رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بنين ورئيسة الاتحاد السويسري بذكرى اليوم الوطني لبلديهما
خياران متاحان أمامه:
فيكتور أوربان، القطيعة المحسوبة مع اليمين الأوروبي
-- بعد سنوات من التوتر، سحب الزعيم الشعبوي المجري نوابه من حزب الشعب الأوروبي
-- بينما يغلق أوربان باب حزب الشعب الأوروبي، لا يُســتبعد انضمــام رابطــة ســالفيني إليــه
-- الأرجح أن ينضم حزب فيدس إلى مجموعة «المحافظــــين والإصلاحــيين الأوروبييــن»
-- قد يؤدي الرحيل المدوي لفيكتور أوربان إلى إعادة تشكيل اليمين الأوروبي
-- على أرضه، كما هو الحال على المستوى الأوروبي، لم يقل أوربان كلمته الأخيرة
قبل أن يطردوكم، من الأفضل أحيانًا أن تنسحبوا بإرادتكم. هذا ما قرر فيكتور أوربان فعله، تاركًا المجموعة البرلمانية القوية لحزب الشعب الأوروبي. جاء انقلابه يوم الأربعاء 3 مارس، بعد تصويت مهم من قبل البرلمانيين الأوروبيين لأكبر تشكيل لليمين القاري، على قرار يتيح إمكانية تعليق نشاط وفد وطني بأكمله داخله.
تهديد مباشر لحزب فيدس بزعامة رئيس الوزراء المجري الصاخب. النتيجة: سحب هذا الأخير 12 نائبا من الكتلة البرلمانية.
“تخلّص جيّد، يقول فرحا البرلماني الأوروبي السابق في حزب الشعب الأوروبي، آلان لاماسور، كانت نزعته القومية المتفاقمة بمثابة نكسة للحركة، بينما كان يدوس على قيم دولة القانون».
لقد مرت عدة سنوات وأول حزب أوروبي (الآن 175 نائبا من أصل 705 نائبا في ستراسبورغ) يعيش تمزّقا حول طريقة إدارة المشاغب أوربان، الذي انتقد بسبب هجماته على المبادئ الديمقراطية، وتطاوله المتعدد - لقد عولج مؤخرا ضد كوفيد-19 باللقاح الصيني، غير المعتمد من قبل وكالة الأدوية الأوروبية.
ولما كانت تلك رغبة الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني بقيادة أنجيلا ميركل، فقد جامله حزب الشعب الأوروبي لفترة طويلة، “معتبرا أنه من الأسهل إعادة الخراف الضالة إلى الحظيرة مع الاحتفاظ بها داخل الأسرة”، كما يوضح ألان لاماسوري، السكرتير الوطني السابق للاتحاد من أجل الحركة الشعبية، المسؤول عن القضايا الأوروبية.
لكن المسألة لم تكن مجرد ضلالة، كما اتضح من تهديده الخطير باستخدام حق النقض، في الخريف، ضد المصادقة على خطة التعافي الأوروبية البالغة 750 مليار دولار؛ وفي الوقت نفسه ، الهجمات على رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبي البافاري مانفريد ويبر، ومقارنته بالنازي من قبل البرلماني الأوروبي تاماس دويتش من حزب فيدس. “لقد تم تجاوز نقطة اللاعودة مع هذه القضية، كما يوضح مصدر داخل حزب الشعب الأوروبي، ولن نحاول جعل المجريين يتراجعون عن قرارهم بالمغادرة».
نحو إعادة صياغة
اليمين الأوروبي
قد يؤدي الرحيل المدوي لفيكتور أوربان إلى إعادة تشكيل اليمين الأوروبي، إذا ترسخت القطيعة نهائيا مع حزب الشعب الأوروبي، التي لم تسجّل بعد. فمن خلال مزيج مدهش من الظروف، يمكن أن يُعوّض انسحاب فيدس بما هو أكثر، أي بوصول داخل حزب الشعب الأوروبي، 27 نائبا من رابطة ماتيو سالفيني، الذي أوقف مؤخرًا دوافعه الشعبوية.
فبعد تصعيده للهجمات ضدّ بروكسل، ها هو يدعم اليوم حكومة إيطالية يقودها داعم لأوروبا، ماريو دراغي، دون قيد أو شرط. ووجه الرجل الثاني في الرابطة، جيانكارلو جيورجيتي، في الخريف نداءات إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي -الاتحاد المسيحي الاجتماعي، حتى تتمكن “الليغا” قريبًا من الانضمام إلى الأسرة المسيحية الديمقراطية الأوروبية.
