مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين بجامعة الشارقة ومعهد الشارقة للتراث ينظمان ملتقى «التراث الفني الإسلامي»
بحضور الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، وسعادة الدكتور عبدالعزيز المسلّم رئيس معهد الشارقة للتراث، نظمت مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين بجامعة الشارقة بالتعاون مع معهد الشارقة للتراث الملتقى العلمي الدولي السادس بعنوان: "التراث الفني الإسلامي"، تزامناً مع اليوم العالمي للفنون الإسلامية الذي أعلنته منظمة اليونسكو عام 2019، ويقام كل عام في 18 نوفمبر، وذلك بهدف تعزيز الوعي بالفنون الإسلامية وإسهاماتها في مكونات الحضارة الإنسانية، وبحضور الأستاذ الدكتور مسعود إدريس مدير مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، والأستاذة الدكتورة نادية الحسني عميد كلية الفنون الجميلة والتصميم.
وخلال كلمته التي ألقاها سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الجامعة في الجلسة الافتتاحية للملتقى، عبر فيها عن مشاعر التقدير والامتنان إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة، لرعاية سموه ودعمه لميادين التراث الثقافي العربي والإسلامي على اختلاف آفاقها ومكوناتها، ولاسيما في إطار التعاون والتشارك في تجسيد هذا التراث وإبراز أهميته على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، مشيراً إلى أهمية تنظيم هذا الملتقى الذي يجسد النظرة الثقافية العالمية والاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة ومؤسس جامعة الشارقة -حفظه الله تعالى ورعاه، الذي أنشأ ومنذ عدة سنوات مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين في جامعة الشارقة، ووضع سموه ضمن أهداف هذه المؤسسة أن تعمل على تسليط الضوء على تاريخ الفنون والعلوم الإنسانية الإسلامية على المستوى الدولي، لأنها كمؤسسة تتضمن كافة مجالات العلوم والفنون وإسهاماتها في بناء الحضارة الإنسانية منذ العصور الأولى وحتى اليوم.
وأضاف مدير الجامعة قائلا: " إن أهداف هذا الملتقى تقربنا من تحقيق رسالة مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، التي سعت ولا تزال تسعى كما سبق إلى إحياء التراث العلمي للعرب والمسلمين من خلال عمليات الجمع والحفظ والتحقيق والبحث والنشر والترجمة، كما شكل هذا الملتقى منصة للحوار والنقاش والتواصل والتفاعل بين الثقافات، وعمل على المساهمة في حماية جوهر التراث الفني والمعماري الإسلامي وصيانته وحفظه للأجيال المتعاقبة وللإنسانية جمعاء، وأن المعرفة في مجال التراث الفني والتاريخي والمعماري الإسلامي ليست مقتصرة على صفحات كتب التاريخ ورفوف وأركان وزوايا المتاحف، بل إنها إرث حيوي وخالد، تساعد هذه المعرفة على مد الجسور بين الثقافات العالمية و تقريبها بعضها من بعض".
ومن جانبه أكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم رئيس معهد الشارقة للتراث، أن التراث يمثل عنصراً جوهرياً في رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، وفي فكره وكتاباته، ويتجلى ذلك في توجهاتِ سموه وتوجيهاته، بوضع الإطار المؤسسي والقانوني في إمارة الشارقة، لإنشاء مؤسسات تعنى بحفظ التراث وحمايته وصونه وإحيائه، انطلاقاً من رؤيته الشاملة والمتكاملة، والتي تنظر إلى التراث بوصفه ممثلاً لوعاء الهوية، وهمزة الوصل بين الماضي والحاضر.
كما وثمن جهود جامعة الشارقة في خدمة العلم والمعرفة، قائلاً: "إن الحديث عن التعاون المشترك بين المعهد والجامعة، حديث ذو شجون؛ لأن ثمة العديد من نقاط التلاقي، والقواسم المشتركة بين المؤسستين، وقد توج ذلك التعاون باتفاقية شراكة، أثمرت إخراج عدد من المشروعات المهمة والواعدة في هذا الملتقى العلمي، منها إطلاق كتاب بعنوان: "مجوهرات الشرق الأوسط.. انعكاس الإسلام في الأشكال والرموز"، بتأليف مشترك بين الأستاذ الدكتور مسعود إدريس والباحثة مري أغرينوفسكا، وهذا ما يجعلنا نفخر ونفاخر بهذا التعاونِ المثمر، وتلك الشراكة الناجحة، ونتطلع إلى تعزيز وتوسيع نطاقها ومجالاتها لتشمل قضايا التعليم والبحث والنشر، والبرامج الثقافية والعلمية".
تضمن الملتقى جلسة نقاشية شملت العديد من الموضوعات والتي أدارها الدكتور أحمد سكر أستاذ مساعد في كلية الفنون الجميلة والتصميم، حيث تناول الأستاذ الدكتور مأمون عبدالكريم من قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الشارقة موضوعه الذي جاء بعنوان "نهج المجتمع الإسلامي لفن ما قبل الإسلام والاستمرارية في التقاليد"، وعرض الدكتور أحمد بول كيلر من جامعة كامبريدج بإنجلترا دراسته بعنوان "نحو إحياء مهرجان العالم الإسلامي 1976: تحديات ومقترحات"، كما شرح الدكتور حسام إسماعيل من كلية الآثار بجامعة عين شمس موضوع بعنوان "الإسلام والفن"، ثم قدم الدكتور عبدالعزيز الجبوري الخبير في المكتب الإقليمي للإيسيسكو بالشارقة، دراسته بعنوان "دور المنظمات الدولية في صيانة التراث وتسجيله وإبراز الفنون الإسلامية والحفاظ عليها ونشرها عالمياً"، واختتمت الجلسة بمحاضرة مقدمة من الدكتورة ندى حسين عبدالله أستاذ مساعد في قسم التصميم التطبيقي بكلية الفنون الجميلة والتصميم وعنوانها "إلى الألف".