المجاعة «ليست مزيفة»

لماذا غضب ترامب من حديث نتانياهو خلال مكالمة حول غزة؟

لماذا غضب ترامب من حديث نتانياهو خلال مكالمة حول غزة؟


أظهرت صور بعض الأقمار الصناعية أن الجيش الإسرائيلي يُحشد قواته ومعداته بالقرب من الحدود مع غزة، لدعم غزو بري جديد محتمل للقطاع الفلسطيني، وفقاً لثلاثة مسؤولين أمريكيين ومسؤول سابق اطلعوا على الصور.
وأوضح تقرير لشبكة «ان بي سي» نيوز الأمريكية، أن الصور تظهر تحركاتٍ وتشكيلاتٍ للقوات، اعتبرتها المصادر الأربعة مؤشراتٍ على عملية برية كبيرة، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على تلك الخطة.
وقال المسؤولون الأمريكيون الثلاثة وشخصٌ مُطلع على المناقشات الإسرائيلية، إنه في حال شنّ عملية عسكرية جديدة، فقد تشمل جهوداً لاستعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية في المناطق الواقعة خارج نطاق القتال. 
 خلاف ترامب ونتانياهو
ويأتي تعزيز القوات في وقت متوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. حيث أجرى رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو في 28 يوليو-تموز، محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط مخاوف البيت الأبيض بشأن كيفية عمل صندوق غزة الإنساني، وهو جهد إغاثة تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل، وفقاً لمسؤول أمريكي رفيع المستوى، ومسؤولين أمريكيين سابقين، ومسؤول غربي أُطلعوا على الأمر.
وبدأ التصعيد الأخير للتوترات بين ترامب ونتنياهو في 27 يوليو-تموز. 
وفي ظهوره في فعالية بالقدس في ذلك اليوم، قال نتانياهو: «لا توجد سياسة تجويع في غزة. 
ولا يوجد تجويع في غزة».
وعندما سُئل ترامب عن تلك التعليقات في اليوم التالي خلال رحلة إلى اسكتلندا، ناقض نتانياهو. وقال إنه رأى صورًا لأطفال في غزة «يبدون جائعين للغاية»، وأن هناك «مجاعة حقيقية» هناك، وأنه «لا يمكن تزييف ذلك».
ثم طلب نتانياهو سراً إجراء مكالمة هاتفية مع ترامب، وفقاً لما ذكره المسؤول الأمريكي الكبير والمسؤول الأمريكي السابق المطلع على المكالمة، وأضاف المسؤولان أن الزعيمين تواصلا في غضون ساعات.
وأخبر نتانياهو، ترامب عبر الهاتف أن المجاعة واسعة النطاق في غزة ليست حقيقية، وأنها من تدبير حماس، وفقاً لما ذكره المسؤول الأمريكي الكبير ومسؤولان أمريكيان سابقان والمسؤول الغربي، وجميعهم مطلعون على المكالمة.
واحتد ترامب على نتانياهو، على حد قولهم، وأخبره أنه لا يريد أن يسمع أن المجاعة مزيفة، وأن مساعديه أطلعوه على أدلة على أن الأطفال هناك يتضورون جوعاً.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين السابقين المطلعين على المكالمة بأنها «محادثة مباشرة، في أغلبها من طرف واحد، حول وضع المساعدات الإنسانية»، حيث كان ترامب «يُلقي بظلاله على الحديث».
وقال المسؤول السابق، في إشارة إلى صندوق غزة الإنساني: «الولايات المتحدة لا تشعر فقط بأن الوضع مُزرٍ، بل إنها تتحمل مسؤوليته بفضل صندوق غزة الإنساني».

ماذا بعد زيارة ويتكوف؟
ودفعت المكالمة الهاتفية ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، إلى زيارة المنطقة الأسبوع الماضي لإيجاد مسار مُوحد للمضي قدماً في الحرب.
ووفقاً للمسؤول الغربي والمصدر المُطلع على المناقشات الإسرائيلية، أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن سرورهم بزيارة ويتكوف.
 واعتبر الإسرائيليون كل شيء، من لغة جسده إلى الأسئلة التي طرحها، مؤشرات على قدرتهم على إيصال التحديات التي تواجهها إسرائيل بفعالية.
كما ناقش المسؤولون الإسرائيليون مع ويتكوف الانتقادات الدولية لصندوق غزة الإنساني، موضحين، في رأيهم، سبب رغبة بعض النقاد في إفشاله، وفقاً للمصدر المُطلع على المناقشات الإسرائيلية.
ويعمل صندوق غزة الإنساني في غزة منذ مايو-أيار. وتعمل المؤسســـــة الإنسانية التبعــــــــة له في مواقع توزيــــــــع محددة بعيـــــــــدة عن بعض الفلسطينيين المحتاجين للغذاء، ممـــــــا يؤدي إلى تجمعات كبيرة أطلقت عليها القوات الإسرائيلية المتمركزة بالقرب منهـا النـــار في بعض الأحيان. 
وحتى أواخر يوليو-تموز، قُتل أكثر من 1000 فلسطيني أثناء بحثهم عن الطعام، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. 
وقد قاطعت الأمم المتحدة، التي تدير شبكة توزيع مساعدات خاصة بها في غزة، مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، لشبكة إن بي سي نيوز: «لا نعلق على محادثات الرئيس الخاصة. الرئيس ترامب يركز على إعادة جميع الرهائن وتوفير الطعام لسكان غزة».
وأثبت وقف إطلاق نار جديد في غزة أنه بعيد المنال، حيث لا تعتقد إسرائيل أن حماس لديها دوافع للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن المتبقين، وفقاً لما ذكره المصدر المطلع على المناقشات الإسرائيلية والمسؤول الغربي، وتعتقد أن الهجوم العسكري هو الخيار الأكثر ترجيحاً.
وقال المصدر المطلع على المناقشات الإسرائيلية: «يبدو أننا نواجه طريقاً مسدوداً، حيث تقول الدول إنها تعترف بفلسطين. الآن استنفدت جميع الأفكار».
وقال المسؤول الغربي إن الهجوم لا يزال احتمالاً خطيراً للغاية بالنسبة للجيش الإسرائيلي لأن حماس متمسكة بموقفها بشدة، و»لا توجد فرصة لقتل كل مقاتل».
وأضاف المسؤول الغربي أن هناك قلقًاً من أن حماس ستقتل الرهائن أو تضعهم في طريق القتال إذا تعرضت للتهديد.
وقال الشخص المطلع على المناقشات الإسرائيلية والمسؤول الغربي إن القوات الإسرائيلية تعرف المنطقة العامة التي يتواجد فيها جميع الرهائن، وأضاف أحدهما أن الاعتقاد هو أن هذه المنطقة تقع وسط غزة.