كيف تحولت الباغوز إلى أهم جيب للصراع في الشرق الأوسط؟
كشفت صحيفة “غارديان” الأسبوعية البريطانية تحول منطقة الباغوز، المعقل الأخير لتنظيم داعش في سوريا، إلى أكثر المناطق المتنازع عليها في الشرق الأوسط، حيث تسعى إيران إلى توسيع نفوذها في منطقة البوكمال باعتبارها نقطة عبور رئيسة إيرانية من العراق، وسوريا، إلى لبنان.
وذكرت الصحيفة أن منطقة البوكمال الحدودية مع العراق، تحولت بعد هزيمة داعش منذ ثلاثة أعوام، إلى ساحة معركة بين قوى مختلفة، الميليشيات الشيعية من العراق، وإيران، ولبنان، والمرتزقة الروس، وقوات العشائر السنية، والجيش السوري، والقوات الكردية التي تراقب المنطقة من الجانب الآخر من نهر الفرات.
ودمرت الاضطرابات الكثير من قرى ومدن محافظة دير الزور، ولا يزال العديد من السكان في عداد المفقودين أو النازحين، ولا تزال الحرب ضد الجماعة الإرهابية محتدمة.
وعلى الطرق السريعة الرئيسية، تفسح الجرارات والناقلات الطريق، لقوافل من الآليات العسكرية الأمريكية والروسية، بينما تحلق طائرات هليكوبتر هجومية فرنسية، وأمريكية في الأجواء، حيث لا تزال قوات التحالف الدولي تحتفظ بقواعدها.
وذكرت الصحيفة أنه “لطالما كانت السيطرة على البوكمال إحدى الخطط الإستراتيجية لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، وحليفه أبو مهدي المهندس، لتوسيع النفوذ الإيراني عبر ممر على شكل هلال يمتد من العراق، وسوريا، إلى لبنان».
وأضافت “على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، أصبحت البوكمال الطريق الرئيسي لنقل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، الأسلحة والأموال من العراق، إلى سوريا».
ووفقًا للصحيفة، وبعد مقتل سليماني في هجوم للقوات الأمريكية، كثفت إيران الجهود لتحقيق هذا الهدف.
وقال عدد من سكان البوكمال للصحيفة إن “المدينة تغيرت بشكل كبير منذ الإطاحة بتنظيم داعش، ووصول الجماعات الموالية لإيران».
وأكد ثلاثة من سكان البوكمال ما قاله مسؤولون أوروبيون عن الدور البارز لضابط إيراني يلقب بـ “حاج عسكر” في المنطقة. وقالوا إن الميليشيا التي يقودها “اللواء 47” من كتائب حزب الله العراقي، باتت تسيطر على معظم المدينة.
ووفقًا للسكان، ينحدر معظم المجندين المحليين في اللواء 47، من قبيلتي المشهد والجغيفي، وقولون إنهم “باعوا المدينة لإيران بثمن بخس».
وقال أحد السكان: “تشهد المدينة تغيرات كبيرة. هناك مدارس تدرس التاريخ الإيراني، وزعماء دينيون شيعة، يؤثرون في المجتمع».
وفي الباغوز، على الجانب الآخر من نهر الفرات، حيث شن داعش آخر معاركه في أوائل 2019 ، يسير ضباط أكراد من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة دوريات، بينما يقف جنود سوريون على النصف الآخر من الجسر المنهار الذي كان يربط بين بلدات المدينة.
وقال الضابط الكردي أجين عفرين للصحيفة، إن “داعش أسقط الجسر لمنع الآخرين من مهاجمته. ثم حاول بناء جسر خاص به».
وأضاف عفرين “الكل قاتل على هذه الأرض. مات ما لا يقل عن 5000 شخص من داعش في الباغوز. أتساءل، كيف أصبح هذا الجزء من الشرق الأوسط مهماً جداً؟ وكيف سيبدو بعد عامين؟».
وقال ضابط كردي آخر: “عناصر داعش يعتقدون أنها أرضهم، وآخرون لهم رأي في ذلك بمن فيهم نحن. لا أرى نهاية للقتال».