توارثه أباً عن جداً وزرعه في أولاده وأحفاده ، وكان دائما يتصدر تصريحاته وحواراته بالمجالس ، بمقولة خالدة للأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جعلت منها القيادة الحكيمة منهجاً ، " أعطوني زراعة......أضمن لكم حضارة " ، لافتاً إلى أنه كان هناك ومع بداية الاتحاد نحو 7 آلاف مزرعة متفرقة على مستوى الدولة ، تضاعف عدد المزارع وبات اليوم لدينا أكثر من 40 ألف مزرعة تمثل مزارع وبيوت مبردة وزراعات صوبات حديثة ومشاريع عملاقة .

تخصصت مزارعي بزراعة الخضراوات
ولقناعة الشريقي كسائر المواطنين والمقيمين داخل الدولة ، وكافة الشعوب والحكام أن  المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان محباً وعاشقاً للزراعة ، ولم يقتصر دور المغفور له على دعم زراعة المحاصيل فقط ، ولكنه أمر أيضا بغرس ما يزيد على 140 مليون شجرة في جميع أنحاء الدولة لمكافحة التصحر ومعالجة قسوة الصحراء ، وأبهر العالم بحنكته القيادية ومقولاته التي ترددت ولازالت تتردد في جميع أنحاء العالم ، فأستحق وبجدارة أن يطلق عليه " حكيم العرب " ، من هنا كان حب وعشق عبد الله الشريقي للزراعة ، حتى بات واحداً من أوائل الأشخاص الذين طوع علمه وخبرته بالزراعة كمسؤول وقيادي سابق في وزارة الزراعة واستغلهما أفضل استغلال ، بالانتقال من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية قبل سنوات ، وسوق إنتاج مزارعه العضوي في مختلف منافذ البيع على مستوى الدولة ، نتيجة لجودة المنتج وتميزه وأسعاره المعقولة التي تبرز نتاج أرض الإمارات وما فيها من خيرات ، وفي حوار مفتوح اتسم بالصراحة والشفافية وهذا ما عهدناه مع عبد الله خلفان الشريقي ، تحدث قائلاً: تخصصت مزارعي بزراعة الخضراوات التي كانت تُعرف فيما مضى أنها موسمية ، ولكنني استطعت أن أطورها مستخدماً أحدث التقنيات فباتت الزراعة على مدار العام .

مواجهة شرسة للمنتج المحلي
ويستعرض الشريقي ومن خلال مزرعتيه بمنطقة الحمرانية ، الصعوبات التي تواجهه وتواجه كافة المزارعين فيقول: تشكل قضية ملوحة المياه من الموضوعات المهمة في إمارة رأس الخيمة ، إذ تعد من أصعب التحديات التي تواجه القطاع الزراعي بالإمارات الشمالية ، مستبشراً خيراً بحلول ستشهدها مزارعنا لهذه المشكلة ، متمثلة فيما وعد به المسؤولون أن العام 2022 – 2023  ، سيشهد توصيل مياه مُحلاة سيكون فيها الحل الجذري والعلاج لما نعانيه من وفرة المياه وجودتها للزراعة ، مضيفاً أنه اتجه للبيوت الزراعية المبردة أو ما يُعرف بالـ "صوبات" وإن كانت مُكلفة للغاية ، ويزرع بها أجود الأنواع من الطماطم والخيار والفلفل الرومي والباذنجان والزهر ، ومحاصيل أخرى نطرحها بالسوق ، مشيراً إلى أن البيوت والصوبات الجاهزة تلك صُرف عليها أكثر من 5 ملايين درهم ، فإذا لم يعوض ما صُرف بمعدل سنوي 5% ليغطي مصاريفها ، فلا فائدة من مواصلة المسيرة في هذا القطاع ، لافتاً إلى أن إنتاج مزارعه لا يستوعبها سوق رأس الخيمة ، فعلى سبيل المثال إنتاج مزارعه من الطماطم وحدها يبلغ نحو 20 ألف سلة ، ولذلك فهو يسعى لتسويق إنتاجه بأسواق الإمارات الأخرى ، إلا أن هناك مشكلة تواجهه كما تواجه كافة المزارعين ، وهي مشكلة التسعير والتي  نواجهها سنوياً ، فعلى الرغم أن الإنتاج المحلي " زراعة الإمارات " عالي الجودة ، إلا أننا نواجه منافسة شرسة من إغراق الأسواق بنفس المنتج ، إلا أنه غير محلي ومستورد وبأسعار أقل مما نعرض به إنتاجنا المحلي والذي يفوقه جودة ، مما يؤثر سلباً على تسويق المنتج المحلي .

