قرية التراث الإماراتي في القرية العالمية بدبي
في السادس من أبريل لعام 2013 أصدر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم قراره رقم 1 بإنشاء مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث, ويعتبر هذا التاريخ نقطة تحول جذرية ليس فقط في مسيرة التراث الإماراتي وحسب وإنما في الإرث الإنساني, لأنه وكما يتضح من اسم المركز يتعدى مفهوم الجمع والتدوين التقليدي للتراث إلى بث الروح فيه من جديد ليكون كائناً حاضراً في حياة أبناء وطنٍ لا يعتزون بشيء كما هو اعتزازهم بهويتهم الإماراتية.
ومنذ اللحظات الأولى لولادتة انطلق مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في إطار استراتيجية مدروسة لرفع معدل الوعي تجاه الإرث الإماراتي الأصيل محلياً وإقليمياً وعالمياً وبكافة تفرعاته الإنسانية والثقافية والاجتماعية واللغوية والمهنية والرياضية وكل ذلك في إطار موضوعي بعيد عن المغالطات ومن مصادر موثوقة تم التحري عنها وفقاً للمعايير الدولية.
كما ويهدف مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إلى نشر وإحياء التراث الإماراتي لدى الأجيال الجديدة من المواطنين والعرب والأجانب المقيمين داخل الدولة, كما يهدف المركز على نشر التراث الإماراتي خارج وداخل الدولة من خلال مجموعة من الوثائق المرئية والمقرؤة, يعمل المركز جاهدا على أن يكون مصدر ومجمع للتراث الإماراتي بأشكاله المختلفة من التراث الثقافي, وأن يكون المركز مصدر ومرجع معتمد وموثوق لحفظ ونشر التراث الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة و العالم الغربي.
ورسالة هذا المركز هي تعزيز التراث الوطني لدولة الإمارات ونقله بين الأجيال والتعريف به على المستوى العالمي وإجراء الدراسات والأبحاث وتنظيم الفعاليات والبطولات التراثية.. وأما عن أهداف المركز الإستراتيجية حفظ وتوثيق التراث الوطني ودعمه بالدراسات والأبحاث العلمية وتوفير المصادر و المراجع التراثية, وترسيخ الثقافة التراثية في المجتمع وتعزيز الوعي بالقيم والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة, وتعزيز تفاعل المجتمع مع تراثه الوطني وتعميق دوره في حفظ الهوية الوطنية وتطوير أجندة تراثية لنشر التراث داخل وخارج الدولة.
ولأن القرية العالمية تعتبر مكانا للسياحة العالمية ويفد إاليا الضيوف من كل الجنسيات لرؤية كل ما فيها وخصوصا ما تخص دولة الإمارات ومن أجل ذلك يشارك المركز في القرية العالمية منذ إنشاءه ليضئ دائرة ضوئية مشرقة تظهر التراث الإماراتي التليد, وفي هذا الموسم أقام المركز قرية تراثية تنبئ الضيوف بهذا التراث والتي تشمل
= السوق الشعبي الذي يعبر عن الأسواق والمحلات في الفريج ويظهر كيف كانت هذه المحلات متجاورة ومتلاصقة, وأبوابها الحشبية الكبيرة, وما تحتويه من بضائع وطريقة عرضا ورصها وأنواع هذه البضائع, والحرف التي كانت موجودة كحرفة الحداد الذي يقوم بصناعة الإحتياجات الحديدية الحياتية, والحلوى والمشروبات القديمة, وحليب الجمال وكل ما أستعملت فيه وكل المنتجات التي دخل فيها, وغير ذلك مما يكشف لضيوف القرية العالمية كيف كانت الأسواق الإماراتية في الزمن الأول.
= البيوت الأماراتية في الزمن الأول وأيام الأجداد والتي يوجد نماذج لها في محلات السوق الشعبيى للتعريف بها.. والنماذج الموجودة التي تظهر جليا والتي أقامتها أم خميس ونوال السعدي كيف تطور البيت الإمارتي من الخيمة إلى العريش إلى البيت الطيني ثم الحجري, وكيف كانت الأسرة كلها تعيش في بيت واحد ربما يتكون من حجرة واحدة وكيف كانت ربة المنزل تظهر كفاتئها في ترتيب البيت وتوزيع الأقسام فية مثل مكان النوم ومكان الجلوس ومكان المطبخ وغير ذلك.. والبيت الطيني والحجري والذي يمثل التطور بعد الخيمة والعريش, والنموذج الموجود في هذا السوق يمثل كل ما ما كان يمتاز به هذا البيت من أعمدة وليوان بفتحاته وغرف بأبوابها وشبابيكها.