هناك خياران متاحان لفيكتور أوربان، إذا كان يريد تفادي أن ينتهي الأمر بنوابه الأوروبيين (12) بأن يكونوا من “غير المسجلين”، ورؤية وقت تحدثهـــــم ومشاركتهم في اللجــــــان البرلمانية يتناقص.
يمكنه أولا اختيار تضخيم صفوف مجموعة “الهوية والديمقراطية” اليمينية القومية واليمينية المتطرفة (74 منتخبًا)، والتي تضم التجمع الوطني لمارين لوبان والرابطة. المشكلة: لا يوجد داخل هذه المجموعة حزب مثله، يتمتع بمقعد في المجلس الأوروبي، المحراب الثمين لزعماء السبعة والعشرين، أقوى هيئة في الاتحاد الأوروبي. والأرجح، ثانيا، أن ينضم إلى مجموعة “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين” (63 منتخبًا)، التي في صفوفها حزب حاكم، حزب القانون والعدالة البولندي، الذي تحالف معه أوربان العام الماضي لمواجهة أي عقوبات من بروكسل ضدهما في مجال دولة القانون.
وأكدت عدة مصادر داخل البرلمان لمجلة لاكسبريس، اهتمام فيدس بهذا الخيار الثاني. إلا أن البرلمانيين في مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين قد ينفرون جراء السمعة السيئة للنظام المجري، المتهم باختلاس الإعانات الأوروبية لصالح المقربين من السلطة التنفيذية، والذين يعتبرون الأكثر سلطوية في الاتحاد الأوروبي.
لا يخفي فيكتور أوربان إعجابه بالقادة المثيرين للجدل مثل شي جين بينغ أو فلاديمير بوتين. وقد يشكل عشقه للروس أزمة ضمير لزعيم حزب القانون والعدالة، ياروسلاف كاتشينسكي، الذي يعتقد أن موسكو لعبت دورًا في الكارثة الجوية في الأراضي الروسية، التي أودت عام 2010 بحياة شقيقه التوأم ليخ، الذي كان رئيس بولندا حينها. فهل يستطيع أوربان تشكيل مجموعة جديدة مع أحزاب قومية أخرى؟ يشير مصدر برلماني إلى أن “هذا ضرب من الخيال، لأنه سيتطلب 7 جنسيات على الأقل و25 نائبا».
والمدهش، أن الارتياح الذي شعر به حزب الشعب الأوروبي بعد هذه المغادرة ربما يتقاسمه معه الزعيم المجري.
كان الحزب الأوروبي قد علق عضويته قبل عامين، بعد ملصقات تشهيرية وتآمرية ضد الملياردير جورج سوروس، دابّته السوداء، وجان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية آنذاك. وبذلك حُرم من الاجتماعات التحضيرية بين قادة حزب الشعب الأوروبي قبل المجالس الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، اكتمل طلاقه الآن مع اليمين الأوروبي، ويمكنه أن يكرس نفسه أكثر لأولوياته للأشهر القادمة: الجبهة الداخلية، حيث تتآكل قبضته. خلال الانتخابات البلدية في أكتوبر 2019، افتكت المعارضة عشر مدن من أصل 23 مدينة كبرى في المجر، منها العاصمة بودابست، التي احتلها جيرجيلي كاراكسوني، من الخضر، ومن المتوقع أن يقود هذا الأخير الحملة ضد أوربان في الانتخابات التشريعية لعام 2022.
في المجر، “من المحتمل أن يصادف العام المقبل نهاية حقبة الأغلبية البرلمانية ذات الثلثين التي كانت تحت سيطرة فيدس طيلة عقد من الزمن”، يقول المحلل السياسي إرفين تشيزماديا، ومن غير المستبعد أن يفقد السلطة.
عاقدة العزم على إسقاط نظام أوربان و”دولة المافيا” التابعة له، وضعت الأحزاب الستة الرئيسية، من الخضر إلى حزب جوبيك اليميني المتطرف، مرورا بالاشتراكيين، خلافاتهم جانبًا، واتفقت على تقديم مرشح واحد ضد ممثلي فيدس في كل من الدوائر الانتخابية البالغ عددها 106 في البلاد.
ومنحت عدة استطلاعات للرأي الفوز لهذا التحالف الاستثنائي، وهو دليل على أن الضجر من السلطوي الهنغاري لا يُشعر به في بروكسل فقط. لكن، يمكن أن يحدث الكثير حتى موعد الاقتراع، بعد عام من الآن... على أرضه، كما هو الحال على المستوى الأوروبي، لم يقل أوربان كلمته الأخيرة.
-- بينما يغلق أوربان باب حزب الشعب الأوروبي، لا يُســتبعد انضمــام رابطــة ســالفيني إليــه
-- الأرجح أن ينضم حزب فيدس إلى مجموعة «المحافظــــين والإصلاحــيين الأوروبييــن»
-- قد يؤدي الرحيل المدوي لفيكتور أوربان إلى إعادة تشكيل اليمين الأوروبي
-- على أرضه، كما هو الحال على المستوى الأوروبي، لم يقل أوربان كلمته الأخيرة
قبل أن يطردوكم، من الأفضل أحيانًا أن تنسحبوا بإرادتكم. هذا ما قرر فيكتور أوربان فعله، تاركًا المجموعة البرلمانية القوية لحزب الشعب الأوروبي. جاء انقلابه يوم الأربعاء 3 مارس، بعد تصويت مهم من قبل البرلمانيين الأوروبيين لأكبر تشكيل لليمين القاري، على قرار يتيح إمكانية تعليق نشاط وفد وطني بأكمله داخله.
تهديد مباشر لحزب فيدس بزعامة رئيس الوزراء المجري الصاخب. النتيجة: سحب هذا الأخير 12 نائبا من الكتلة البرلمانية.
“تخلّص جيّد، يقول فرحا البرلماني الأوروبي السابق في حزب الشعب الأوروبي، آلان لاماسور، كانت نزعته القومية المتفاقمة بمثابة نكسة للحركة، بينما كان يدوس على قيم دولة القانون».
لقد مرت عدة سنوات وأول حزب أوروبي (الآن 175 نائبا من أصل 705 نائبا في ستراسبورغ) يعيش تمزّقا حول طريقة إدارة المشاغب أوربان، الذي انتقد بسبب هجماته على المبادئ الديمقراطية، وتطاوله المتعدد - لقد عولج مؤخرا ضد كوفيد-19 باللقاح الصيني، غير المعتمد من قبل وكالة الأدوية الأوروبية.
ولما كانت تلك رغبة الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني بقيادة أنجيلا ميركل، فقد جامله حزب الشعب الأوروبي لفترة طويلة، “معتبرا أنه من الأسهل إعادة الخراف الضالة إلى الحظيرة مع الاحتفاظ بها داخل الأسرة”، كما يوضح ألان لاماسوري، السكرتير الوطني السابق للاتحاد من أجل الحركة الشعبية، المسؤول عن القضايا الأوروبية.
لكن المسألة لم تكن مجرد ضلالة، كما اتضح من تهديده الخطير باستخدام حق النقض، في الخريف، ضد المصادقة على خطة التعافي الأوروبية البالغة 750 مليار دولار؛ وفي الوقت نفسه ، الهجمات على رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبي البافاري مانفريد ويبر، ومقارنته بالنازي من قبل البرلماني الأوروبي تاماس دويتش من حزب فيدس. “لقد تم تجاوز نقطة اللاعودة مع هذه القضية، كما يوضح مصدر داخل حزب الشعب الأوروبي، ولن نحاول جعل المجريين يتراجعون عن قرارهم بالمغادرة».
نحو إعادة صياغة
اليمين الأوروبي
قد يؤدي الرحيل المدوي لفيكتور أوربان إلى إعادة تشكيل اليمين الأوروبي، إذا ترسخت القطيعة نهائيا مع حزب الشعب الأوروبي، التي لم تسجّل بعد. فمن خلال مزيج مدهش من الظروف، يمكن أن يُعوّض انسحاب فيدس بما هو أكثر، أي بوصول داخل حزب الشعب الأوروبي، 27 نائبا من رابطة ماتيو سالفيني، الذي أوقف مؤخرًا دوافعه الشعبوية.
فبعد تصعيده للهجمات ضدّ بروكسل، ها هو يدعم اليوم حكومة إيطالية يقودها داعم لأوروبا، ماريو دراغي، دون قيد أو شرط. ووجه الرجل الثاني في الرابطة، جيانكارلو جيورجيتي، في الخريف نداءات إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي -الاتحاد المسيحي الاجتماعي، حتى تتمكن “الليغا” قريبًا من الانضمام إلى الأسرة المسيحية الديمقراطية الأوروبية.
