علماء يكشفون سبب فقدان حاسة الشم عند الإصابة بكورونا

علماء يكشفون سبب فقدان حاسة الشم عند الإصابة بكورونا

تمكن علماء أمريكيون من اكتشاف سبب فقدان العديد من المصابين بفيروس كورونا حاسة الشم بشكل مؤقت. فهل يمهد ذلك الطريق أمام إيجاد علاج للعدوى؟
أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد أضحت معروفة حول العالم، ومن أشهرها السعال الجاف، الحمى وصعوبة التنفس في الحالات المرضية الشديدة. غير أن المزيد من المرضى باتوا يشتكون من أعراض أخرى غير عادية، مثل فقدان حاسة الشم والتذوق. وعلى عكس الالتهابات التي تحدث عند الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، يفقد المصابون بكورونا قدرتهم على الشم بشكل مؤقت وقد يستمر ذلك عدة أيام.
وبحسب الموقع الطبي الألماني "Pharmazeutische Zeitung" فإن حوالي 85 بالمائة من الأشخاص المصابين بكوفيدـ19 يقولون إنهم يعانون -إلى جانب الأعراض المذكورة الأخرى- من اضطرابات في حاسة الشم، والتي يمكن أن تتراوح من نقص حاد إلى فقدان كامل لحاسة الشم قد يستمر عدة أيام.
وتوصل علماء أمريكيون من جامعة جونز هوبكنزالأمريكية إلى أن دراسة أنسجة الأنف ربما تساعد في تطوير علاجات جديدة لفيروس كورونا، من خلال تفسير كيف يفقد الأشخاص المصابون بالفيروس حاسة الشم، وفق ما نشرت مجلة "European Respiratory Journal"
وأجرى العلماء دراسة على الأنسجة الأنفية التي تم انتزاعها من 23 مريضاً خضعوا لجراحات. وبدا من الأنسجة أن كورونا يمكن أن يسبب فقداناً شديداً لحاسة الشم في غياب أعراض أخرى. كما عثر العلماء على مستوى مرتفع من إنزيم ACE-2 (الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2) داخل الأنسجة الأنفية للمصابين، وبذلك ذهبوا إلى استنتاج أنه يمكن أن تكون هذه الأنسجة "نقطة دخول" الفيروس إلى خلايا جسم الشخص المصاب.
وتم العثور على الإنزيم بتركيزات كبيرة في الخلايا التي تبطن "الظهارة الشمية" فقط، وهي المنطقة التي تقع خلف الأنف والتي تكشف الروائح. وقال مينجفي تشين، الباحث المشارك بكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية: "ترجح هذه النتائج أن هذه المنطقة من الأنف يمكن أن تكون  النقطة التي يدخل منها الفيروس إلى الجسم".

خيار محتمل لعلاج العدوى؟
وفي حديث لمجلة "European Respiratory Journal"، قال العلماء إن نتائج أبحاثهم هذه يمكن أن تمهد لطريقة جديدة جديدة تساعد في التوصل إلى علاج للمصابين من كوفيدـ19. من جهته  قال الباحث المشارك، أندرو لين، إن فريق جونز هوبكنز يدرس "ما إذا كان الفيروس يستخدم تلك الخلايا بالفعل لدخول الجسم وإصابته"، وأضاف: "إذا كان الأمر كذلك، ربما نكون قادرين على معالجة العدوى بعلاجات مضادة للفيروسات يتم تعاطيها من خلال الأنف مباشرة".
أستاذ طب الرئة ومدير قسم الأمراض الرئوية والأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة هانوفر الألمانية، توبياس فيلته، والذي لم يشارك في الدراسة، أثنى على الدراسة الجديدة والتي وصفها بـ" الذكية"، وقال إنها تفسر فقدان حاسة الشم لدى المصابين وتتيح أيضاً خيارات علاجية جديدة. بيد أن الطبيب الألماني يرى أنه يجب إجراء المزيد من الأبحاث والفحوصات في هذا الشأن.