فلسطين ومنتجاتها في جناحها بالقرية العالمية بدبي.. (1)

فلسطين ومنتجاتها في جناحها بالقرية العالمية بدبي.. (1)


دائما وفي كل موسم من مواسم القرية العالمية تحرص فلسطين على تواجدها فيها، لبعض وليس كل منتجات فلسطين وحسب ما يتمكن العارضون من توفيرها بمجهوداتهم فقط لعرضها لضيوف القرية العالمية وليتعرفوا على هذه المنتجات التي تتعبق برائحة فلسطين وترابها وتراثها وصناعاتها.. وكان من الأحرى ومن المفروض أن تتولى جهات فلسطينية المنوطة بمثل هذه الفعاليات وأن تتحمل العبء وأن تدعم الجناح بعارضيه وان توفر نماذج لكل ما هو من إنتاج فلسطين ومن كل المجالات سواء الزراعية أو الصناعية أو التراثية أو حتى الفنية.. ولكن ما هو على أرض الواقع غير ذلك، فكل ما يرتبط بجناح فلسطين كان بالمجهودات الشخصية للمنظمين والعارضية، وكما قلت من المفروض دعم ذلك في كل الفعاليات الدولية مثل القرية العالمية في دبي التي يشارك فيها أكثر من 25 دولة عالمية.

ورغم كل ما يحدث، وفي كل موسم من مواسم القرية العالمية ومنذ بداياتها يحرص المنظمون على تواجد الجناح الفلسطيني داخلها، مشاركين بالمنتجات الفلسطينية المتنوعة وبالتراث الفلسطيني والفن الفلوكلوري القديم والحديث, والأزياء الفلسطينية المتنوعة التي ترمز لكل مدينة وقرية فلسطينية, وبالعمارة الفلسطينية القديمة التراثية بمساجدها وقلاعها وبيوتها، وبمزارعها وحقولها المملوءة بالزيتون والفواكه والأعشاب المشهورة والمعروفة.

وفي هذا الموسم السابع والعشرين كان تصميم واجهة الجناح رمزا للقدس وأبواب القدس،  تم استلهام باب العامود بشرفاته في القدس القديمة.. وباب العامود أو باب دمشق ويقال له أيضا باب نابلس وهو من أهم وأجمل أبواب مدينة القدس في فلسطين، ويكتسب الأهمية كونه المدخل الرئيسي للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق ومنه نلج إلى سوق تجاري يسمى سوق باب خان الزيت ومنه نتفرع إلى أسواق عدة منها سوق العطارين وسوق اللحامين وسوق القطانين وسوق الصاغة وسوق الحصر، كما يمكن منه الوصول إلى الحي المسيحي والمسمى حارة النصارى من الجهة اليمنى والحي الإسلامي إلى اليسار والأمام..

ويقع باب العامود في الجهة الشمالية من السور المحيط بالبلدة القديمة في القدس عند بداية انحدار الوادي الذي يقطع البلدة القديمة من الشمال إلى الجنوب والذي يعرف حاليا عند أهل القدس باسم طريق الواد.. وسمى باب العامود نسبة إلى عمود من الرخام الأسود ارتفاعه أربعة عشر مترا وضع في الساحة الداخلية للباب في الفترة الرومانية والبيزنطية, ويظهر العامود في خريطة الفسيفساء التي عثر عليها في الكنيسة البيزنطية في مادبا, عن طريق هذا العمود كان يتم قياس بعد المسافات عن القدس بواسطة حجارة ميل التي وضعت على طول الطرق وبقي هذا العامود حتى الفتح الإسلامي.. كما بسمى باب دمشق لأن القوافل كانت تخرج منه متجهة إلى دمشق, وسمى أيضا باب نابلس لأنه على الطريق المؤدية إلى نابلس.

والجناح من الداخل فقد تم تصميم المحلات لترمز إلى شبابيك القدس وأسواق القدس.. التي تعتبر من أبرز معالم المدينة والتي تمثل جزءاً أصيلاً من هويتها وتمتاز ببهاء قبابها وبديع مناظرها، وتعد العمود الفقري لاقتصاد المدينة إذ تضم العديد من المحلات التجارية.. واكتسبت هذه الأسواق أسماءها إما من البضائع التي تباع فيها أو من نسبتها إلى أشخاص أو أماكن أو معالم معينة.. وترتبط هذه الأسواق بشبكة كبيرة من الطرق والعقبات والأحواش..  ولكل سوق من أسواق القدس مكانتها وحكايتها التاريخية.. ومن هذه الأسواق سوق باب خان الزيت, وسوق القطانين، وسوق العطارين، وسوق الخواجات أو الصاغة، وسوق اللحامين والنحاسين، وسوق افتيموس، وسوق الدباغة، وسوق البازار، وسوق الباشورة. وسوق باب السلسلة، وسوق علون، وسوق باب العامود، وسوق طريق الواد، وسوق الحصر، وسوق الباب الجديدة، وسوق طريق الآلام، وسوق حارة النصارى، وسوق خان السلطان.
وفي الساحة بوسط الجناح ساحة يعلق على حوائطئها العديد من اللوحات التي تمثل التراث والحارات والحرف والمساجد الفلسطينية ولوحات تعبر عن معالم القدس.. وبالساحة إثنتان من الحرف اليدوية الأولى لملئ الزجاجات بالرمل الملون ووالثانية للحناء والرسم على وجوه الصغار والكبار، ويوجد في وسط الساحة أيضا الكافتيريا ومسرح الجناح.. والحرفيين هم:
مهند طنطاوي.. الذي يقوم بتعبئة الرمل الملون في زجاجات صغيرة وعمل رسومات بالرمل يختارها الضيوف أو كتابة أسمائهم داخل الزجاجة. فاتن محمد علي.. تقوم بنقش الحناء لمن ترغب من الضيفات برسوم وتصميمات هي التي وضعتها، وتقوم أيضا بعمل رسومات خاصة على أوجه الصغار أو الكبار من الضيوف وفي دقائق معدودة.

وأما الكافتيريا ففيها كل ما يرغبه الضيوف من المشروبات الباردة والعصائر الطبيعية المتعددة كعصير المانجو والرمان والليمون والبرتقال وغيرها والمياه المعدنية والمياه الغازية, وأيضا المشروبات الساخنة بأنواعها مثل القهوة بأنواعها والشاي والقرفة والينسون والحلبة.
ومسرح الجناح الذي صممت خلفيته من مجسمات تعبر عن معالم القدس مثل المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة  وبيوت القدس القديمة.. وعلى خشبة المسرح تقدم فرقة جفرا الشعبية المكونة من 8 فنانين وقائدها هادي نبيل الحاج عروضها في خمس حفلات يومية تقدم فيها كل ما يتعلق بالفلوكلور الشعبي الفلسطيني الذي يحمل  تراث فلسطين مثل الدبكة والدحية والزفات, وتوصيل فكرة أن التراث الفلسطيني موجود ولن يغيب عن العالم كله وستبقى فلسطين في القلوب ولم ولن تنسى.