هناك خياران متاحان لفيكتور أوربان، إذا كان يريد تفادي أن ينتهي الأمر بنوابه الأوروبيين (12) بأن يكونوا من “غير المسجلين”، ورؤية وقت تحدثهـــــم ومشاركتهم في اللجــــــان البرلمانية يتناقص.
يمكنه أولا اختيار تضخيم صفوف مجموعة “الهوية والديمقراطية” اليمينية القومية واليمينية المتطرفة (74 منتخبًا)، والتي تضم التجمع الوطني لمارين لوبان والرابطة. المشكلة: لا يوجد داخل هذه المجموعة حزب مثله، يتمتع بمقعد في المجلس الأوروبي، المحراب الثمين لزعماء السبعة والعشرين، أقوى هيئة في الاتحاد الأوروبي. والأرجح، ثانيا، أن ينضم إلى مجموعة “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين” (63 منتخبًا)، التي في صفوفها حزب حاكم، حزب القانون والعدالة البولندي، الذي تحالف معه أوربان العام الماضي لمواجهة أي عقوبات من بروكسل ضدهما في مجال دولة القانون.
وأكدت عدة مصادر داخل البرلمان لمجلة لاكسبريس، اهتمام فيدس بهذا الخيار الثاني. إلا أن البرلمانيين في مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين قد ينفرون جراء السمعة السيئة للنظام المجري، المتهم باختلاس الإعانات الأوروبية لصالح المقربين من السلطة التنفيذية، والذين يعتبرون الأكثر سلطوية في الاتحاد الأوروبي.
لا يخفي فيكتور أوربان إعجابه بالقادة المثيرين للجدل مثل شي جين بينغ أو فلاديمير بوتين. وقد يشكل عشقه للروس أزمة ضمير لزعيم حزب القانون والعدالة، ياروسلاف كاتشينسكي، الذي يعتقد أن موسكو لعبت دورًا في الكارثة الجوية في الأراضي الروسية، التي أودت عام 2010 بحياة شقيقه التوأم ليخ، الذي كان رئيس بولندا حينها. فهل يستطيع أوربان تشكيل مجموعة جديدة مع أحزاب قومية أخرى؟ يشير مصدر برلماني إلى أن “هذا ضرب من الخيال، لأنه سيتطلب 7 جنسيات على الأقل و25 نائبا».
والمدهش، أن الارتياح الذي شعر به حزب الشعب الأوروبي بعد هذه المغادرة ربما يتقاسمه معه الزعيم المجري.
كان الحزب الأوروبي قد علق عضويته قبل عامين، بعد ملصقات تشهيرية وتآمرية ضد الملياردير جورج سوروس، دابّته السوداء، وجان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية آنذاك. وبذلك حُرم من الاجتماعات التحضيرية بين قادة حزب الشعب الأوروبي قبل المجالس الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، اكتمل طلاقه الآن مع اليمين الأوروبي، ويمكنه أن يكرس نفسه أكثر لأولوياته للأشهر القادمة: الجبهة الداخلية، حيث تتآكل قبضته. خلال الانتخابات البلدية في أكتوبر 2019، افتكت المعارضة عشر مدن من أصل 23 مدينة كبرى في المجر، منها العاصمة بودابست، التي احتلها جيرجيلي كاراكسوني، من الخضر، ومن المتوقع أن يقود هذا الأخير الحملة ضد أوربان في الانتخابات التشريعية لعام 2022.
في المجر، “من المحتمل أن يصادف العام المقبل نهاية حقبة الأغلبية البرلمانية ذات الثلثين التي كانت تحت سيطرة فيدس طيلة عقد من الزمن”، يقول المحلل السياسي إرفين تشيزماديا، ومن غير المستبعد أن يفقد السلطة.
عاقدة العزم على إسقاط نظام أوربان و”دولة المافيا” التابعة له، وضعت الأحزاب الستة الرئيسية، من الخضر إلى حزب جوبيك اليميني المتطرف، مرورا بالاشتراكيين، خلافاتهم جانبًا، واتفقت على تقديم مرشح واحد ضد ممثلي فيدس في كل من الدوائر الانتخابية البالغ عددها 106 في البلاد.
ومنحت عدة استطلاعات للرأي الفوز لهذا التحالف الاستثنائي، وهو دليل على أن الضجر من السلطوي الهنغاري لا يُشعر به في بروكسل فقط. لكن، يمكن أن يحدث الكثير حتى موعد الاقتراع، بعد عام من الآن... على أرضه، كما هو الحال على المستوى الأوروبي، لم يقل أوربان كلمته الأخيرة.