مستمرة منذ عدة أشهر:

فيروس كورونا: حرب باردة بين أمريكا والصين...!

فيروس كورونا: حرب باردة بين أمريكا والصين...!

--  تشنّ الحرب أيضًا، على جبهة الجواسيس وعلى الشبكات الاجتماعية
--  بين واشنطن وبكين، جميع الجبهات متساوية للتراشق
-- جلوبال تايمز: تطوير اللقاح معركة لا تستطيع الصين تحمّل خسارتها
--  تنفي منظمة الصحة العالمية نظرية الولايات المتحدة، ولم تتلق منها أي دليل

 
المصدر الغامض للفيروس، واللقاحات، والتضليل... بين الولايات المتحدة والصين، جميع الجبهات متساوية للتراشق في عزّ وباء فيروس كورونا. الخميس الماضي، ارتفع التوتر من الجانب الأمريكي: هدد دونالد ترامب بقطع “كل علاقة” مع الصين.
منذ فصل الشتاء، كانت واشنطن وبكين، اللتين تخوضان حربًا تجارية، تتشاحنان باستمرار بشأن مسؤولية وخطورة الوباء. بدأ كل شيء في أوائل فبراير. تسبب كوفيد-19 في وفاة مئات الأشخاص في الصين، وبدأ ما تبقى من العالم يشعر بالقلق بشأن جائحة في الافق. ثم قررت واشنطن حظر دخول جميع المسافرين غير المقيمين القادمين من الصين.

اثارة ونظريات المؤامرة
انزعجت بكين واتهمت الأمريكان بـ “إثارة الذعر ونشره، وهو مثال سيء للغاية”، على حد قول هوا تشونينغ، متحدثة باسم وزارة الخارجية.
في مارس، ونظريات المؤامرة حول الفيروس تتكاثر على الإنترنت، ألمح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان على تويتر، إلى أن الجيش الأمريكي قد يكون ادخل الفيروس إلى الصين في أكتوبر خلال ألعاب ووهان العسكرية العالمية.
وفي فرنسا، شاركت السفارة الصينية في اللعبة ونقلت هذه الاتهامات على الإنترنت.
هل سمع دونالد ترامب تلك الانتقادات؟ يمكن أن نعتقد ذلك، بالنظر إلى تغريداته، حيث استخدم مصطلح “الفيروس الصيني” ليغيض بكين. وادانت الصين التعبيرات “العنصرية والكارهة للأجانب لإلقاء مسؤولية الوباء على بلدان أخرى”.

معركة اللقاحات
في منتصف مارس، أعلن الأمريكيون أن أول تجربة سريرية للقاح كانت جارية في سياتل بولاية واشنطن. بعد بضعة أيام، جاء دور الصين للإعلان عن تجارب لقاحات على المرضى في ووهان، مهد الوباء. وبنبرة قومية حازمة، دافعت افتتاحية في صحيفة جلوبال تايمز الصينية عن أن “تطوير اللقاح معركة لا تستطيع الصين تحمل خسارتها”.
في الولايات المتحدة، تزايد منسوب القلق. في نهاية مارس، أصبحت رسميًا الدولة الأكثر تضررًا في عدد الحالات. واتجهت الأنظار إلى أرقام الصين الضعيفة، حيث تخرج ووهان تدريجياً من الحجر الصحي. وتساءل دونالد ترامب، في تصريح للصحافة: “تبدو أرقامهم أقل من الواقع، وأنا لطيف عندما أقول ذلك”.
ليس مهمّا إذا قرأت في الصحافة الأمريكية أن المخابرات الأمريكية حذرت الإدارة في نهاية نوفمبر 2019 من الوباء. فبالنسبة لدونالد ترامب، المسؤولة عن الوباء في الولايات المتحدة، هي الصين ... ومنظمة الصحة العالمية.

منظمة الصحة العالمية تخسر 400 مليون
سقط الفأس في 14 أبريل على منظمة الصحة العالمية. مموّلها الأول، واشنطن، تسحب منها 400 مليون دولار. خطأها؟ كان رد فعل الوكالة الأممية على الوباء متأخراً جداً، ودعّمت الصين بشكل أعمى. وردا على ذلك، قدمت بكين 30 مليون دولار كتعويض لمنظمة الصحة العالمية.
الخلاف لا يمنع الارقام الأمريكية من الصعود، وسرعان ما أصبحت الدولة الأكثر تضرراً من حيث عدد القتلى. في الصحافة الأمريكية، اكتشفنا نظرية، كانت حتى ذلك الحين، تُنسب فقط إلى مجموعات نظرية المؤامرة على الشبكات الاجتماعية: ماذا لو ان الفيروس تسرّب من مختبر ووهان؟ وبحسب كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست وشبكة فوكس نيوز الموالية لترامب، تعتبر رسائل دبلوماسية و”مصادر سرية” إن الفكرة معقولة.
تنفي بكين ذلك جملة وتفصيلا، “يعتقد العديد من الخبراء الطبيين في جميع أنحاء العالم أن التسرّب المفترض ليس له أساس علمي”، يدافع المتحدث جاو ليجيان.
في غضون ذلك، كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس، أن الصين كانت بطيئة في الاستجابة للوباء. في يناير، انتظرت الحكومة ستة أيام لإبلاغ الجمهور “بحالة خطيرة”. هذه المعلومات تم تأكيدها فيما بعد من طرف المخابرات الألمانية نقلت عنها شبيغل. واعترفت نائبة وزير الصحة لي بين في وقت لاحق بوجود “ثغرات” في بروتوكولاتها.

