رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
أبذل جهداً كبيراً كي لا أشبه نفسي في أعمال قدّمتُها سابقاً
كارول عبود: أرفض أن يتمّ حصْري في كادر شخصيات معينة
تُعتبر كارول عبود من الممثلات الأكثر طلباً وتواجداً على الشاشات ويمكن وصْفها بـ «الجوكر النسائية» في الدراما اللبنانية والعربية نظراً لقدرتها على إقناع المُشاهد في أدوراها التي تنتقيها بحرص ودقة.
عبود تقول إن وجودها الدائم هو سيف ذو حدين، فهو إيجابي من ناحية، ولكنها تخاف من ناحية أخرى أن يملّ الناس منها.
• في رأيكِ، ما الذي يميّزك عن سائر الممثلات، خصوصاً أن المُنْتِجين يتمسّكون بك في أعمالهم نظراً لقدرتك على التنويع وتقديم مختلف الأدوار، بينما الممثلات الأخريات يمكن أن يَبرزن في عمل معين ثم يختفين لفترة طويلة قبل أن يظهرن مجدداً في عمل جديد؟
- وأنا أشكر المُنْتِجين لحرصهم على أن أتواجد في أعمالهم، ولكنني أسأل نفسي دائماً: هل يمكن أن يلعب وجودي الدائم على الشاشة دوراً ضدي وأن يكون سبباً في ملل الجمهور مني؟ ولذلك، ومن هذا المنطلق، أحرص دائماً كممثلة على أن أنوّع في أدواري، وهذا الأمر يحتاج جهداً كبيراً مني. الممثل المطلوب في الأعمال الدرامية يبذل جهداً كبيراً ومضاعَفاً لأنه يُفترض به أن يكون انتقائياً وأن يجيد اختيار الأدوار المتنوّعة وأن يبتعد عن التكرار وأن يكون قادراً على إيجاد عوالم جديدة للشخصيات التي يلعبها كي لا يشعر المشاهد بالملل جراء ظهوره الدائم على الشاشة.
وبالنسبة إليّ، أعتبر أن مشاركتي الدائمة في أعمال المُنْتِجين سيفاً ذا حدين. فأنا أشكر الله عليها لأنني مطلوبة في وقت جيد وفي عمر لاأزال أشعر معه بأنني قادرة على العطاء قبل أن أتقدّم في السن كثيراً، ولكن من ناحية ثانية أخرى فإنني أبذل جهداً كبيراً كي لا أشبه نفسي في أعمال قدّمتُها سابقاً وكي أقدّم أدواراً لم يسبق أن أدّيتُ مثلها وتكون مقاربتي للأمور ونوع التمثيل الذي أقدّمه مختلفة من مشروع إلى آخَر، بحيث يراني الجمهور شخصاً آخَر في كل مشروع جديد.
• وهل أنت مستعدة للخضوع للتجميل من أجل تحقيق الاستمرارية وقبل أن يتقدم بك السن أكثر كما قلت؟
- لن أخضع للتجميل كي أبدو بنت 20.
• ليس المقصود من وراء التجميل أن تبدي بنت 20، بل الحرص على تحسين الشكل من أجل الاستمرار في المهنة؟
- التحسين في الشكل ليس مرفوضاً، وكما تهتم الممثلة ببشرتها أو بلياقتها الجسدية من خلال القيام ببعض التمارين الرياضية يمكنها أيضاً إجراء بعض التحسينات الشكلية كي تحب الكاميرا إطلالتها عندما تقف أمامها، لأن الممثلة تخاف أن تنفر الكاميرا منها. ولكن الكاميرا لا تحب في الوقت نفسه الوجه المبالغ في تجميله، لأن ملامحه تختفي ولا يعود بالإمكان التمييز بين ضحك الممثلة وبين بكائها. ولذلك، أحرص تجميلياً كممثلةٍ على تحقيق التوازن بين أن يظلّ وجهي مقبولاً وألا أبدو «مهرهرة» أمام الكاميرا، وبين أن لا أتحوّل دمية من الجفصين، كي تبقى تعابير الحيوية والحياة ظاهرة على وجهي وكي تبرز أحاسيسي وردود أفعالي من خلال تقاسيمه.
• وهل يمكن القول إنك قادرة على تقديم الأدوار التي تعجز عن تقديمها الممثلات الأخريات عدا عن أن المُنْتِجين يحصرون الممثلة في غالبية الأحيان في أدوار معينة كدور الأم مثلاً؟
- بصراحة، لا أحب التحدث عن نفسي، ولكن بعض الممثلات يحرصن على الذهاب بعيداً في الشخصية وعلى تقديم أدوار مختلفة بحيث لا يكون للدور الجديد علاقة بالأدوار السابقة التي قدّمنها على الشاشة. والأمثلة على ذلك كثيرة، ومن دون ذكر أسماء كي لا يزعل البعض مني. ولا شك أنني واحدة من هؤلاء الممثلات لأنني قادرة على التنويع كثيراً في أدواري ولا يمكن حصري في نوع واحد من الأدوار وهذا ما أرفضه رفضاً قاطعاً. كما أن المُنْتِجين والكتّاب يتجنبون هذا الأمر، وحتى عندما يَعرضون عليّ دوراً شبيهاً بشخصيةٍ قدّمتُها سابقاً، فإنني أحاول أن أذهب به بعيداً من خلال أدائي وتركيبة الشخصية وأن أضيف إليها بحيث يَقتنع المُخْرِج بأنني أريد أن ألعب في هذه المساحة وليس في المساحة التي قدّمتُها سابقاً، وإن كان الدور السابق ناجحاً. وعادةً تبني شركات الإنتاج والكتّاب الأدوار الجديدة على الأدوار الناجحة التي سبق أن قدّمها الممثل، ولذلك يفترض به أن يرفض ذلك أو أن يَبني على نجاح شخصيةٍ سبق له أن قدّمها، لأن هذا يضرّ في مصلحته ولا يفيده.
• ولكن بعض الممثلين يخافون رفْضَ بعض الأدوار التي قدّموا مثلها سابقاً؟
- أنا أرفض أن يتمّ حصْري في كادر شخصيات معينة، وإذا حصل ذلك فإنني أعتذر عنها. يجب أن يكون لدى الممثل هامش القبول والرفض، لكن هذا الأمر غير متوافر في لبنان، لأن بلدنا يمرّ في ظروف صعبة جداً ولأن فرص العمل ليست متساوية أمام الجميع، وعليه يصبح مَن يرفض دوراً وكأنه يرفض النعمة، وهذا قد يكلّفه غالياً لأنه يمكن أن يجلس في بيته من دون عمل، كما يمكن أن يوضع فيتو على اسمه. ولكن لو أن الظروف في لبنان طبيعية، يجب أن يكون لدى الممثل مثل هذا الهامش. هناك أسباب عدة يمكن أن تدفع الممثل لأن يقول كلا، ولكنه يُجبر أحياناً على أن يقول نعم لأنه يريد أن يعيش كونه رب العائلة وأولاده يذهبون إلى المدرسة وعليه أن يدفع إيجار البيت واشتراك الموّلد الكهربائي والماء. نحن فقدنا رفاهية أن نقول كلا، مع أنها ليست رفاهية في الواقع، بل هي حق مكتسب للممثل.