= خلف السوق حياة البدو بخيمتهم الشتوية والتي تكون عبارة عن بيت الشعر المصنوع من السدو أما في الصيف فكانت الخيمة تصنع من قماش خفييف, وكيف كانت حياتهم بداخلها.. وألبئر خارج الخيمة وأزيار الماء, وأماكن تربية الماشية وأماكن خض اللبن, وعرض لطريقة غزل السدو,
= وجو الصحراء والجمال بساحة التراث حيث حياة الصحراء وتلال الرمال وركوب الجمال التي كانت تستخدم في كل شئ في الزمن الأول, في الركوب وحمل الأشياء وعليها كان البدو يتنقلون من مكان لآخر, وغير ذلك الكثير حيث أن الجمل كان رفيق الإماراتي في حيات الأجداد, والذي من فضله عليهم يقيمون الآن المسابقات الخاصة بالجمال.
= وحياة الشحوح أهل الجبال وبيتهم الحجري الصيفي فلأنهم كانوا يعيشون في أعالي الجبال وأحيانا في السفوح إستخدوا الحجر المقطوع من الجبال لبناء بيوتهم وأسقفا تكون من أشجار السدر, ودائما خارج البيت توجد التعريشة لمعيشة أهل البيت.. والزريبة التي هي المجلس الخارجي لإستقبال الضيوف والذي كان يحدد بالأشجار الجافة وهو يعتبر كالديوانية أو المجلس الخارجي حاليا, وفي الشياء يتم إغلاقها كاملة ويشعلون النار داخلها للتدفئة.. أما البيت الشتوي للشحوح الذي كان سمك جداره لا يقل عن 70 سنتيمتر تقريبا كان ينخفضا عن مستوى الخارج بحوالي المتر, ويدخلونه من خلال فتحة صغيرة هي الباب إرتفاعه لا يزيد عن المتر ولا بد من انحناء الجسم كي يتمكنوا من الدخول والخروج من هذا البيت, وكان هذا البيت الشتوي يسمى بيت القفل والسبب أن هذا الباب يغلق بواسطة قفل هو مسمار طويل ويغلق الباب بطريقة سرية لا يعلمها إلا أصحاب البيت فقط. وهذا الموضوع به كثير من التمويه حفظا وأمانا للبيت ولأهل البيت.
= وميدان سباق اليولا الني تقام فيه بصفة مستمرة سباق اليولى للكبار والصغار.. وكانت بادرة جميلة ولفتة حلوة بوضع هذا الميدان تحت تصرف القرية العالمية لتحويله كمركز لإذاعة مباريات كأس العالم التي أقيمت مؤخرا في دولة قطر وليتمكن ضيوف القرية العالمية من متابعة هذه المباريات من خلال شاشة تليفزيون عملاقة.
= وفي السوق الشعبي قصص المثابرة والإصرار على النجاح وعائشة بنت حويرب المهيري التي تحدت كل ظروفها القاسية وأدعت من خلال إنتاج العطور الطبيعية الإماراتية.. ورغم ظروفها الصهية الصعبة تدريبات في مجال الإقتصاد من اليونسكو في مدينة العين, وشاركت بعدها في دورات لدراسة العطر في مدينة العطور غاس في فرنسا, وشاركت بعد عودتها في عدة دورات لتدريب المقبلين على مشاريع العطور في باريس ولندن ومدريد, وفازن بجائزة الميكافير العالمية للإبتكار لإبتكارها عطور من مخلفات شجرة النخيل كالنواة والسعف والليف, وأنتجت أيضا العديد من مستحضرات الجميل, وأصبحت محكمة في مجال العطور.
كل ما هو معروض مهيأ لأن تكون القرية التراثية فريدة من نوعها ومميزة ومؤهلة لتعريف ضيوف القرية العالمية وخاصة غير الإماراتيين الذين لا يعرفون تراث الإمارات وما هو وأيضا حياة الأجداد في الزمن الأول كل النواحي والأجواء,