شوكة حقيقية في خطتها الاتصالية:

كلوديا كونواي، نجمة تيك توك تهزّ البيت الأبيض...!

كلوديا كونواي، نجمة تيك توك تهزّ البيت الأبيض...!

-- يمكن لكلوديا الوصول إلى قدر معين من المعلومات الحساسة من خلال والدتها
-- يتابعها 1.5 مليون و184 ألف مشترك على تيك توك وانستغرام
-- الأم تناصر ترامب، والأب جمهوري يعارضه، والابنة تدعو لانتخاب بايدن
-- أشاد بها الديمقراطيون ومعارضو ترامب، ويشجبها مؤيدوه ويرفضون ظهورها الانتقامي
-- حاولت السلطات الاحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة حتى لا تتحدث كثيرًا عن صحة الرئيس


  ابنة اثنين من الجمهوريين الأمريكيين البارزين، رغم أنهما يتعارضان، لا تجامل المراهقة ولا تنتقي كلماتها عندما تتحدث إلى مجتمعها. مع 1.5 مليون و184 ألف مشترك على تيك توك وانستغرام، أصبحت كلوديا كونواي شوكة حقيقية في حلق الخطة الاتصالية للبيت الأبيض.

قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كانت وراء كشف إيجابية والدتها كيليان كونواي تجاه كوفيد-19، قبل التصريح الرسمي للمعنية بالأمر. ومنذ هذا الاستعراض الصادم العلني، يتم نقل مقاطع الفيديو الخاصة بالفتاة والتعليق عليها وبثها على التلفزيون وحتى على قناة فوكس نيوز.
   لكن لماذا تثير الفتاة، 16 عامًا، كل هذا الشغف؟ هل تستطيع حقًا أن تلعب دورًا في انتخابات 3 نوفمبر؟

عائلة ملتزمة
   دعنا نعيد السياق قليلا. يمكن الاعتقاد أن كلوديا كونواي معتادة على المناقشات السياسية (الساخنة) داخل عائلتها. الابنة الكبرى -مع شقيقها التوأم جورج –دي كيليان ، تعتبر أسرتها مثالا للصراع الذي أشعلته السنوات الأربع الماضية في السياسة الأمريكية.

    نشير بداية، الى ان والدتها كانت مستشارة مقربة لدونالد ترامب منذ حملته الانتخابية عام 2016. وكانت المسؤولة عن خطته الاتصالية طيلة أربع سنوات، وهي محاربة شرسة لـ “الحقائق البديلة”، وتدافع عن الرئيس ترامب في السراء والضراء.
   لكن هذه الحليفة الدائمة تراجعت خطوة إلى الوراء في أغسطس الماضي، من أجل رفاهية عائلتها، كما نقرأ في بيانها الصحفي. تتكون العشيرة من زوجها جورج تي كونواي الثالث، وهو جمهوري حتى النخاع ولكنه عدو لدونالد ترامب، الى درجة أنه كان وراء تأسيس “مشروع لنكولن”، وهي مجموعة جمهورية تعارض الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة. مستخدمة إعلانات عالية الاستهداف تبثّ خلال ساعات استماع الرئيس، فإن لجنة العمل السياسي هذه لا تدخر جهداً.

   وفي زحمة هذه الآراء المتباينة، ولكن المتمحورة حول اليمين، تكبر الابنة الكبرى للزوجين. في يوليو، قامت بتزيين غرفتها بعلامة لا لبس فيها “اللعنة ترامب”، ودعت مؤخرًا إلى “التصويت للون الأزرق”، أي الحزب الديمقراطي. وفي هذا المناخ الذي نتخيل انه متوتر، وفي تعارض تام مع والديها، تتحرك كلوديا كونواي.
   ومع ذلك، فهي بعيدة كل البعد عن كونها مراهقة بسيطة: فبالإضافة إلى امتلاك لقب شهير، يمكنها أيضًا الوصول إلى قدر معين من المعلومات الحساسة، من خلال والدتها.

مواجهة بين الأم وابنتها
   في خضم الوباء، إلى جانب الانتخابات الرئاسية، أصبح الخطاب الاتصالي للبيت الأبيض أكثر توتراً من أي وقت مضى، وجاءت كلوديا كونواي لتثير كل شيء. في 26 سبتمبر، استقدم دونالد ترامب إيمي كوني باريت إلى حديقة الورود في البيت الأبيض، لتقديم ترشيحها رسميًا إلى المحكمة العليا. عدد قليل جدًا من الكمامات، وغياب كلي للتباعد الاجتماعي، وتسقط النتيجة بعد بضعة أيام: تزايد عدد الضيوف المصابين بكوفيد-19.