عقوبات على الصين؟
على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، يسود شعور بالانزعاج. أعلنت ولاية ميسوري أنها سترفع دعوى قضائية ضد الصين، متهمة إياها بإخفاء “معلومات حاسمة” في بداية الوباء.
في نهاية أبريل، عبّر دونالد ترامب عن امله في أن يرى الصين تدفع آلاف الدولارات كتعويض عن الأضرار التي يسببها الفيروس. وقال “لن ننسى أبدا أولئك الذين تم التضحية بهم بسبب عدم الكفاءة، أو ربما شيء آخر”، المرض، “كان يمكن إيقافه من المصدر”. حتى أن أعضاء مجلس الشيوخ من معسكره سيقدمون مشروع قانون بهذا المعنى.
وردّت الصين على الفور: “لقد تجاهل السياسيون الأمريكيون الحقيقة مرارا وتحدثوا عن أكاذيب مخجلة”، قال جينغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية.

تخمينات على مختبر ووهان
في نفس الوقت، ورغم تحفظات أجهزة المخابرات الأمريكية والألمانية على هذا الموضوع، عاد دونالد ترامب إلى التهمة الشائعة حول أصل الفيروس، على انه سليل مختبر ووهان.
وللسخرية منه، قامت السفارة الصينية في فرنسا بنشر فيديو قصير بعنوان “ذات مرة كان هناك فيروس”. مقلدا رموز مسرح العرائس، يعرض المقتطف شخصيات من ليغو، ترمز إلى الصين وبقية العالم. وفي قلب المزحة، الولايات المتحدة الممثلة في هيئة تمثال الحرية، تجاهلت تنبيهات الصين طيلة عدة أشهر.
يصر دونالد ترامب على أن لديه “أدلة”، ويضيف وزير خارجيته، مايك بومبيو: “الصين معروفة بميلها إلى إصابة العالم، واستخدام المختبرات التي لا تحترم المعايير .… ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها العالم لخطر فيروسات من المختبرات الصينية”. لا شيء يدعو لقلق بكين. “إذا كان لدى ترامب أدلة، فليظهرها!” رد السفير الصيني في فرنسا على أعمدتنا. “من العار أن نرى أنّ بعض الناس في الولايات المتحدة يلومون الآخرين بدل تحمّل المسؤولية”، تأسف المتحدثة هوا تشونيينغ.

تجسس وتضليل
من جانبها، نفت منظمة الصحة العالمية، نظرية الولايات المتحدة، “لم نتلق أي بيانات أو أدلة محددة من الحكومة الامريكية فيما يتعلق بالأصل المشتبه فيه للفيروس، لذلك لا يزال في خانة المزايدات بالنسبة لنا”، صرح في 5 مايو الأيرلندي مايكل ريان، مدير برامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، جنيف (سويسرا).
والآن، قررت الدولتان هذا الأسبوع الشجار على جبهة الجواسيس. مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي كان المبادر، الأربعاء، من خلال اتهام المتسللين والباحثين والطلاب المقربين من الصين بسرقة معلومات المعاهد الجامعية والمختبرات العامة لصالح بكين.
“بالنظر الى سجلها الحافل فإن الولايات المتحدة قامت بأكبر عمليات سرقة على الإنترنت في جميع أنحاء العالم”، قال المتحدث جاو ليجيان، الخميس.
وتشنّ الحرب أيضًا، بالتوازي، على الشبكات الاجتماعية. قبل أسبوع، وجّهت ليا غابرييل، منسقة مركز وزارة الخارجية الأمريكية المسؤول عن تحليل الدعاية الأجنبية ومكافحتها، إصبع الاتهام إلى محاولات الدعاية الصينية، التي تليق بالأساليب الروسية. ووصفت الدبلوماسية الاستخدام المتزايد “للبرمجيات لتطوير أطروحات صينية على الشبكات الاجتماعية”، مع شبكة “مصطنعة” جديدة من “حسابات تويتر المزيفة التي تم إنشاؤها بهدف تضخيم الدعاية والتضليل الصينيين”.

عواقب على مجمل
 الجغرا-سياسية
ان الدول الأخرى ليست محصنة ضد هذه المشاحنات. في الأمم المتحدة، توقفت المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار على الصعيد العالمي بسبب الوباء. السبب؟ فيتو الولايات المتحدة في آخر لحظة، التي لا تريد التوقيع على نص يؤكد على أهمية دور منظمة الصحة العالمية، حيث تعتبرها موالية جدا للصينيين.
واقترحت ألمانيا وإستونيا نصًا جديدًا الثلاثاء دون ذكر تلك الاشارة، لكن هذه المرة، تهدد الصين بعدم التوقيع بما يرفع، أيضا، حرارة ما تبقى من الكوكب.         


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot