واشنطن تكشف: 60 % من سرقة المعلومات خلفها شركات صينية
عمل منظم خلف الكواليس.. ظل الصين يتغلغل في أميركا
بين الصين وأميركا خلافات عدة وملفات متنوعة صعدت التوتر خلال الأشهر الماضية، إلا أن اتهامات التجسس رفعت حدة هذا الخلاف بين القوتين الاقتصاديتين الكبيرتين في الساعات الماضية.
وأعلنت وزارة العدل الأميركية اعتقال 3 مواطنين صينيين من حاملي التأشيرات الأميركية، مضيفة أن البحث جارٍ عن رابع، للاشتباه بصلاتهم السرية بالجيش الصيني.
كما اتهمت المعتقلين الثلاثة والمواطن الصيني الرابع الذي لجأ إلى القنصلية الصينية في سان فرانسيسكو، بالاحتيال أثناء حصولهم على التأشيرات الأميركية، حيث قدموا أنفسهم كباحثين وأخفوا انتماءهم للجيش الصيني، حسب السلطات الأميركية.
وأطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي حملة لاستجواب المواطنين الصينيين الحاملين للتأشيرات الأميركية في الولايات المتحدة، الذين يعتقد بصلاتهم بالجيش الصيني، بحسب ما أفادت رويترز.
وقال مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جون براون في بيان له مساء الخميس، إن المكتب “اكتشف من خلال استجواب أفراد جيش التحرير الشعبي الصيني في أكثر من 25 مدينة بمختلف أنحاء الولايات المتحدة، عملا منظما لإخفاء صلاتهم الحقيقية من أجل الاستفادة من الولايات المتحدة والشعب الأميركي». يأتي ذلك ليزيد الخلاف ويعمق الشرخ بين البلدين، لا سيما بعيد قرار واشنطن إغلاق القنصلية الصينية في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وفرض قيود على دخول الصينيين للأراضي الأميركية، الذي ردت عليه الصين، الجمعة، بإغلاق القنصلية الأميركية في مدينة شينغدو الصينية.
وكانت باحثة صينية، مشتبها بها في حيازة تأشيرة مزورة والتعامل خفية مع الجيش الصيني “هربت إلى قنصلية بلادها في مدينة سان فرانسيسكو”، بحسب ما ورد في مذكرات للادعاء الأميركي، تضمنت أيضا أن باحثين صينيين آخرين في الولايات المتحدة ألقي القبض عليهم لحيازتهم تأشيرات إقامة مزورة، وأن هذه “ليست حالة منفصلة، إنما تبدو جزءا من برنامج يديره جيش التحرير الشعبي الصيني، بإرسال باحثين عسكريين إلى الولايات المتحدة منتحلين صفات مزيفة».
وتعيش بكين وواشنطن خلافات متصاعدة، أبرزها هذه الأيام اتهامات التجسس، فرغم إعلان الصين إغلاق قنصلية الولايات المتحدة في مدينة شينغدو الكبيرة بجنوب غربي البلاد، بعد ثلاثة أيام على إغلاق قنصلية الصين في مدينة هيوستن، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية، أن الصين تجاوزت الحدود في مسألة التجسس في القنصليات. وقال “إن 60% من سرقة المعلومات التجارية لها علاقة بشركات صينية”، مشيرا إلى أن علاقة بلاده مع بكين هي تنافس استراتيجي منذ 40 عاما.
كما قال “لقد أبلغنا المسؤولين الصينيين عن سلوكهم المشين و الإجرامي”، مشيرا إلى أن “العلاقة الدبلوماسية لم تكن متكافئة.. ما هو مسموح لهم غير مسموح لنا». من جانبه، أكد مسؤول في وزارة العدل أن قنصلية بكين في هيوستن كانت على اتصال بعملاء صينيين يعملون في مراكز أبحاث في أميركا. وقال إن القنصلية كانت تسمح لمجموعات بملاحقة المعارضين ضد الحزب الشيوعي الصيني على الأراضي الأميركية، مؤكدا أن قرار إغلاقها كان صحيحا “لأن سلوكها لم يعد محتملا”، حسب تعبيره.
يشار إلى أنه لدى الولايات المتحدة سفارة في بكين وخمس قنصليات في خمس مدن أخرى في البر الصيني الرئيسي: شنغهاي وقوانغتشو وتشنغدو وشنيانغ ووهان، كما أن لديها قنصلية في هونغ كونغ.