خسائرمتلاحقة وتوقف مزارع عن نشاطها
ويضيف الشريقي: فكيف لنا أن نبيع إنتاجنا بأقل من تكلفته ، فالطماطم نضطر أن نبيعها لمراكز البيع الكيلو بأقل من درهم فيما تكلفته أزيد عن درهمين ، وكذا الزهرة السلة بها 15 كيلو نبيعها بـ 3 دراهم أو 5 مقارنة بالمنتج المستورد الأقل جودة ، ويباع أحيانا بأقل من أسعارنا مما يدفع العميل إلى شراء الأرخص ، وهناك أمثلة أخرى كثيرة على ذلك ، وترتب على ذلك أننا واجهنا خسارة كبيرة في العام الماضي ، والعام خسارتنا أضعاف العام الماضي ، فلم نجد أسواقاً لعرض منتجاتنا ولم نجد مشترين لإنتاجنا ، وجاءت جائحة كورونا فقضت على كل الآمال في تسويق منتجاتنا ، ودعا المسؤولين أن يدعموهم ويلتفتوا إليهم ، لإنصافهم لمواجهة هذه المتاعب والتحديات ، مقترحاً أننا لا نطالب بكل تأكيد وقف الاستيراد ، فسوق الإمارات سوق مفتوح للجميع من داخل الدولة وخارجها ، ولكننا نطالب بتقنين الاستيراد ، بمعنى في حال وجود المنتج المحلي المماثل بوفرة فالأولوية للمحلي في التسويق ، خاصة وأن منتجنا عالي الجودة ومطابق لكل المواصفات العالمية ، لافتاً إلى أن أصحاب المزارع لم يتركوا باب مسؤول إلا وطرقوه ، ولم يتلقوا إلا وعوداً وعوداً على أمل أن تنفذ تلك الوعود على أرض الواقع دون جدوى ، مؤكداً على أن طلباتهم كلها منصفة لهم ولأصحاب المنتج المستورد ، مؤكدين عدم ممانعتهم في تسعير المنتج المحلي دون مغالاة ، فقط المفاضلة والإنصاف وتشجيع المنتج المحلي الوطني ، فهو مفخرة لنا أن نرى عبارة " زُرع بالإمارات " أو " إنتاج مزارع الإمارات " ، ولذا ينبغي لنا أن نتكاتف جميعنا مسؤولين ومزارعين وأصحاب مزارع ومسوقين ، ونضع نصب أعيننا جميعاً أن المنتج المحلي خط أحمر ، ونحرص جميعاً على أن تكون الأولوية في التسويق لإنتاج مزارع الإمارات ، فليس من المعقول أن يترك الأمر هكذا دون رقيب ونرى كل عام إغلاق مزرعة ووقف إنتاجها لأن أصحابها لم يستطيعوا الصمود أمام خسارتهم المتكررة .
وحول ما يُصرف على المزارع والتربة والسماد والعمالة حتى تخرج لنا إنتاجاً متميزاً ، يقول الشريقي: تُصرف مئات الآلاف على استهلاك الكهرباء والماء ، والبذور ، والأسمدة ، والمبيدات ، وتربة رملية ، ومصاريف أخرى، واتباع أعلى معايير الجودة العالمية في الزراعة ، ناهيك عن العمالة والتي تكلفني شهرياً نحو 50 ألف درهم ، فإذا استمر الوضع على هذا الحال لا أتوقع أننا سنصمد ، مؤكدا أنه لا ينظر للمربح وإنما تغطية المصاريف فقط ، مشيراً إلى أنه لا يبخل على مزرعته بأي شي يضيف إليها إنتاجاً متميزاً ، فقد تم شراء نوع من أنواع النحل " الرنان " من هولندا ، يساعد على عملية التلقيح ، ويعطي إنتاجاً عالياً للمزارع كبديل عن رش المبيدات .

الاتجاه للفاكهة والبداية بـ 5 آلاف شجرة تين وطماطم تُزرع لأول مرة
وأشار الشريقي إلى ما تنتجه مزارعه من ثمار الطماطم التي تُعرف بالـ " تسلقية " والتي تمتد الشتلة إلى 12 متراً ، مما يضطر معها إلى عمل فرشة أرضية من سعف النخيل ليمتد عليه المنتج حفاظاً عليه ، كذلك هناك منتج جديد من الطماطم  يُزرع في جبال لبنان ، تم زراعته لأول مرة بمزارعي ، وقمت بزراعة بيتاً واحداً مستخدماً سماداً عضوياً متميزاً ، وكان المنتج يفوق التوقع ويباع شبيهه بالأسواق والمراكز الكبيرة سعر الكيلو الواحد منه ما بين 30- 40 درهماً ، ويصل وزن حبة الطماطم من نصف كيلو إلى كيلو و750 جراماً ، ولذا أفكر في التوسع في زراعته ، شريطة أن أطمئن أن السوق سوف يستوعبه ولا أضطر إلى إهداء المنتج بالكامل هنا وهناك ، وأتحدى به أي منتج شبيه يتم استيراده من خارج الدولة ، كذلك قمت مؤخراً بزراعة نوع من الخضراوات الـ " اورجانيك organic " مستخدماً أسمدة عضوية وأسماكاً ، عالي الجودة .
وحول التفكير للاتجاه لزراعة الفاكهة كبديل عن الخضراوات ، يقول الشريقي: زراعة الفاكهة مُكلفة جداً ، إلا أني توجهت مؤخراً لزراعة فاكهة التين وزرعت منها 5 آلاف شجرة العام 2021 ، وسيزيد العدد إلى 10 آلاف شجرة تين في العام 2023 ، وآمل أن يكون الإنتاج مثمراً ، وإن كان قصدي من زراعته ليس التسويق له ، بقدر ما أطرح للمتسوق برأس الخيمة التعرف على منتج لفاكهة محلية ، طامعاً في المستقبل التوسع والتسويق لكافة إمارات الدولة ، ويبقى الأمل معلقاً في المساعدة والدعم وإلا فالمشكلة سواء للفاكهة أو الخضراوات ستظل قائمة .

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot