تونس.. النيران تلتهم الغابات والمحاصيل و «تطرد السكان»

عشرات القتلى في حرائق عنيفة تكتسح شمال وشرق الجزائر

عشرات القتلى في حرائق عنيفة تكتسح شمال وشرق الجزائر

تزامنا مع موجة الحرارة القياسية التي تشهدها تونس، اندلعت شمالي البلاد 7 حرائق في مرتفعات محافظات جندوبة وباجة وسليانة وبنزرت، حسبما أكد الدفاع المدني.
ووصلت النيران إلى مناطق سكنية متاخمة للجبال، وأتت على مساحات شاسعة من الغابات ومحاصيل عدد من مزارع الأشجار المثمرة، كما أتلفت مشاريع بالمنطقة وسببت الضرر لعدد من المنازل. أوضح الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني معز تريعه في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن:
 
الحرائق اندلعت في مرتفعات قريبة من التجمعات السكنية واقتربت من مطار طبرقة.
أفراد الدفاع المدني يعملون منذ الخميس على منعها من الوصول إلى المنازل، وعلى إجلاء العائلات برا وبحرا وإيوائهم في المدارس والمنشآت العامة بصفة مؤقتة.
الدفاع المدني نجح في السيطرة على حرائق جبال ملولة المتاخمة للمنطقة الحدودية مع الجزائر في محافظة جندوبة.
تم إخماد الجيوب النارية في غابات وشتاتة من محافظة باجة، والسيطرة على الحرائق بنسبة متقدمة، خاصة مع منح الأولوية القصوى في تدخل الدفاع المدني لإجلاء السكان وحماية المنازل.
صباح الثلاثاء شهد اندلاع حرائق جديدة في جبل المرقب بمحافظة سليانة، ويظل الخطر قائما لتوسعها إلى مناطق مجاورة.
العمل جار على تأمين المواطنين، بمراقبة المناطق السكنية والعمل على إجلاء قاطنيها إن لزم الأمر.
تونس لم تحظ بمساعدات دولية لإطفاء الحرائق، وجهود الدفاع المدني نجحت في السيطرة على الكارثة بعد استنفار كل الإمكانيات من أجل تطويق الحرائق رغم سرعة الرياح.
 
الجزائر
بعد أن دمرت عددًا كبيراً من المنازل والمتاجر، ما زال رجال الإطفاء يكافحون الثلاثاء لإخماد الحرائق العنيفة التي ضربت شمال وشرق الجزائر وتسببت في مقتل 34 شخصًا على الأقل بينهم عشرة جنود منذ الأحد.
وقال كريم بلحفسي مسؤول الإعلام في الحماية المدنية الثلاثاء “حتى الثامنة والنصف صباح اليوم (07:30 ت غ)، لم يتبق سوى 15 حريقًا من بين 97 حريقًا تم الإعلان عنها”. ومن بين تلك المستعرة حريقان في بجاية، الولاية الأكثر تضررًا من الحرائق.
وأضاف أن وزارة الداخلية ستنشر قريباً بياناً تعلن فيه إخماد كافة الحرائق التي اندلعت في أكثر من 15 ولاية، لا سيما البويرة وجيجل وبجاية، وهي مناطق تضررت بالفعل في العامين الماضيين بسبب حرائق خطيرة أودت بحياة ما يقرب من 130 شخصًا.
وقالت وزارة الدفاع، إن الجنود العشرة الذين قضوا جراء الحرائق حوصروا بالنيران أثناء إجلائهم من بني كسيلة في منطقة بجاية برفقة سكان القرى المجاورة.
وبالإضافة إلى حصيلة القتلى، تحدث والي بجابة عن وجود إصابات لم يتم تحديد عددها ولكن بعضها ناجم عن حروق خطيرة.
واستدعى الوضع إجلاء أكثر من 1500 شخص من بعض القرى مع اقتراب الحرائق من منازلهم. كما دمرت النيران منتجعات ساحلية تعد مقاصد سياحية في الصيف. والقرى المتضررة التي يقع الكثير منها في منطقة القبائل الجبلية، تحيط بها غابات كثيفة وتتعرض لموجة حر شديد منذ أسابيع سجلت 48 درجة مئوية الاثنين. تسببت موجة الحر بجفاف الغطاء النباتي وجعلته أكثر عرضة لاندلاع الحرائق التي اشتعلت بفعل الرياح العاتية، بحسب شهادات مختلفة نقلتها وسائل الإعلام المحلية.
وفي تونس المجاورة، اندلعت في طبرقة الحدودية في الشمال الغربي حرائق خطيرة الاثنين في منطقة دمرتها النيران الأسبوع السابق.
وتمكن فريق تابع لوكالة فرانس برس من رصد أضرار كبيرة وتابع تدخل مروحيات وقاذفات مياه. ونُقل أكثر من 300 من سكان قرية ملولة إلى مناطق أكثر أمانًا عن طريق البحر وغادر آخرون المنطقة برا.
في آب/أغسطس 2022، أودت حرائق هائلة بحياة 37 شخصًا في ولاية الطارف في شمال شرق الجزائر. لكن صيف 2021 سجل أكبر حصيلة للقتلى خلال عقود عندما لقي أكثر من 90 شخصًا حتفهم في الحرائق التي دمرت الشمال، ولا سيما منطقة القبائل.
أظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام محلية حقولاً وأراضي مشتعلة وسيارات متفحمة وواجهات متاجر محترقة. وروى شهود كيف اندلعت ألسنة اللهب فجأة. وبعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الإثنين بتعازيه إلى أهالي الضحايا.
وقالت السلطات إن أكثر من 8000 من عناصر الحماية المدنية و525 شاحنة من مختلف الأحجام تدخلت لمكافحة النيران إلى جانب طائرات الإطفاء والمروحيات التي استؤجرت مؤخرًا بالإضافة إلى قاذفة ذات قدرة عالية لإلقاء المياه على الحرائق. ودعت وزارة الداخلية المواطنين إلى “تجنب المناطق المتضررة واستخدام الأرقام المجانية المتاحة للإبلاغ” عن الحرائق.
وأمر النائب العام في بجاية بفتح تحقيقات أولية للوقوف على أسباب الحرائق وتحديد الفاعلين.
 
