كل شيء يتحقق في الوقت المناسب

لمى لوند: كنت أحلم بالسينما في عقلي الباطني وأعشق التمثيل

لمى لوند: كنت أحلم بالسينما في عقلي الباطني وأعشق التمثيل

تطلّ الإعلامية اللبنانية لمى لوند في مسلسل (الزوجة الأولى) للمُنْتِج مروان حداد في تجربة تمثيلية مهمة، ولكنها ليست الأولى. لوند تتحدث عن مشاركتها في هذا العمل وتوقعاتها لمستقبلها المهني كممثلة في هذا الحوار:

• شكّلت مشاركتك في مسلسل (الزوجة الأولى) تكريساً لدخولك مجال التمثيل، وهو الطريق الذي اختاره عدد كبير من المذيعات، ما أهمية هذه التجربة؟
- دخولي المجال ليس جديداً، إذ سبق أن خضت هذه التجربة مع المخرج فيليب عرقتنجي، كما ظهرتُ في عمل مع كارول سماحة وشاركت في مسلسل المخرج نديم مهنا (بردانة أنا).

وبالنسبة إلى المذيعات اللواتي اتجهن نحو التمثيل، فهناك أشخاص يتخصصون في مجال معين ولا يلبثون أن يبرعوا في مجال آخَر.
ولأن المذيعة معتادة على الكاميرا، فمن السهل عليها إلى حد ما الانتقال إلى مجال التمثيل.
لكن هذا لا يعني أنها ستصبح ممثلة فوراً، بل يجب أن تشتغل على نفسها وأن يكون لديها مدرّب يساعدها، خصوصاً إذا لم تكن متخصصة في المجال.
وبالنسبة إلى تجربتي، فلا يُمكن تشبيهها بتجارب المذيعات الأخريات، لأنهن لسن من جيلي. وعندما دخلتُ عالم التلفزيون عَرض عليّ المخرج الراحل ألبير كيلو مشروعاً تمثيلياً، لكنني اعتذرتُ، مع أنني كنت أحلم بالسينما في عقلي الباطني وأعشق التمثيل.
وفي ذاك الوقت، كان عدد المذيعات قليلاً جداً، وكانت الإطلالة على الشاشة كمذيعة أمراً مهماً جداً لأيّ شخص منا، خصوصاً أنني كنت أذيع باللغة الفرنسية وانتقلتُ إلى العربية في مرحله لاحقة.

لا يمكن أن نندم وأن نتساءل لماذا لم تَحْدث الأمور من قبل، لأن كل شيء يتحقق في الوقت المناسب. وأنا أُكمل ما كنتُ بدأت به، واتجاهي نحو التمثيل مردّه إلى أنه عمل يستمرّ معنا حتى النهاية، ولأنني لا أستطيع البقاء من دون عمل.
وفي حال نجحتْ تجربتي فيه، كوني لاأزال في بداية المجال، فسأكمل فيه ما دمتُ أتمتع بالصحة وبذاكرة قوية.
كل ما أتمناه هو أن أنجح كي أقول إنني بدأتُ بمحطة جديدة في حياتي.

• ولماذا تراهنين على هذه التجربة تحديداً (الزوجة الأولى) بما أن لك تجارب تمثيلية سابقة؟
- إلى هذا المسلسل، شاركتُ في فيلم مع كارلوس شاهين وهو من إنتاج لبناني - فرنسي مشترك، وتشارك فيه أيضاً ممثلات فرنسيات معروفات جداً، وأنا أعتبره نقلة نوعية مهما كان حجم دوري فيه، لأنه سيُعرض في دور السينما العالمية. لا أراهن على العمل الجديد، بل أدعو الناس كي يشاهدوني كيف أمثّل، لأنني ألعب دوراً أساسياً ورئيسياً، ومشاركتي ليست مجرد إطلالة، بل أجسّد شخصية مركّبة تمر في حالات مختلفة، وإما أن أنجح وإما لا.

• وما انطباع المُخْرِج حول أدائك؟
- يقول لي لو أنكِ لا تعطيني الأداء الذي أريده لكنتُ عاودتُ تصوير المَشاهد إلى أن أحصل على النتيجة التي تُرْضيني، لكن الممثل يقلق بطبعه ويهمه أن يتأكد وأن يرى بعينه حتى لو رضي عليه كل الناس.
وكما كل الناس، أكتشف الحلقات عند عرضها. والأصداء كانت إيجابية، وهي كانت كذلك أيضاً من المنتج مروان حداد الذي قدّم لي العرض والمخرج طوني عاد عند إجراء (الكاستينغ) والأستاذ طوني أشقر الذي أشرف على تدريبي كممثلة.

• هل تعتقدين أنك خاطرتِ لأنك اخترت تقديم دور مركّب وأساسي في المسلسل من خلال تجسيد شخصية تعيش حالات مختلفة؟
- لا أخاطر على الإطلاق. قرأتُ الدور جيداً واطلعتُ على الشخصية. ولو لم أشعر بأنني سأكون على قدر المسؤولية، لَما قَبِلْتُ بالعمل.
أملك خبرةً عمرها 35 عاماً في العمل التلفزيوني ولا أريد أن أحرقها وأبدّدها، لمجرد المخاطرة أو لإرضاء نزوة.
عندما قبلتُ بالدور، تعاونتُ مع أنطوان أشقر لتدريبي، وهو أستاذ جامعي وأستاذ مسرح ومدرّب أداء كي أقوم بالمهمة على أكمل وجه.
وحين قرأتُ النص، أعجبتْني الشخصية كثيراً، وبصراحة أُغرمت بشخصية (سونيا)، ولذلك وافقتُ على العرض.
وبالنسبة إلى عمري، المخاطرةُ غير مسموحة، لكن مَن لا يخاطر لا يمكن أن يتقدم شرط أن يدرس خطواته جيداً وأن يكون على قدر المسؤولية، لتخفيف نسبة الخطر إلى أقصى حد ممكن.

• كيف تتحدثين عن شخصية (سونيا)؟
- هي امرأةُ المفاجآت. الناس لا يَعْرفون سبب تصرّفاتها، ومع تَقَدُّم الحلقات يكتشفون أن هناك أوجهاً عدة في شخصيتها، وتفتح أبوابها في أماكن معيّنة كي يكتشفوها ولكنهم لا يلبثون أن يتفهّموا حالتها عندما يتعرفون على ظروفها وسيتعاطفون معها بعد كرههم لها.

•عادة يعرض مروان حداد عمله قبل الموسم الرمضاني ثم يُكمله خلاله، لاستقطاب المُشاهِدين. فهل هذا الأمر سيتكرّر أيضاً مع (الزوجة الاولى)؟
- العمل من جزأين، أما بالنسبة إلى التفاصيل الأخرى فهي عند المنْتِج مروان حداد.

• وكيف تتوقعين أن تكون المنافسة الرمضانية في حال صحت هذه التوقعات؟
- لا يمكن لأيّ منا أن يتابع جميع الأعمال الرمضانية. في النهاية، كل عمل ينال نصيبه، وإذا تابع الناس مسلسلاً وتَعَلَّقوا به فسيكملون مشاهدته، وهذا ينسحب على (الزوجة الأولى) وأيّ عمل آخر.
ويجب عدم إغفال أن عوامل المُشاهَدة يتحّكم بها أيضاً الممثلون، ومعلوم أن ممثّلي الصف الأول لديهم جمهور يُتابع أعمالهم، من دون أن يعني ذلك أن هذا لوحده يُشكّل عنصراً كافياً لضمان النجاح الجماهيري الذي تتداخل لبلوغه مجموعة مقوّمات متكاملة.