رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
بريغوجين قرر أنه أفضل من الدولة، وأنه يمكن تحديها واستبدالها
لماذا وصلت العلاقة بين بوتين وزعيم فاغنر إلى نقطة الانهيار؟
تناولت إيزابيل فان برغين العلاقات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم مجموعة فاغنر الأمنية يفغيني بريغوجين، معتبرة أن العلاقة بين رجل الأعمال وحليفه القديم وصلت إلى نقطة الانهيار، مع لجوء الرجل الذي كان “متعهد طعام” في وقت من الأوقات، إلى نشر فيديوات بذيئة على وسائل التواصل الإجتماعي، من أجل إسماع صوته وسط الحرب في أوكرانيا.
ويرأس بريغوجين، الذي لُقب بـ”طباخ بوتين”، مجموعة فاغنر. وهو يدفع بمقاتليه منذ أشهر إلى مدينة باخموت في شرق أوكرانيا إلى جانب القوات التقليدية، كجزءٍ من ضغط روسي لتحقيق أول انتصار ميداني في الحرب منذ صيف 2022، وينظر إليه من قبل الكرملين كأداة أساسية في الحرب.
لكن برغين تقول في مقالها بمجلة “نيوزويك” إن التشقاقات بدأت تظهر في علاقة رجل الأعمال مع الكرملين عندما أظهر حماسة للدخول في الدائرة السياسية، مطلقاً هجمات ضد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان الجنرال فاليري غيراسيموف. وتضاعفت هذه التعقيدات عندما هدد بالإنسحاب من باخموت الأسبوع الماضي، بسبب نقص الذخيرة.
وظهر بريغوجين غاضباً في مناشدة أطلقها من أجل الحصول على مزيد من الذخائر في 5 مايو (أيار)، بعد ساعات من نشره مقطعاً مصوراً كان يقف فيه قرب ما قال إنه جثث لمقاتليه الذين لقوا مصرعهم في باخموت. وسبق له أن ركز هجماته فقط على شويغو وغيراسيموف، موجهاً إليهما اللوم في موت مقاتليه، لأنهما لم يرسلا إليه مزيداً من الذخائر، بحسب زعمه.
وبعد أيام، في 9 مايو، يوم النصر –الذي تحتفل فيه موسكو بهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية- شكا بريغوجين من نقص الذخيرة، ونشر مقاطع فيديو قبيل خطاب بوتين في الساحة الحمراء بموسكو وبعده.
وقال إن مقاتليه لا يزالون في حاجة إلى الذخيرة، وأنه لا يُسمح لمجموعة فاغنر بالإنسحاب، وبأنها تلقت تهديدات بتوجيه تهمة الخيانة للفارين. ووصف بريغوجين الجنرالات الروس بأنهم خونة.
وتعود العلاقة بين بوتين وبريغوجين إلى التسعينيات، عندما كان الأخير يملك شركات تتعهد تقديم الطعام للكرملين ويحقق صعوداً سريعاً في المجتمع الروسي، جامعاً ثروة هائلة. وظهر العام الماضي كلاعب أساسي في الحرب التي أطلقها الزعيم الروسي.
وقالت الزميلة البارزة في مركز كارنيغي لروسيا وشؤون أوراسيا تاتيانا ستانوفايا إن الفيديوات التي أطلقها بريغوجين مؤخراً تثبت أنه ليست لديه اتصالات مباشرة مع بوتين. وصرحت للنيوزويك أن “الوسيلة الوحيدة للتعبير عن معارضته واختلافه وغضبه، هي في التوجه إلى الجمهور. ولهذا السبب نشر فيديوات تظهر كم هو غاضب لأن الأمور ذهبت في الاتجاه الخاطئ، وكم هي صعبة بالنسبة إليه وإلى رفاقه».
وبحسب الخبير فلاد مايخنينكو، فإن مجموعة فاغنر لم تدخل الحرب إلا بعدما عانت روسيا “هزيمة مذلة في معركة كييف في ربيع 2022”، وبعد حصول بريغوجين ومقاتليه على دعم كامل من الحكومة الروسية من أجل تجنيد النزلاء الخطيرين في السجون، وتزويدهم بالدبابات والطائرات ومروحيات قتالية ومدفعية ثقيلة وإمدادات غير محدودة من الذخيرة.
لكن الأمور تغيرت، عندما بدأ الكرملين يلمس وجود طموحات أكبر لدى بريغوجين، وبدأ ينظر إليه من زاوية شخصيته السياسية.
وأشار مايخنينكو إلى أن “النشاط الرئيسي لبريغوجين خلال هذا النزاع كان دائما محاولة البناء على الحرب وتجميع موارد أكثر في روسيا نفسها – من أجل الحصول على منصب حكومي، أو دور سياسي قيادي، وتحويل قيمته العسكرية إلى قيمة اقتصادية وسياسية ملموسة داخل روسيا».
وأضاف أن الكرملين بدأ “في إدارته” و”التقليل من نفوذه المتضخم”. وأوضح أن “قرار بوتين بإعادة تثبيت غيراسيموف وجنرالات آخرين، ممن يتصادم معهم بريغوجين علناً، في قيادة الحرب الروسية في آواخر 2022، كان بداية النهاية” بالنسبة لرئيس “فاغنر».
ولفتت ستانوفايا إلى أن بريغوجين قرر أنه أفضل من الدولة، وأنه يمكن تحديها واستبدالها. وقالت إن “بوتين، الذي كان يتعين عليه التعامل مع الكثير من الشكاوى حول بريغوجين، أعاد موازنة الوضع لمصلحة الأجهزة الأمنية، وحاول أن يحقق هذا النوع من الوحدة”، مشيرة إلى مزاعم بريغوجين بأنه مُنع من تجنيد المزيد لمصلحة مجموعة فاغنر من السجون.
ويقول مايخنينكو إن بريغوجين قد “أرهق نفسه”. وأضاف: “حياته ستنتهي فجأة وبشكل لا إرادي في أقرب وقت».