صيف حارق
كل صيف، يشهد شمال الجزائر وشرقها حرائق تكتسح الغابات والأراضي الزراعية، وهي ظاهرة تتفاقم من سنة إلى أخرى بتأثير تغير المناخ الذي يؤدي إلى الجفاف وموجات الحر.
لتجنب تكرار سيناريو 2021 و2022، عملت السلطات على تعبئة مواردها مع اقتراب فصل الصيف.
في نهاية نيسان/أبريل، أمر الرئيس تبون بشراء ستّ طائرات قاذفة للماء متوسطة الحجم وتقديم طلبات عروض للشركات الناشئة لتوفير طائرات مسيّرة تستخدم في مراقبة الغطاء الحرجي. ثم في أيار/مايو، أعلنت وزارة الداخلية عن اقتناء وشيك لطائرة قاذفة للماء، وتأجير ست طائرات أخرى من شركة أميركية جنوبية مع فرقها الفنية، وأعلنت طلب العروض لشراء ست قاذفات للماء متوسطة الحجم.
كما هيأت السلطات مواقع لهبوط المروحيات في عشر ولايات.
وقدمت الجزائر أيضا طلبية إلى روسيا لشراء أربع طائرات قاذفة للماء، لكن تسليمها تأخر بسبب “تداعيات الأزمة في أوكرانيا».
 
