فورين بوليسي: 2020 سنة كل المخاطر في تركيا
دفعت تركيا برؤيتها التوسعية إلى مستويات جديدة عام 2020. ولكن في ظل اقتصاد متردٍ وصعود للمعارضة ثم عقوبات أمريكية، ليس واضحاً إلى أي مدى يمكن أن تستمر على هذا المنوال.
هذا الموضوع تناوله الكاتب في مجلة “فورين بوليسي” أليسون ميكيم، قائلاً بتهك: “إذا كان ثمة شخص لم يمنعه فيروس كورونا عن البحث عن المجد عام 2020، فإنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان».
لكن ذلك، لا يعني أن سنته مضت بسلاسة. ومعلوم أن درة تاج مشاريع البنى التحتية التي عوّل عليها أردوغان، كان مطار اسطنبول الذي كان مخططاً له ليكون الأكبر في العالم، بالكاد يجد زواراً يفتخرون به مع الركود التي تعانيها حركة السفر في العالم. والاقتصاد التركي الذي كان نموذجاً لاقتصادات الدول الناشئة، دخل الآن في حالة من التأرجح. ومع ذلك، فإن أردوغان استدار بكرته المدمرة التي سبق أن ضرب بها السياسة المحلية التركية، نحو المنطقة. وهذه السنة، كانت القوات التركية المسلحة أكثر نشاطاً في أنحاء العالم أكثر مما كانت عليه ربما منذ عقود أو أكثر. ومن ليبيا إلى ناغورنو قره باخ، استخدم الرئيس التركي القوة العسكرية لتحقيق مآرب تركيا. وجعل من التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط رياضة دائمة.
لكن التأثير الحقيقي لأردوغان على الجغرافيا السياسية لن يُنجز بواسطة دبابة، وإنما سيتخذ الجامعة الإسلامية كقوة ناعمة خادعة. إن النهضة الدينية المثيرة للجدل داخل تركيا قد ملأت فراغاً في العالم الإسلامي الأوسع، وكانت الحرب الكلامية مؤخراً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خير تعبير عنها.
وعلى رغم واجهة الرجل القوي، ثمة مؤشرات على أن أسس أردوغان تتزعزع. فالمعارضة التركية تتصاعد، وتبين أن سياسته الخارجية متعبة ومكلفة. ومع إدارة شركاء في حلف شمال الأطلسي الظهر لتركيا، وفرض إدارة ترامب، بعد تردد، عقوبات متأخرة عليها، لم يتبق لأردوغان الكثير من الأصدقاء.
ولطالما كان المتوسط بحراً يطفو على خطوط زلزالية، لكن الموجة الحالية من التوترات بسبب اكتشافات الغاز قبالة سواحل إسرائيل، ومصر، ولا سيما قبرص، اتسمت بمطالبة تركيا بحصة منها. وهذا ما تسبب بنشوب نزاع مع اليونان وقبرص وفرنسا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. لكن ذلك، أدى إلى تورط تركي أعمق في ليبيا وقضم تركيا أجزاء خيالية من المتوسط. وتحالفت أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وأرسلت قوات إلى ذلك البلد. وعقّد التدخل التركي الأمور، وزاد التوتر في شرق المتوسط.
والعجز المالي لا يعتبر الخسارة الوحيدة التي تقلق حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان. إذ أن أن حزب الشعب الجمهوري المعارض تمكن في عام 2019 من أن يحصد عدداً من الانتصارات في الانتخابات المحلية.
والانتخابات المقبلة قد ترسم مرحلة ما بعد أردوغان، نظراً إلى أن الجيل الشاب في تركيا، نصفه تحت سن الـ32، يكبر محبطاً من الزعيم الوحيد الذي يعرفه.