عبدالله بن زايد يستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية تركمانستان
مسلسل سوري قصير يتناول الأطفال ودور الأيتام والتحرش والاغتصاب
"عقد إلحاق"... يسلط الضوء على دور الصحة النفسية التي أعطبها البشر
قرّرت شركة بنتالنس للإنتاج صناعة عمل سوري قصير، لتغامر فيه وتبيعه لمنصات العرض في الوقت الذي يبتعد فيه عدد من المنصات عن شراء الأعمال السورية القصيرة، لكن بعد سنتين من المفاوضات، بيع مسلسل "عقد إلحاق" أخيراً لمنصة Viu. ورغم أن المنصة محدودة الانتشار، فإن العمل كالعادة سُرّب على "تليغرام"، ووصل للجمهور وحقق حالة شعبية لم نشاهدها ربما منذ عرض مسلسل "قيد مجهول".. الفضل في ذلك يعود إلى أبطال الحكاية أولاً، وهم دانا مارديني، ومهيار خضور، ونانسي خوري، وسمر سامي، وصباح الجزائري، وحسن عويتي، وقمر خلف. العمل من إخراج الشاب ورد حيدر في أولى تجاربه التلفزيونية.
حكاية "عقد إلحاق" برمّتها قائمة على مجموعة عوامل نفسية، تبدأ مع ريما بطلة الحكاية التي تعيش في ميتم بعدما رُميت فيه وهي طفلة لعدم معرفة من هما والداها، كما ارتُكبت بحقّها جريمة اغتصاب طفلة. هكذا، تخوض ريما صراعاً حادّاً كي تخفي ما جرى معها داخل الدار الذي تعاني فيه من مشكلات أخرى من سوء معاملة وبيئة غير سوية.تكبر ريما بين أحضان أم تتبناها بعقد إلحاق، لنجدها في بيئة صحية، لكنها ما زالت تستذكر ما جرى لها. تعمل في الرسم والنحت كما والدتها، وتخلق من خلال لوحاتها عالمها الخاص. ترسم وجوهاً، وتُنجز منحوتات، لتجد نفسها متورطة مع عصابة لبيع الآثار تطلب منها أن تصنع منحوتة شبيهة بلوحة أثرية، وتلاحقها مع صديقتها لمى (نانسي خوري).
في خضم كل هذا، تعيش ريما قصة حب مع جاد (مهيار خضور)، الذي يتورط بتهريب البشر من سورية عبر البحر، ويموت بسببه بعض الأشخاص. وهنا يجد نفسه متورطاً بإزهاق أرواح وبحب ريما التي يرفضها أهله.بعد عدة صراعات بين ريما وكل ما يجري حولها، نجدها تتخيل كل هذا، ليتبين أنها مريضة بالفصام والذهان معاً. تخلق عالمها الخاص وتعيش فيه ولا أحد يعرف بذلك سوى هي. فلا توجد لمى ولا عصابة. يكتشف ذلك جاد حبيبها، وشقيقتها بالتبني، ليبدآ معها مرحلة العلاج. تتزوج من جاد الذي يضحي من أجلها، وتنتهي الحكاية بصعقة كبيرة للجمهور لم يكن يتوقعها.
أداء الممثلين كان لافتاً، فلعبت دانا مارديني دوراً مميزاً، وقدمت الشخصية بإقناع واضح. أيضاً، لا بدّ من الثناء على أدوار كل من سمر سامي وصباح الجزائري ونانسي خوري وحسن عويتي.
القصة لا تخلو من البرود في البدايات، لكن حرارتها ترتفع بالتدريج حتى تُحَل العقدة في النهاية بطريقة مشوقة. "عقد إلحاق" يضيء على عوامل عدة مهمة، أبرزها أطفال دور الأيتام، وحالات التحرش والاغتصاب التي قد يتعرض الأطفال لها، عدا عن دور الصحة النفسية التي أعطبها البشر، متمثلةً قصص هؤلاء الضحايا بشخصية ريما التي لاقت ما لاقته من ويلات في الطفولة، عدا عن الأداء المميز لجميع الشخصيات، حتى لو كان بعضها على الحياد ويمكن حذفه من المسلسل من دون أن يؤثر في الحكاية نفسها.
كما أن الأطفال الذين لعبوا الأدوار كان أداؤهم غاية في الإتقان وأبرز من النجوم في بعض الأماكن.أعاد العمل للدراما السورية بريقاً ما كان حاضراً في مسلسلات سابقة، رغم أن العمل لا يخلو من الآكشن والعامل النفسي، إلا أن الحكاية باتت حاضرة بقوة من دون إسفاف أو مبالغة، فظهرت بصيغة إنسانية لافتة يمكنها التأثير في المشاهد، ليستخلص منها دروساً وعبرة ومتعة.