   وهنا كان تدخل كلوديا، في 2 أكتوبر. من بيتها، لاحظت الشابة أن والدتها، كيليان كونواي، تسعل.  وبحكم انتمائها الى الجيل زاد، قامت المراهقة بتسجيل فيديو تيك توك، انتشر بسرعة كبيرة. وباتت كيليان كونواي مُجبرة على الاعتراف علنًا بإصابتها بالفيروس، وهو ما فعلته بعد بضع ساعات.
    في الأثناء، تواصل كلوديا النشر، وتشكو من أنها أمضت اليوم مع والدتها، التي كانت تسعل، غير مدركة أنها كانت إيجابية. غاضبة، ردت الأخيرة بشكل سيء للغاية على اتهامات ابنتها وطلبت منها تصحيحها. وفي عدة مقاطع فيديو (تم حذفها منذئذ)، يمكن مشاهدة الفتاة على سريرها، بجانب المستشارة السابقة لدونالد ترامب، غاضبة جدًا، وتصرخ بأنها “لم تكذب بشأن مرض كوفيد».

   تنشر كلوديا بعد ذلك مقطع فيديو مكتوبًا فيه: “توضيح بسيط لمشاركاتي السابقة، أمي تقول إنها لم تكذب علي... أجرت ثلاثة اختبارات “كوفيد”. الأول سلبي، الاثنان التاليان موجبان... لم نكن على اتصال... لقد أسأت التأويل «.    اعتراف بالخطأ قسري أو صادق، في كل الأحوال، أمضى الثنائي الصدامي الأيام التالية في عزلة.
   إلا أن هذه الحلقة ليست العلامة الأولى على وجود تعارض واضح بين الأم وابنتها. سبق، خلال الصيف، إن باحت المراهقة مطولا بعدم ارتياحها على الشبكات الاجتماعية، لا سيما في فيديو مباشر. قالت الفتاة الصغيرة إنها عاشت طفولة مؤلمة، تتكون من سوء معاملة وعنف (جسدي ومعنوي) من جانب والديها.
  ولئن لم يتفاعلا علنًا مع هذه التصريحات، فقد تحدثت كيليان خلال حادثة أكتوبر، مذكّرة أن ابنتها كانت تبلغ من العمر 15 عامًـــــــــا فقــــــط (عند النشر)، قبــــــل أن تتابع: “أنتــــم بالغـــــــون، لدينـا كوفيد، لكن من الواضح من هـــــو المريض حقًا”...  صياغة لا تتقنها إلا كيليان.

التعاطي إعلامي
 وتحرش إلكتروني
   لماذا هذا الاهتمام بالفتاة الصغيرة؟ حتى تدخلها في نهاية الأسبوع الماضي، كانت المعلومات الصادرة عن البيت الأبيض بشأن إصابات 26 سبتمبر ضئيلة. بل تم إخفاء إمكانية وقوع حدث عالي الخطورة عن الموظفين في الموقع. وحاولت السلطات الاحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة حتى لا تتحدث كثيرًا عن صحة الرئيس.    وخلال ساعات قليلة، جذبت صفحة تيك توك الخاصة بكلوديا كونواي أشخاصًا فضوليين وصحفيين يبحثون عن معلومات من الداخل، ولم يتم الكشف عنها بعد، أو تأكيد صحتها.   تم ذكرها وشتمها واهانتها عبر التعليقات، ووجدت الفتاة الصغيرة، اسمها يظهر في أعلى ترتيب التغريدات، وهي أكثر الموضوعات التي نوقشت على تويتر، عدة مرات خلال عطلة نهاية الأسبوع.    أشاد بها الديمقراطيون ومعارضو الرئيس ترامب، لكن يشجبها المؤيدون لترامب الذين لا يقبلون ظهورها الانتقامي. في الآونة الأخيرة، بدت الفتاة وكأنها تراجعت عن السياسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مكتفية بحثّ كل الذين تتوفر فيهم الشروط على التصويت. ومع ذلك، فإن صورة ملفها الشخصي الجديدة على تيك توك لا لبس فيها: تقول “الجيل زد مع بايدن».