رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
بعد مرور 11 شهراً على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا
غارديان: الغرب يستغل صفقات الأسلحة الأوكرانية في الضغط على بوتين
بعد مرور 11 شهراً على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لم تفقد هذه الحرب عنصر الصدمة، والأسبوع الماضي، دمرت ضربة صاروخية مبنى سكنياً في دنيبرو، ما أسفر عن مقتل 45 مواطناً.
وتتحدث المملكة المتحدة وفرنسا وحتى ألمانيا المترددة دائماً، عن تزويد أوكرانيا بدبابات غربية، الأمر الذي لم يكن متخيلاً قبل شهر، عندما كان الحلفاء الغربيون منخرطين في لعبة بيروقراطية، لا أحد يرغب في أن يكون الطرف الأول الذي يبادر بإرسال دبابات.
من هذا المنطلق، تتساءل الأستاذة المساعدة في قسم العلوم السياسية بجامعة تورنتو أولغا في مقال بصحيفة “غارديان” بقولها: “إذن ما الذي تغير؟».
وتقول: “يفسر مسؤولون عسكريون بارزون في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التطورات الأخيرة، بوصفها سبيلاً إلى مساعدة أوكرانيا على الفوز في معارك ميدانية أساسية، من شأنها أن تُرغم روسيا على القبول بمفاوضات سلام. ومع أن أوكرانيا كانت تناشد بقوة الغرب ليزودها بأسلحة هجومية منذ بداية الغزو، فما الذي حفّز الداعمون الغربيون على اتخاذ القرار الحاسم الجديد».
الجواب يكمن برأيها في التسلسل الزمني للحرب، وهو مفهوم يعرف في أوساط علماء الردع بأنه “ظل المستقبل».
وبينما امتدت “حرب الأيام الثلاثة” كما خطط لها بوتين إلى أسابيع وأشهر، فإنه تعين على كل طرف إعداد خطة بعيدة المدى، وبعد للتعثر في البداية، تبنى الغرب في نهاية المطاف استراتيجية التصعيد التدريجي التقليدية.
ولفتت إلى أن تصعيد المساعدة العسكرية من صواريخ صغيرة مضادة للدبابات إلى قطع المدفعية، ثم أنظمة باتريوت الدفاعية والدبابات، يشير إلى إستراتيجية تشبه تلك التي تتدرج في زيادة الرهان، بهدف “كسب اليد العليا في لعبة القمار».
الحد من الخسائر
وفي الوقت الذي اجتازت الولايات المتحدة وحلفاؤها “الخطوط الحمر” الروسية الواحد تلو الآخر، فإنهم يبعثون الآن برسالة حول عزمهم على تزويد أوكرانيا بما تحتاجه من دعم لصد الغزو الروسي. والفكرة هي أنه إذا ما اقتنعت روسيا بأنها لن تكون قادرة في نهاية المطاف على تحقيق أهدافها العسكرية، فإن الخيار الأنسب لها سيكون الحد من خسائرها، بدلاً من مواصلة القتال في حرب لن تربحها.
لكن لماذا لا تتراجع روسيا؟ ذلك، لأن بوتين يعمل في سياق مختلف عن القيود المؤسساتية المحلية التي تتحكم بخصومه في الغرب. وبالمقارنة مع قادة ديمقراطيين يبقون في السلطة من طريق كسب دعم مهم من الناخبين، فإن استمرار بوتين في السلطة يأتي فقط عن طريق دعم نخبة من الأشخاص الموثوقين، الذين يعتمد معظمهم عليه للاحتفاظ بمواقعهم الرفيعة في الصناعة والحكومة. وبينما يستهدف هؤلاء بعضهم بعضاً من أجل زيادة نفوذهم، فإنهم يعتمدون على خدمات بوتين للوصول إلى الثروات، وليسوا في موقع من يرفض سياساته، التي ترتبط به مباشرة.
ميزتان مهمتان
ويمنح هذا السياق المؤسساتي الزعيم الروسي ميزتين مهمتين. الأولى هي مؤقتة. ذلك أن بوتين غير المقيد بالمنافسة الإنتخابية، يمكنه أن ينتظر حتى تستبدل النخب الموالية لأوكرانيا في الغرب بأخرى أقل دعماً لكييف.
والميزة الثانية، هي أنه في الوقت الذي ليس مطلوباً من بوتين تقديم حساب للشعب، الذي يتحمل الأعباء المالية للحرب، فإن سياسته يمليها تنافس المصالح ضمن دائرته الداخلية الصغرى.
وهذه النخب العسكرية والإستخباراتية هي مؤيدة للحرب. وبالنسبة إلى هؤلاء، فإن الفوائد الناجمة عن إعادة توحيد الأراضي السوفيتية، تفوق ما يرونه أثماناً مؤقتة. وبعض هذه النخب تصفق لمزيد من التصعيد، كالدعوة إلى تعبئة عسكرية شاملة للمجتمع الروسي.
ويتصرف الغرب وكأنه غير مدرك لهذه الميزة. وحتى لو تم طرد آخر جندي روسي من أوكرانيا، سيظل المسؤولون الروس يطالبون بالأراضي الأوكرانية، ويتبعون ذلك بتهديدات وبإطلاق الصواريخ على فترات متقطعة.
وتعرف أوكرانيا ذلك، رغم أن الداعمين الغربيين لا يزالون يأملون بتسوية تفاوضية، فما تحتاجه أوكرانيا هو استعدادات لمديات بعيدة، وتعزيزاً لعلاقتها مع حلفاء إضافيين، وأن تطور مزيداً من صناعاتها الدفاعية الخاصة. إن الوسيلة الوحيدة التي يمكن أوكرانيا تحقيق السلام بواسطتها هي جمع أكبر كمية من السلاح.