محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
سعيد لاختياري لتقديم شخصية «عارف الدباغ» في «ولاد بديعة»
فادي صبيح: الدراما التلفزيونية تؤثر بالناس بشكل كبير
يتصاعد التشويق والإثارة في مسلسل «ولاد بديعة» ومعهما تتضاعف الانتقادات الموجّهة إليه كما أي عمل فني آخَر.
وفي لقاء مع الفنان فادي صبيح، الذي يقدّم شخصية «عارف الدباغ» في المسلسل، تحدث عن دوره، وعن الانتقادات التي تُوجَّه إليه كما تحدث عن وضع الدراما السورية ومستقبلها، مؤكداً أنه لا يوجد عمل فني بلا عيوب أو أخطاء.
• ما أكثر ما لفتك في دور «عارف الدباغ» الذي تُقدّمه في مسلسل «ولاد بديعة»؟
- الممثل يملك ثقةً بنفسه، ولكن هناك ميل عند الجميع لتقييم الأدوار بالأمتار، أي من مساحة الدور وعدد مَشاهده وفعالية الشخصية. وبالنسبة إليّ، أحبّ الأدوار المهمة والمختلفة وأدوار البطولة، ولكنني أحببتُ أن أتحدى بدوري في المسلسل مع أن عدد مَشاهده لا يتعدى 32 مشهداً. وأكثر ما لفتني إليه أنه من مرحلتين زمنيتين مختلفتين، وهما 50 عاماً في المرحلة الأولى و63 في الثانية، أي عندما يَكبر الأولاد. وقد تساءلتُ قليلاً عن مدى التباين الذي يُمكن أن أقدّمه في هاتين المرحلتين العمريتين مع أنه لا يفصل بينهما إلا 13 عاماً، وهذه الأعوام لا تفرق كثيراً على مستوى ملامح الشخص وإيقاع الشخصية. وأنا سعيد جداً أنه تم اختياري لهذه الشخصية الجميلة والمتعددة البُعد.
كما أن ما أضاف على الدور أن عارف الدباغ يُعاني مرض السرطان في الرئة، والممثل يتكئ عادة على هذه الحالة. وقد أظهرت الحلقات التي تم عرضها أنه يُعاني من السعال نتيجة التدخين وتأثير المواد الكيماوية التي تُستخدم في الدباغة. وقد قلت في أحد المَشاهد لـ أبوالوفا الذي يقدّم شخصيته تيسير ادريس «شايف المصلحة شو غرفت من عمري».
• كيف تفسر تعاطف الناس مع الشخصية مع أنك تقدم دور الرجل الشرير؟
- هذا صحيح، وغالبية الناس يقولون إننا كرهناه ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع ان نكرهه، بل أحببناه. التمثيل مهمة، ومهما كان نوع الدور يجب أن يلعبه الممثل وأن يحبه، ويَقبل به، وإذا لم يحبه يهرب منه. وأعتبر أن نوع الشخصية سواء كانت خيّرة أو شريرة هي مهمة بالنسبة للممثل وعليه أن يكملها على أكمل وجه.
• كيف تنظر إلى الانتقادات التي تُلاحق المسلسل والهجوم الذي يشنّه البعض عليه بسبب بعض المَشاهد؟
- نحن في شهر رمضان المبارك، ولا شك في أنه تتخلل المسلسل بعض المَشاهد المستفزة للناس، وسأسميها مَشاهد دافئة.
لا يوجد عمل من دون عيوب أو أخطاء أو ملاحظات، ولكن في النهاية نحن نركّز على الشكل وتَعاطي الناس وردّ فعلهم. والنجاح الذي يحققه «ولاد بديعة» كلنا نفرح به لأننا، وإن كنا غير متعصبين، فسنقول إنها دراما سورية ولا بد أن يكون فيها ما يَستفز.
• هنا تقصد بكلامك الجرأة في المسلسل؟
- نعم.
• وماذا تقول عن مَشهد إعدام القطط الذي تعرّض أيضاً لانتقادات كثيرة؟
- المُخْرِجة نشرتْ توضيحاً بالنسبة لهذا المشهد، وفيديو يؤكد أنه تم تخدير القطط ولم تمت أي قطة. رشا شربتجي إنسانة تحب وتحترم الحيوانات الأليفة كثيراً، ولكن ليس الجميع مثلها. فأنا مثلاً لا يمكن أن أتحمل كلباً في بيتي ورشا لديها كلب في بيتها وتهتم به منذ 10 سنوات.
• صحيح ان رشا أوضحت الأمر وعرضتْ مَشاهد فيديو من كواليس التصوير وأشارت إلى أن القطط لم تتعرّض للأذى، ولكن المَشهد النهائي الذي رآه غالبية الناس على الشاشة كان مستفزاً وصادماً، حتى ان البعض أشار إلى أنه يشجّع على العنف، فهل كنتَ تفضّل لو أنها استغنتْ عنه؟
- ربما كان الأفضل أن يتم التحدث عن هذا الموضوع من خلال خبرية بمعنى أن القطط ماتت أو أُعدمت، لكن من دون أن يشاهد الناس المشهد على الشاشة. في النهاية لا توجد دراما تتفق مع الجميع.
• هل ترى أن الدراما تؤثر بالناس إلى هذا الحد وتربّي الأجيال على الصح أو الخطأ؟
- لا شك في ذلك، لأن الدراما التلفزيونية تدخل كل البيوت ويشاهدها الأطفال ويتأثّرون بها في لحظة من اللحظات. مهمة الفن طرح كل وجهات النظر، سواء كان هناك اختلاف أو توافق معها، وهذا الأمر جائز ومشروع.
• وهل تتوقع أن تظل نهضة الدراما السورية محصورة في الموسم الرمضاني أم أنها يُمكن أن تنهض أيضاً باقي أشهر السنة؟
- نشأْنا وتربّينا على أن مسلسل رمضان يختلف عن كل الإنتاجات، وأتمنى لو أن هناك شهراً آخر إلى جانب رمضان المبارك يكون موسماً للعروض الدرامية وأن تتولى إحدى المحطات المهمة تقديم مسلسلات من 10 أجزاء سورية، أو خمسة أجزاء لبنانية أو العكس، إفساحاً أمام التنافس بطاقاتها وممثليها ومُخْرِجيها المهمين. وأتمنى أن يتوافر سوق درامي آخَر مهم إلى جانب موسم رمضان الدرامي الذي يَنتظره كل الناس.
• هل هذا يعني أن أعمال المنصات لم تتمكن من منافسة دراما رمضان؟
- في رأيي أن المنصات نواة جيدة تتيح الفرصة أمام الفنان اللبناني أو السوري أو الخليجي كي يرى ما أنجزه خلال 10 أو 5 سنوات مثلاً. وإذا وُجدت منصة سورية يوماً ما وتراكمت فيها أعمالي على مدار سنوات عدة، فلا شك أنني سأشعر بالفخر عدا عن أنها تُشكّل عائداً ومردوداً وجدوى اقتصادية لصاحبها. ولا أفهم في هذه الأمور كثيراً، لكن أصحاب الشأن يعرفونها جيداً. مسلسل «الحشاشين» مثلاً يُعرض بشكل حصري على إحدى المنصات وقناة «دي إم سي».
ولا شك في أن المنصة مشروع طويل الأمد وربحه المادي كبير ودورته الاقتصادية طويلة وهو مشروع مُرْبِح ومُهمّ.