قال سعادة إبراهيم عبيد الزعابي مدير عام هيئة التأمين إن دولة الإمارات أثبتت قدرتها وكفاءتها العالية في مواجهة تداعيات أزمة كورونا “ كوفيد - 19” ما مكنها من صياغة خارطة طريق لاستشراف المستقبل والخروج بمكاسب عديدة تعزز من مكانتها إقليميا وعالميا.

وأضاف الزعابي خلال كلمته الافتتاحية للملتقى الافتراضي حول استشراف مستقبل التأمين بعد أزمة كوفيد-19 الذي نظمته هيئة التأمين أن قطاع التأمين بالدولة أثبت نجاحه في التعامل مع أزمة كورونا إذ عملت هيئة التأمين على ضمان استمرارية ممارسه الأعمال على مستوى القطاع و العمل على تقليل تداعيات فيروس كورونا من خلال إطلاق عدد من الحزم التحفيزية لقطاع التأمين بالتزامن مع بداية انتشار فيروس كورونا بالعالم.

و أشار إلى أن تفعيل خطة الطوارئ والأزمات من قبل الهيئة وشركات التأمين ساهم في الحد من تداعيات الأزمة على القطاع وساعد على ابتكار منتجات تأمينية جديدة بما يتناسب مع التغير في المخاطر. شارك في الملتقى الذي عقد اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد نخبة من المتحدثين و صناع القرار من الاتحادات والمنظمات الإقليمية والعالمية إلى جانب ممثلين عن شركات التأمين المحلية والعالمية وذلك لاستشراف مستقبل قطاع التأمين ورصد جهود دولة الإمارات في مجال استشرافه و الاستعداد للمستقبل وترجمة التوجيهات لمواجهة التحديات كافة بأساليب علمية وخطط متطورة وحديثة.

و أكد مدير عام هيئة التأمين أن أهمية صناعة التأمين ظهرت خلال أزمة كورونا، وذلك من خلال الدور الحيوي الذي قام به قطاع التأمين خاصة في فرع التأمين الصحي إذ كشفت المُؤشرات عن سداد شركات التأمين بالدولة لمطالبات متعلقة بفيروس كورونا بما مجموعه حوالي “134” مليون درهم حتى نهاية يوليو من عام 2020 في حين أشارت نتائج عمليات قطاع التأمين خلال فترة أزمة فيروس كورونا إلى جودة الملاءة المالية لشركات التأمين وتوافر السيولة اللازمة لسداد أي تعويضات مُحتملة ناتجة من تداعيات فيروس كورونا على المدي القصير.

و أضاف الزعابي أن قطاع التأمين في الدولة يقوم بدور حيوي في ضمان الأفراد والممتلكات ضد المخاطر المختلفة إذ يواصل نموه وتطوره ليصل إجمالي الأقساط المكتتبة إلى 44 مليار درهم و حجم الاستثمارات إلى حوالي 69 مليار درهم عام 2019.
و أوضح الزعابي أن العالم لا يزال يشهد تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد “ كوفيد -19” و التي لم تقتصر على الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية فحسب بل امتدت إلى جميع جوانب الأعمال والحياة.

و نوه إلى أنه في الوقت الذي باتت فيه أزمة “كورونا” تفرض نظماً وأساليب ومفاهيم جديدة في الحياة والأعمال في محاولة للتكيف مع الواقع الجديد، فإنها فرضت تحديات جمة في جميع المجالات والقطاعات، ومنها بشكل أساسي في قطاع التأمين الذي يحظى بأهمية كبيرة كونه يمثل أداة لنقل الأخطار خلال الأزمات.

و أشار الزعابي إلى أن المؤتمر يأتي كخطوة استباقية لمناقشة القضايا والتحديات المرتبطة بهذه الأزمة وغيرها والتوجهات والتداعيات المستقبلية، وتحليل آثارها، ووضع الحلول المبتكرة لها لتعزيز استدامة نمو هذا القطاع موضحا أن مرحلة ما بعد كوفيد-19 لن تكون كما قبلها وهو ما يتطلب من المنظمات والهيئات الاشرافية والرقابية على أعمال التأمين وضع الاستراتيجيات واعداد النظم القانونية والتنظيمية والمتطلبات الفنية والتشغيلية التي تناسب المرحلة الجديدة.