اليونان
تستعد اليونان لموجة قيظ جديدة وسط توقعات ببلوغ الحرارة 44 درجة مئوية، في وقت تواصل حرائق الغابات التهام مساحات من جزر رودوس وكورفو وإيفيا وفق السلطات.
وتجتاح حرائق أخرى الجزائر المطلة هي أيضًا على المتوسط المعرّض بشكل خاص لظاهرة الاحترار المناخي. وأدّت هذه الحرائق التي أججتها رياح قوية إلى وفاة 34 شخصًا على الأقلّ.
في فرنسا، وضعت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية مقاطعة بوش-دو-رون (جنوب شرق) في أعلى مستوى من التأهب. وقالت المصلحة “تجعل الأحوال الجوية خطر اندلاع حرائق الغابات والنباتات وانتشارها مرتفعًا جدًا بالنسبة لمعدلات فصل الصيف».
في العاصمة اليونانية، يتوقع أن تبلغ الحرارة الثلاثاء 41 درجة مئوية، و44 درجة في وسط البلاد، بحسب هيئة الأرصاد الجوية.
وأكد خبراء الأرصاد أن اليونان تشهد إحدى أطول موجات القيظ في الأعوام الأخيرة، وإن بقيت الحرارة دون مستواها القياسي التاريخي (48 درجة).
وسجّلت منطقة غيثيو في شبه جزيرة بيلوبونيز بجنوب اليونان حرارة بلغت 46,4 درجة مئوية الأحد.
ورفعت السلطات اليونانية مستوى الانذار في مناطق عدة من البلاد الى “الأحمر” الثلاثاء، ما يعني “خطرا بالغا” من اندلاع حرائق غابات.
وتسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية التي بلغت سرعتها أحيانًا 60 كيلومترًا بالساعة في بحر إيجه إلى حرائق هائلة مستمرة منذ ثمانية أيام.
واجتاحت الحرائق جزرًا تعد مقاصد سياحية شهيرة مثل جزيرة رودوس قبالة السواحل التركية، وجزيرة كورفو في البحر الأيوني، في ظلّ موسم سياحي حافل بالحجوزات في الفنادق.
على بعد مئة كيلومتر تقريبًا من أثينا، التهمت النيران جنوب جزيرة إيفيا الكبيرة بعد عامين من حرائق دمّرت الجزء الشمالي من الجزيرة. الاثنين، أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن البلد “في حالة حرب على الحرائق” وأن أمام اليونان “ثلاثة أيام صعبة».
 
إيطاليا
ضربت عواصف رعدية عنيفة شمال إيطاليا حيث لقيت فتاة حتفها، بينما أدت الحرائق في صقلية إلى إغلاق مطار باليرمو الثلاثاء.
هبت فجر الثلاثاء رياح عاتية وهطلت أمطار غزيرة وزخات من البرد على مدينة ميلانو، العاصمة الاقتصادية للبلاد، فغمرت المياه الشوارع وسقطت الأشجار على الطرق.
وقالت شركة النقل العام إن أضرارًا جسيمة لحقت بشبكة الكهرباء، في حين أشار صحافي في وكالة فرانس برس إلى انقطاع مؤقت في المياه في المركز التاريخي للمدينة.
في منطقة بريشيا في الشمال، قُتلت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا عندما سقطت شجرة على خيمتها في مخيم للكشافة، حسبما أفادت وكالات الأنباء.
وقام رجال الإطفاء بإجلاء أعضاء المجموعة الآخرين إلى صالة ألعاب رياضية قريبة.
إلى جانب سوء الأحوال الجوية الذي يضرب شمال البلاد، يتأثر الجنوب بموجة حرّ مع تسجيل 47,6 درجة مئوية الاثنين في كاتانيا بصقلية، وفقًا للحماية المدنية.
وكافح رجال الإطفاء في صقلية خلال الليل عدة حرائق وصل أحدها إلى موقع قريب من مطار باليرمو الذي أغلق عدة ساعات في الصباح. كما تأثرت حركة النقل بالسكك الحديد بهذه الحرائق.
 
قبرص
أخمد رجال الإطفاء القبارصة حريقا أتى على حوالى 20 هكتارا من الغابات وسط إحدى أطول موجات الحر في تاريخ الجزيرة، كما أعلن مسؤولون الثلاثاء.
كان ذلك أسوأ حريق واجهته قبرص هذا الصيف في وقت تبقى الحرارة بمستوى 40 درجة مئوية أو أعلى منذ 12 تموز/يوليو.
أظهرت بيانات مكتب الأرصاد الجوية ان هذه الموجة قد تكون الأطول في تاريخ الجزيرة الحديث حيث يرتقب ان تبقى الحرارة أعلى من 40 درجة مئوية خلال الأسبوع.
وقال مسؤول إدارة الغابات جورج كونستاتينو إن الحريق الذي اندلع مساء الاثنين في منطقة إليتزيس النائية وغير المأهولة في الجبال الوسطى الحرجية بالجزيرة، تمت السيطرة عليه بعد جهود استمرت طوال الليل.
انتشر أكثر من مئة عنصر إطفاء، وعشرات المركبات وسبع طائرات لمنع امتداد الحريق الى غابة بافوس التي تتضمن بعض أكبر أشجار الأرز في الجزيرة وكذلك أشجار الصنوبر والبلوط.